أمطار غزيرة تعزز مخزون المغرب المائي مع ارتفاع نسبة ملء السدود

الرباط – أعلنت وزارة الماء والتجهيز المغربية، امتلاء مياه السدود في البلاد بنحو 35 بالمئة من قدرتها الاستيعابية، حتى الأحد، بعد الأمطار الأخيرة التي شهدتها مختلف المناطق.
ويساهم هذا الارتفاع في تعزيز الاحتياطي المائي للبلاد، مما يساعد في مواجهة فترات الجفاف، كما يضمن ذلك تلبية احتياجات مختلف القطاعات، مثل الزراعة والصناعة والاستخدام المنزلي.
ووفق بيانات الوزارة المنشورة على موقعها الإلكتروني، فقد ارتفع المخزون المائي بالسدود إلى 5.861 مليارات متر مكعب، ما يعادل 34.8 بالمئة من إجمالي السعة التخزينية.
ويأتي هذا التحسن بعد موجة من الجفاف استمرت لعدة سنوات، حيث سجل المغرب عامه السابع على التوالي من انخفاض معدل الهطولات المطرية، مما أثر سلباً على القطاع الزراعي وموارد المياه في البلاد.
ووفقاً للوزارة، فإن الموارد المائية المخزنة في السدود ارتفعت بنسبة 36.5 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما ينعش آمال المزارعين بتحسن الموسم الزراعي.
ومع استمرار موسم الأمطار، تبقى التوقعات مفتوحة لمزيد من التحسن في مستوى الملء، مما سيعزز الأمن المائي بالمملكة.
وشهدت الأحواض المائية في المغرب تفاوتا في مستويات امتلائها، وفقا للبيانات المسجلة حديثا. وتصدر حوض اللوكوس القائمة بأعلى نسبة امتلاء بلغت 57.01 في المائة، يليه حوض زيز كير غريس بنسبة 53.29 في المائة، ثم حوض أبي رقراق بنسبة 52.95 في المائة، يليه حوض سبو بنسبة 45.66 في المائة، ثم حوض ملوية بنسبة 41.61 في المائة.
أما حوض درعة واد نون فسجل 30.99 في المائة، متقدما على حوض سوس ماسة الذي سجل 21.64 في المائة. وجاء حوض تانسيفت بنسبة 54.24 في المائة، لكنه يشهد انخفاضا طفيفا مقارنة بالسنة الماضية. وأخيرا، سجل حوض أم الربيع أدنى نسبة امتلاء بلغت 8.89 في المائة، مما يجعله الأكثر تراجعا في الموارد المائية.
وشهدت بعض السدود في المغرب انتعاشا ملحوظا في مخزونها المائي، حيث سجلت خمسة سدود نسبة امتلاء بلغت 100 في المائة، وهي سد النخلة وسد شفشاون وسد على واد زا وسد بوهودة وسد سيدي سعيد معاشو، ما يعكس تحسنا كبيرا في الموارد المائية بهذه المناطق.
وعرفت بعض السدود الأخرى في الوقت نفسه زيادات استثنائية في منسوب المياه، حيث سجل سد الدورات أكبر تحسن، بارتفاع نسبته 70.61 نقطة، لينتقل من 22.05 في المائة إلى 92.66 في المائة.
كما شهد سد محمد الخامس ارتفاعا ملحوظا من 15.08 في المائة إلى 63.84 في المائة (زائد 48.76 نقطة)، يليه سد أولوز بزيادة 40.34 نقطة ليصل إلى 60.97 في المائة.
وشملت التحسينات أيضا سد حسن الداخل الذي ارتفع من 25.95 في المائة إلى 66.08 في المائة (زائد 40.12 نقطة)، وسد سيدي محمد بن عبدالله الذي انتقل من 24.18 في المائة إلى 54.76 في المائة (زائد 30.58 نقطة).
وتشهد عدة مناطق في المغرب منذ أيام أمطارا غزيرة، ساهمت في إنعاش مخزون السدود بالبلاد، في ظل تحديات ندرة المياه التي تعود إلى تراجع معدلات الأمطار خلال السنوات الماضية، وما ترتب على ذلك من مخاطر تهدد القطاع الزراعي.
واعتمد المغرب منذ عقود على السدود ضمن استراتيجيته المائية لضمان تزويد السكان والزراعة بالمياه.
ويوجد في المملكة 149 سدا كبيرا، تساعد على تخزين الماء وسقي مساحات واسعة من الحقول، فضلا عن توفير الماء الصالح للشرب وتوليد الكهرباء.