أميرة سعودية خلف مقود سيارة.. التغيير حاصل لا محالة

انقسام بشأن صورة للأميرة هيفاء بنت عبدالله في مجلة "فوغ" على تويتر يؤكد أن المحافظين مازالوا يشدون إلى الوراء.
السبت 2018/06/02
الصورة مثال للسعودية الجديدة التي تتخفف من قيود التشدد

الرياض - أثارت صورة لأميرة سعودية على غلاف “فوغ” بنسختها العربية، نقاشا على الشبكات الاجتماعية بعدما اختارت مجلة الموضة الشهيرة الأميرة لتصويرها خلف مقود سيارة.

وظهرت الأميرة هيفاء بنت عبدالله آل سعود على غلاف “فوغ العربية” في عدد يونيو بعباءة بيضاء وحذاء بكعب عال، قبل نحو ثلاثة أسابيع من بدء سريان قرار السماح للسعوديات بقيادة السيارة.

ومن النادر أن تجد الأميرات ونساء الأسرة المالكة السعودية أنفسهن تحت الأضواء، إذ يحرص أفراد أسرة آل سعود على إبعاد حياتهم الخاصة والأسرية عن الأضواء ووسائل الإعلام.

وأثارت صورة الغلاف موجة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأشاد مستخدمو تويتر، الموقع الأكثر انتشارا في أوساط السعوديين بالصور الجديدة، مؤكدين أنها تؤكد أن “التغيير حاصل” رغم ما وصفوه بـ”كيد الكائدين”. وانتشر على تويتر هاشتاغ #الأميرة_هيفاء_بنت_عبدالله.

وقال مغردون تعليقا على الصورة “مثال آخر للسعودية الجديدة التي تتخفف من قيود التشدد”.

وقالت “فوغ” إن الأميرة هيفاء، ابنة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، “أفضل مَن يتوّج غلاف هذا العدد التاريخي الذي يحتفي بنساء المملكة ويسلّط الضوء على إنجازاتهن المهمة”.

ونقلت المجلة عن الأميرة التي جرى تصويرها في صحراء جدة “في بلدنا، بعض المحافظين يخشون التغيير. وبالنسبة للكثيرين، هذا كل ما يعرفون. وأنا عن نفسي أؤيد هذه التغييرات بكل حماس”.

وكانت السلطات اعتقلت مؤخرا ناشطين وناشطات عرّفتهم منظمات حقوقية على أنهم من أبرز المطالبين والمطالبات بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة المحافظة، وبإلغاء نظام ولاية الرجل على المرأة.

وتشهد السعودية حملة تغيير اجتماعي يقودها ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان. وتستعد السعودية للسماح للنساء بقيادة السيارات بعد حظر استمر لعقود، وذلك ابتداء من 24 يونيو المقبل.

وتضيف “من السهل التعليق على مجتمعات الشعوب الأخرى والاعتقاد بأن مجتمعك هو الأفضل، ولكن يجب أن نتذكر العالم الغربي”.

"فوغ" أهدت العدد الاستثنائي إلى السعوديات الرائدات اللواتي يمهدن طرقا ملهمة

وأهدت “فوغ” العدد “الاستثنائي” إلى “النساء السعوديات الرائدات اللواتي يمهِّدن طرقاً ملهمة في المملكة”، ومن بينهن الناشطة في حقوق المرأة منال الشريف، ولاعبة كرة القدم سجى كمال التي تسعى لإشراك أول فريق كرة قدم للنساء على الإطلاق في المملكة في منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وقالت الناشطة السعودية، منال الشريف، في تغريدة لها على تويتر بمناسبة تكريس العدد للنساء السعوديات “سعيدة جدا بالاهتمام الذي تحظى به نساء وطني لكن دعونا ألّا ننسى البطلات الحقيقيات عزيزة اليوسف، لجين الهذلول، إيمان النفجان”.

ويظهر في هذا العدد المهم أيضاً كلٌّ من الممثلة البارزة عهد كامل، أول نجمة سعودية تظهر في مسلسلٍ لشبكة نتفليكس؛ وفاطمة باعشن، أول امرأة متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن؛ وشانينا شايك، عارضة الأزياء السوبر التي تعود أصولها إلى السعودية والتي شاركت في عروض كلٍّ من توم فورد وستيلا مكارتني.

وتتناول مقالات العدد أيضاً عدداً من المصمماتٍ السعوديات اللواتي يتركن بصماتهن على صناعة الموضة، فضلاً على حوارٍ مع المصوِّرة الحائزة على جوائز تسنيم السلطان.

ولا يزال الكثيرون يعارضون التغيير في السعودية الذي يبدو أنه يسير بخطى ثابتة. ويظهر ذلك من خلال بعض التغريدات المعارضة لظهورها على غلاف مجلة.

وقالت مغردة “زعلانين (غاضبون) من كلمة سبق؟! أنتم ترونها امرأة سعودية كاشفة (دون نقاب) وتقود السيارة لكن بمفهوم العالم الأميرة مشهورة ورسامة ولها العديد من اللقاءات العالمية ولها معارض كثيرة داخل وخارج المملكة”.

وكتبت أخرى “أهم شيء التحرر من فتاوى المجتمع والتضييق على الناس”. بالمقابل، قال مغردون آخرون إن الأميرة هيفاء تتبع خطى أختها الأميرة عادلة بنت عبدالله آل سعود التي كانت سباقة للظهور في الإعلام العالمي للمطالبة بحقوق النساء في بلدها.

وتعتبر الأميرة عادلة أول من كسرت طوق “النقاب الأسود وكانت أولى المشجعات ” لحملة “النساء السعوديات” التي دشنتها مجموعة من النساء على مواقع فيسبوك وتويتر عام 2011، مؤكدة حينها في مقابلة إعلامية مع “فرانس 24″ أن الحملة لها تأثير كبير في تغيير وتحريك المياه الراكدة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بحقوق المرأة السعودية. وأشارت إلى أن أملها أن يأتي اليوم الذي تشعر فيه المرأة السعودية بأهمية تلك المطالب والحقوق التي ستمنحها الشعور بالإنسانية الحقيقية.

وأكد مغرد “رقي وتطور الشعوب والأمم يقاس برقي وتحرر المرأة… تحية للمرأة العربية على نيلها حقوقها وتقدمها”.

وتساءل متفاعل “عجيب كيف أكثر الرجال عندهم وعي بصعوبة حياة المرأة السعودية ومع ذلك دائما كانوا واقفين ضدها!”

وتهكمت مغردة “لعشرات السنوات تم الحكم على أخلاق المرأة السعودية بوجود دش في البيت من عدمه.. ثم بعباءتها.. رأس أو كتف. الآن سيستبدل ذلك بـ”تقود أو لا تقود” معايير سطحية ظالمة للحكم على أخلاق المرأة السعودية”.

وقال معلق “المرأة السعودية مثقفة متعلمة منفتحة جميلة وقوية وصبورة وأنا متأكد في خمس سنوات من الآن أن ربع قوة الدولة ستكون بيد المرأة في السعودية الحبيبة كوزارات وجامعات ومشاريع. من يؤمن أولاده ومنزله ومستقبله بيد امرأة كزوجة وأخت وابنة وأم فوالله إذاً سترفع شأنك وًوطنك ومجتمعك”.

19