أميركا تستدرج خصومها لمواجهة في الفضاء

فلوريدا - أعلنت الولايات المتحدة مساء الخميس إطلاق أول صاروخ لها نحو الفضاء في خطوة تؤكد احتدام السباق بين القوى العالمية وخصوصا واشنطن وموسكو وبكين لغزو الفضاء.
وأطلقت القوات الأميركية أول صواريخها للفضاء من قاعدة في ولاية فلوريدا، عقب تأسيسها العام الماضي.
وقالت القوات الفضائية في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن الصاروخ الذي يحمل أقمارا صناعية للاتصالات، جرى إطلاقه الخميس، من قاعدة كيب كانيفرال في فلوريدا.
وقال بدوره الجنرال جون طومسون، رئيس مركز أنظمة الفضاء والصواريخ في كاليفورنيا، إنه جرى إرسال الصاروخ “أطلس الخامس” إلى الفضاء رغم وباء كورونا المستجد، الذي يجتاح معظم دول العالم بينها الولايات المتحدة.
وأوضح أن الصاروخ انطلق حاملا معه أقمارا يبلغ وزنها 6 آلاف و168 كيلوغراما.
وتأتي هذه العملية في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة قطع الطرق أمام خصومها التقليديين على غرار روسيا والصين الذين يسعون بدورهم إلى تحقيق مكاسب من خلال غزو الفضاء والاعتماد على الحرب السيبرانية في مواجهة الخصوم.
ومنذ وصول الرئيس دونالد ترامب أصبحت الولايات المتحدة توجه نسبة هامة من مواردها لهذا الغرض.
وفي ميزانية البلاد للعام الحالي اعتمد ترامب رسميا تمويل هيئة عسكرية جديدة مختصة بالفضاء وتحمل اسم “قوة الفضاء الأميركية”.

وتعد هذه القوة العسكرية الأولى التي يتم إنشاؤها في الولايات المتحدة منذ أكثر من 70 عاما، وتندرج ضمن القوات الجوية الأميركية.
ويشدد الرئيس الجمهوري دائما على أن الفضاء يمثل أحدث ساحة للحرب في العالم. ويقول ترامب إن الدور المنوط بقوة الفضاء لا يتمثل في إرسال جنود أميركيين إلى الفضاء ولكن ستسعى هذه القوة لحماية الممتلكات الأميركية على غرار المئات من الأقمار الصناعية المستخدمة في الاتصالات والمراقبة.
وتأتي هذه المستجدات في وقت يرى فيه القادة العسكريون الأميركيون، الصين وروسيا تحرزان تقدما في تحديد جبهات عسكرية جديدة وهو ما يمثل تحديا للإدارة الأميركية.
وعند تأسيس هذه القوة في ديسمبر الماضي قال نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، إن الدولتين لديهما أشعة ليزر محمولة جوا وصواريخ مضادة للأقمار الصناعية، وتحتاج الولايات المتحدة لقوة لردعهما. وقال بنس “تغير الفضاء بشكل جذري خلال السنوات الأخيرة فبعد أن كان سلميا أصبح مكتظا وعدائيا”.
ويوفر الجيش الأميركي 16 ألف فردا من القوات الجوية وموظفين مدنيين لقيادة هذه القوة الفضائية.
وتثير هذه التحركات الأميركية انزعاج موسكو حيث قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في وقت سابق إن التوسع الأميركي في الفضاء يهدد المصالح الروسية ويتطلب ردا من بلاده .
وقال بوتين “القيادة العسكرية والسياسية الأميركية تعد الفضاء ساحة عسكرية وتخطط للقيام بعمليات هناك”.
ويُضاف الصراع على غزو الفضاء إلى مجموعة الصراعات الأخرى التي تخوضها القوى العالمية لفرض هيمنتها والحفاظ على نفوذها حيث يتسم المشهد العالمي بمعارك على جبهات مختلفة على غرار الهجمات السيبرانية التي تعتمد عليها هذه القوى كمكمل لتحركاتها لغزو الفضاء.