أمير قطر أول زعيم عربي في سوريا بعد سقوط الأسد

دمشق/الدوحة - وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، إلى دمشق حيث استقبله رئيس الإدارة الجديدة، أحمد الشرع، وفق ما أفاد الديوان الأميري على منصة إكس، ليصبح بذلك أول رئيس عربي يزور سوريا بعد إطاحة بشار الأسد.
وكتب الديوان الاميري على منص إكس "سمو الأمير يصل إلى العاصمة دمشق في زيارة رسمية إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وفي مقدمة مستقبليه.. أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية".
وفي وقت سابق قالت السفارة السورية في الدوحة إن الشيخ تميم بن حمد سيبحث مع الرئيس المؤقت أحمد الشرع التعاون والمساعدة في عدة قطاعات.
وأعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن دمشق والدوحة ناقشتا "إطارا شاملا" لإعادة إعمار سوريا خلال زيارة أمير قطر إلى البلاد.
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحافي مع وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي "ناقشنا في اجتماعات اليوم إطارا شاملا للتعاون الثنائي فيما يتعلق بإعادة الإعمار"، مضيفا "غطت مناقشاتنا قطاعات حيوية بما في ذلك البنية التحتية وضمان استعادة أسس المجتمع والاستثمار والخدمات المصرفية وتمهيد الطريق للتعافي الاقتصادي والصحة والتعليم".
وتأتي زيارة الشيخ تميم، بعد أقل من شهرين من إطاحة المتمردين الإسلاميين بالأسد، في أعقاب زيارة قام بها رئيس وزراء قطر في وقت سابق من هذا الشهر.
وعلى عكس الدول العربية الأخرى، لم تستعد قطر علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا في عهد الأسد وكانت من أوائل الدول التي دعمت التمرد المسلح الذي اندلع بعد أن سحقت حكومته انتفاضة سلمية في عام 2011.
وخلال زيارته قبل أسبوعين، تعهد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني بدعم إعادة تأهيل البنية التحتية في سوريا، التي دمرتها ما يقرب من 14 عامًا من الحرب الأهلية، وأعلن عن خطط لتزويد سوريا بـ 200 ميغاواط من الكهرباء، مع زيادة تدريجية بمرور الوقت.
وتلقي الدوحة بثقلها لانتزاع موقع متقدم في سوريا يعزز نفوذها ويؤمن لها دورا أوسع في إعادة الاعمار بالشراكة مع تركيا الداعمة الرئيسية للإدارة الجديدة.
وشهدت الفترة الماضية خطوات دبلوماسية، من بينها إعادة فتح السفارة القطرية في دمشق ورفع العلم القطري عليها، وذلك بعد أكثر من عقد على إغلاقها في يوليو 2011.
وفي سياق التقارب المتسارع، استضافت الدوحة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في وقت سابق من الشهر الحالي، وسط مساعٍ لدعم الاستقرار وتعزيز التواصل بين الجانبين.
كما واصلت قطر تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سوريا، تأكيدا على دعمها للشعب السوري خلال المرحلة الانتقالية.
وتستقبل دمشق بوتيرة يومية مسؤولين إقليميين ودوليين يعقدون اجتماعات مع قائد الإدارة السورية الجديدة لاستكشاف طبيعة المرحلة القادمة.
ومن جانبه تواصل الشرع مع عدد من القيادات العربية على غرار رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتعزيز العلاقات والحصول على دعم من دول الخليج في مهمة إعادة الاعمار وإنعاش الاقتصاد السوري.
وكان مسؤول أميركي ودبلوماسي كبير قد قالا في وقت سابق من يناير إن قطر تخطط للمساعدة في تمويل زيادة كبيرة في أجور القطاع العام في سوريا تعهدت بها الحكومة الجديدة.
وقال المسؤول والدبلوماسي إن الدوحة، التي دعمت الانتفاضة المسلحة ضد حكم الأسد منذ فترة طويلة، كانت تضغط على واشنطن لإصدار إعفاء من العقوبات يسمح لها بتوفير التمويل من خلال القنوات الرسمية.
ويسعى الشرع للتخلص من العقوبات التي فرضت على دمشق خلال فترة الاسد لإنقاذ اقتصاد شبه منهار حيث أن انهاء العقوبات سيفتح المجال أمام الاستثمارات الغربية وخاصة الأميركية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد اتفق خلال اجتماع لوزراء الخارجية على خارطة طريق لتخفيف العقوبات على سوريا.
وفي 7 يناير الجاري، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا لمدة 6 أشهر، بهدف تسهيل استمرار الخدمات الأساسية في البلاد.