أمير الكويت يحل البرلمان ويوجه انتقادات عنيفة للمنظومة السياسية

الشيخ مشعل الأحمد: لن أسمح على الإطلاق بأن تُستغل الديمقراطية لتحطيم الدولة.
الجمعة 2024/05/10
أمير الكويت يهاجم تمادي بعض النواب ويتوعد بمحاسبة الفاسدين

         الكويت - أعلن أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في خطاب نقله التلفزيون اليوم الجمعة حلّ البرلمان وتعليق العمل ببعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن أربع سنوات، في قرار يأتي على وقع انسداد سياسي حتى بعد إجراء الانتخابات التشريعية والتي كان من المؤمل أن تنتج برلمانا متجانسا ومتناغما مع السلطة التنفيذية بما ينهي تعطيل تنفيذ إصلاحات اقتصادية مطلوبة بشدة.  

ووجه الشيخ مشعل انتقادات حادة للمنظومة السياسية وإلى بعض النواب الذين تمادوا إلى حد وصل بهم الأمر إلى التدخل في اختصاصات الأمير.

وقال في كلمة بثها تلفزيون الكويت "لن أسمح على الإطلاق بأن تستغل الديمقراطية لتحطيم الدولة".

وذكر تلفزيون الكويت أن اختصاصات مجلس الأمة سيتولاها الأمير ومجلس الوزراء.

وتعيش الكويت أزمات متتالية منذ سنوات بسبب الخلافات المستمرة والصراعات بين الحكومات التي يعينها الأمير والبرلمانات المنتخبة انتخابا مباشرا، الأمر الذي أعاق جهود الإصلاح الاقتصادي وعطل كثيرا المشاريع التنموية التي تحتاجها البلاد.

وقال الشيخ مشعل الأحمد في كلمته، إن الدستور الكويتي سمح بتعديله وإعادة النظر في أحكامه بعد مرور خمس سنوات متسائلا كيف يجمد تعديل الدستور.

وأضاف "لأجل تحقيق هذا الهدف في وقف الانحدار والحيلولة من أن نصل إلى مرحلة الانهيار، لذلك أمرنا بالآتي: حل مجلس الأمة ووقف بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن أربع سنوات".

وتابع أن هذه السنوات "يتم خلالها دراسة جميع جوانب المسيرة الديمقراطية ورفع نتائج الدراسة والمراجعة لنا لاتخاذ ما نراه مناسبا"

وقال "لمسنا خلال الفترات السابقة وقبل أيام قليلة سلوكا وتصرفات جاءت على خلاف الحقائق الدستورية الثابتة"، مضيفا "وصل التمادي إلى حدود لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها".

وأكد أن "من نال من المال العام سيُعاقَب أيّا كان موقعه أو صفته"، مشددا على أن "القضاء قادر على تطهير نفسه بأيدي رجاله وخصوصًا بعد أن وصل الفساد إلى أغلب مرافق الدولة حتى المؤسسات الأمنية".

وأكد أنه لن "يسمح بالمساس بهيبة رجال الأمن"، موضحا أن "الأمن مسألة في غاية الأهمية وسوف يوليها اهتمامًا كبيرًا".

وانتخبت الكويت برلمانا جديدا في الرابع من أبريل ليصبح الرابع منذ ديسمبر 2020، وبعدها بيومين استقالت حكومة الشيخ محمد صباح السالم الصباح كخطوة إجرائية بعد الانتخابات.

وأسفرت الانتخابات عن تغيير محدود تمثل في دخول 11 نائبا جديدا من أصل 50 عضوا منتخبا في البرلمان، مما يشير إلى احتمال استمرار حالة الجمود السياسي بعد أول انتخابات في عهد أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح.

وبعد الانتخابات، اعتذر الشيخ محمد صباح السالم الصباح عن تشكيل الحكومة الجديدة الأمر الذي أربك المشهد السياسي في ظل عزوف شخصيات أخرى من أسرة الصباح الحاكمة عن تولي المنصب.

ثم عين أمير الكويت الشيخ أحمد العبدالله الأحمد الصباح رئيسا جديدا لمجلس الوزراء في 15 أبريل وطلب منه تشكيل الحكومة الجديدة، لكنه لم يتمكن من تشكيلها حتى الآن.

وفي الثامن من أبريل صدر مرسوم أميري بتأجيل اجتماع مجلس الأمة إلى 14 مايو بدلا من 17 أبريل، مستندا للمادة 106 من الدستور التي تجيز للأمير تأجيل اجتماعات البرلمان لمدة لا تتجاوز شهرا، في تكرار لسيناريو مشابه لما حدث في 2022.