أمير قطر في طهران في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي

الشيخ تميم يبحث مع الرئيس الإيراني العديد من الملفات، من بينها التعاون في كأس العالم 2022 لكرة القدم ومتابعة تبادل السجناء بين إيران ودول غربية والتعاون في مجال الطاقة.
الخميس 2022/05/12
الدوحة تلعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن

طهران - بدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زيارة إلى طهران الخميس بلقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مع محاولة بلاده المساعدة في إنهاء خلاف بين طهران وواشنطن بشأن إحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015.

وترتبط طهران والدوحة بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة. وتأتي الزيارة في ظل جمود في المباحثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني، وفي خضم ارتفاع أسعار موارد الطاقة على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا، علما بأن إيران وقطر تعدان من أبرز الدول عالميا لجهة احتياطات الغاز.

ووصل أمير قطر على رأس وفد سياسي واقتصادي إلى مطار مهرآباد في طهران قرابة الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (08:30 ت.غ)، حيث كان في استقباله النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر، بحسب لقطات بثتها قنوات تلفزيونية إيرانية.

وانتقل الشيخ تميم بعدها إلى مجمع سعدآباد في شمال العاصمة الإيرانية، حيث أقام له رئيسي استقبالا رسميا.

وأشارت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" إلى أنه من المقرر أن يعقد المسؤولان مؤتمرا صحافيا مشتركا عقب لقاء القمة بينهما.

وأوضحت أن الزيارة سيتخللها بحث في "العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك"، بما يشمل "التعاون الثنائي في إطار التفاعل الإقليمي، والتعاون في كأس العالم 2022 لكرة القدم (التي تستضيفها قطر)، ومتابعة تبادل السجناء (بين إيران ودول غربية) والتعاون في مجال الطاقة".

وأفادت وكالة الأنباء القطرية بأن الأمير سيبحث "تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وتأتي الزيارة بدعوة من رئيسي الذي كان زار الدوحة في فبراير الماضي، حيث التقى الشيخ تميم وشارك في مؤتمر قمة للدول المصدّرة للغاز.

وتتزامن زيارة أمير قطر لطهران مع أخرى يقوم بها منسّق الاتحاد الأوروبي للمباحثات النووية إنريكي مورا، الذي عقد الخميس لقاء ثانيا جديدا مع كبير مفاوضي الجمهورية الإسلامية علي باقري، هو الثاني بينهما خلال يومين.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أكد في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الاثنين، أن الأمير تميم سيزور طهران لمتابعة البحث في ملفات طرحها الجانبان في الدوحة خلال زيارة الرئيس الإيراني، الذي يضع تعزيز العلاقات مع دول الجوار في أولويات سياسته الخارجية.

وشكلت الدوحة التي تربطها علاقات جيدة بواشنطن وطهران على السواء، محور نشاط دبلوماسي إيراني في الأشهر الماضية، إذ زار مسؤولون قطريون طهران مرات عدة، كما زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الدوحة مطلع عام 2022.

وقال مسؤول حكومي قطري لوكالة فرانس برس في يناير إن الدوحة "تحاول المساعدة في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي.

ونقلت وكالة "رويترز" الأحد عن مصدر مطلع قوله إن زيارة الأمير تهدف إلى الوصول بأطراف الاتفاق النووي الإيراني إلى "أرضية مشتركة جديدة".

ومن شأن الإخفاق في إحياء الاتفاق النووي أن يشكل مخاطرة جديدة بنشوب حرب جديدة في المنطقة مع إسرائيل، العدو اللدود لإيران، التي هددت باللجوء إلى عمل عسكري إذا فشلت المساعي الدبلوماسية.

وتم تعليق محادثات غير مباشرة استمرت نحو عام بين طهران وواشنطن لإنقاذ الاتفاق منذ مارس، لأسباب منها إصرار طهران على أن تزيل الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية لديها.

وأوضحت واشنطن أن مثل تلك الخطط ليست لديها، لكنها لم تستبعد الأمر كليا في ذات الوقت.

ونقلت وكالة رويترز الشهر الماضي عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن غلاة المحافظين في إيران، الذين يهيمنون على الحكم، يعتقدون أن النهج غير المتساهل الذي يقوده الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، المناهض للغرب بقوة، يمكنه أن يجبر واشنطن على قبول مطالب طهران.

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قد ذكرت في تقرير سابق لها أن الدوحة تقوم بدور الوساطة بطلب من واشنطن وطهران، لدعم المحادثات النووية في فيينا، ضمن جهود لبناء الثقة بين الطرفين المتصارعين لزمن طويل.

وأضافت أن قطر عملت على نقل الرسائل بين الجانبين وسعت إلى تبديد المخاوف الإيرانية، بما في ذلك تلك المرتبطة بمطالبتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتوفير ضمانات بألا تقوم أي إدارة أميركية في المستقبل بالتخلي بشكل أحادي الجانب عن الاتفاق، مثلما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام 2018.