أميركيون من أصول عربية: لسنا نادمين على انتخاب ترامب

رغم تصريحات ترامب، لا يزال سكان ديربورن ممتعضين مما يعتبرونه تقاعسا من جانب بايدن عن الضغط أكثر على إسرائيل.
الأحد 2025/02/09
خطة ترامب مرفوضة

ديربورن (الولايات المتحدة) - في ديربورن حيث يعيش أميركيون كثر من أصول عربية، تؤكد سمراء لقمان أنها “غير نادمة” على التصويت لدونالد ترامب تعبيرا عن معارضتها لجو بايدن بسبب دعمه لإسرائيل، بالرغم من خطّة الرئيس الأميركي الجديد لقطاع غزة التي أثارت ذهول العالم أجمع.

وعلى غرار هذه الناشطة البالغة 42 عاما، كثيرون هم الناخبون من هذه المدينة الواقعة في ميشيغن الذين اختاروا التصويت للملياردير الجمهوري للإعراب عن سخطهم حيال الديمقراطيين المتّهمين بتأييد الحرب المدّمرة التي شنّتها إسرائيل في القطاع ردّا على هجوم حماس غير المسبوق داخل أراضيها في السابع من أكتوبر 2023.

وفي هذا المعقل الديمقراطي السابق، نال دونالد ترامب 42.5 في المئة من الأصوات في انتخابات نوفمبر الرئاسية، متقدّما على كامالا هاريس (36.3 في المئة) ومرشّحة الخضر جيل ستاين التي حقّقت في المدينة نتيجة (18.3 في المئة)هي أعلى بكثير مما حقّقته على المستوى الوطني.

وتقول سمراء لقمان إنه منذ فوز دونالد ترامب “شهدنا على مسيرة العودة الكبيرة،” في إشارة إلى تدفّق حشود النازحين الفلسطينيين بالآلاف للعودة إلى ديارهم سيرا وسط الركام والخراب بعد اتفاق الهدنة. وهي تقرّ “يخالجني شعور أعجز عن وصفه“.

ولقمان واثقة من أن دونالد ترامب هو الذي جعل وقف إطلاق النار في غزة ممكنا عشية تنصيبه في 20 يناير. لكنّها، كغيرها من الناخبين، تشدّد على أنها لم تعط ترامب شيكا على بياض بتصويتها لصالحه لمعاقبة الحزب الديمقراطي. وتقول إن “كثيرين ممن صوّتوا للحزب الجمهوري غصبا عنهم هم اليوم منفتحون على أيّ من الحزبين“.

◙ كثيرون هم الذين يرفضون رفضا قاطعا مقترح الرئيس الأميركي إخلاء غزة من سكانها لتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط"

وكثيرون هم الذين يرفضون رفضا قاطعا مقترح الرئيس الأميركي إخلاء غزة من سكانها لتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط،” على حدّ تعبيره. وقد أثار هذا المقترح استهجانا واسعا في أنحاء العالم، لكن اليمين الإسرائيلي رحب به بحرارة.

وتؤكد سيّدة الأعمال فاي نمر (39 عاما) التي خسرت أقارب في القصف الإسرائيلي على لبنان، إن خطّة ترامب مرفوضة. وهي تؤكّد “فلسطين خطّ أحمر لنا“. ورغم تصريحات ترامب النارية، لا يزال سكان ديربورن ممتعضين مما يعتبرونه تقاعسا من جانب جو بايدن عن الضغط أكثر على إسرائيل لوقف القتال في قطاع غزة.

وقد التقى مسؤولون عن الجالية العربية بمسؤولين ديمقراطيين وجمهوريين قبل البتّ في دعم دونالد ترامب الذي زار ديربورن خلافا لكامالا هاريس.

وشاركت فاي نمر في تنظيم مأدبة غداء على شرف دونالد ترامب في مطعم في ديربورن. وهي تقول إنه تعهّد بدعم مسار السلام وحلّ الدولتين. ولا تخفي “التفاؤل الكبير” الذي ينتابها إزاء قدرة قطب العقارات السابق على التفاوض للإيفاء بوعوده بالرغم من التدابير الأولى التي أخذها والتي تحابي إلى حدّ بعيد الدولة العبرية.

واحتفل بشارة بحبح هو أيضا بفوز الملياردير الجمهوري. ويقول رئيس مجموعة “الأميركيون العرب من أجل السلام” إن “الرئيس يريد سلاما للشرق الأوسط يرضي كلّ الأطراف“.

وهو يرى أن ترامب أطلق هذه الفكرة “كفرضية” وليس كمشروع “واقعي”. أما رؤساء البلديات الذين دعموا ترامب، فإن صمتهم هو خير دليل على حرجهم، بحسب أسامة السبلاني الذي يعمل في الصحافة المحلية. وهو يقول “سوف يساءلون من ناخبيهم. وقد أتى ترامب إلى هنا وكذب، زاعما ‘نشر السلام والمحبّة في المنطقة والعالم‘. وفور وصوله، أراد كندا وغرينلاند وغزة“. ويرفض أسامة السبلاني إلقاء اللوم على من صوّت لترامب، معتبرا أن الديمقراطيين عليهم أن يلوموا أنفسهم.

3