أمر بعثي بمقاطعة شبكة إعلام بديل تغطي مظاهرات السويداء السورية

متابعون يرون أن التعميم بمثابة أمر أمني مباشر يحذر من التفاعل مع الشبكة ومثيلاتها التي تعارض دمشق وتنشر أخبار الحراك الشعبي.
الثلاثاء 2023/10/31
في قلب الحدث

دمشق - كشفت شبكة “السويداء 24” الإخبارية السورية عن تعميم صادر عن حزب البعث يطالب بمقاطعة الشبكة على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم التفاعل معها “لارتباطها بالكيان الصهيوني”، وهي التهمة البعثية المُعلبة التي عادة ما تطلقها الحكومة السورية على منصات الإعلام البديل المعارضة.

وقالت الشبكة إن “أحد الرفاق البعثيين أرسل لنا نسخة من التعميم الذي جرى توزيعه على كافة الفرق الحزبية في ريف دمشق، وقال إن أمناء الفرق الحزبية طلبوا من أعضاء الحزب مقاطعة الشبكة وعدم التفاعل معها”.

أن التعميم بمثابة أمر أمني مباشر يحذر من التفاعل مع الشبكة ومثيلاتها التي تعارض دمشق وتنشر أخبار الحراك الشعبي في السويداء وغيرها من المحافظات السورية.

و”السويداء 24” شبكة إخبارية معنيّة بالدرجة الأولى بقضايا وأخبار محافظة السويداء وتوثيق انتفاضتها التي انطلقت قبل عدة أشهر، وتعتبر أن قضية الشعب السوري ومطالبه المشروعة بالعدالة والتغيير هي القضية المركزية على وجه الخصوص.

ومنذ انطلاقتها استحوذت الصور والتسجيلات المصورة التي توثّق انتفاضة محافظة السويداء على المشهد السوري ككل، حتى أنها أثارت اهتمام الإعلام المحلي والعربي والأجنبي، ودفعت مسؤولين غربيين إلى التعليق والتفاعل مع الحدث.

الشبكات وأبرزها "السويداء 24" و"الراصد" لعبت دورا كبيرا خلال الأيام الماضية، وتحولت إلى مصدر أول للفيديوهات والصور التي توثق الاحتجاجات

وتحسب السويداء على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وتقطنها غالبية درزية، وبينما كان من النادر أن تخرج منها هكذا صور وفيديوهات قبل عام 2016، كسر ناشطون بعد هذا التاريخ القيود و”المحرمات” بعدما أطلقوا شبكات إخبارية محلية الهدف منها حسب تعبيرهم “خدمة الشعب لا الحكام”.

ولعبت الشبكات وأبرزها “السويداء 24” و”الراصد” دورا كبيرا خلال الأيام الماضية، وتحولت إلى مصدر أول للفيديوهات والصور التي توثق الاحتجاجات، ورئيسي للأخبار الخاصة بمطالب المتظاهرين والشعارات التي يحملونها، فضلا عن “الأحداث الفارقة” التي تعلقت مؤخرا بمواقف رجال الدين أو الوقائع الأمنية.

ومن الإعلام المحلي السوري وصولا إلى العربي والدولي، على رأسه الوكالات البارزة مثل “رويترز” و”فرانس برس” و”أسوشيتد برس”، تردد اسم الشبكتين كثيرا.

ورغم أن تجارب الشبكات الإخبارية وما بدأه الناشطون الصحفيون ليسا جديدين على الحالة السورية في أعقاب انطلاقة الثورة، يبرز دور الشبكات الإخبارية المذكورة في الوقت الحالي على نحو أكبر، كون السويداء ما تزال خاضعة اسميا لسيطرة السلطة في دمشق، والتي ترتبط بها ماكينة إعلامية كبيرة، تصنف بين رسمية وشبه رسمية.

وتعرّف شبكة “السويداء 24” حسب موقعها الرسمي وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها “تسعى لتوفير تغطية إعلامية أفضل في السويداء، كون المحافظة لا تحظى باهتمام إعلامي مثل أجزاء أخرى من سوريا، لأنها تعتبر آمنة نسبيا”.

وتأسست الشبكة في يونيو عام 2016، ومنذ تلك الفترة راقبت جميع الحوادث الأمنية في المحافظة ونشرتها من خلال تقارير شهرية أو ملفات أوسع شملت مختلف الجرائم والانتهاكات.

وتحاول الشبكة بحسب مدير تحريرها ريان معروف “نشر جميع هذه القصص وجذب انتباه الرأي العام ووسائل الإعلام الأخرى إلى هذه الأحداث”، وتنطلق من فكرة أن “الصحافة في خدمة المواطنين لا الحكام”.

ويعمل النشطاء والصحافيون في “السويداء 24” على نقل الوقائع والحقائق بصوت عالٍ، ويركزون على قضايا المجتمع المحلي والأوضاع المعيشية والاقتصادية والسياسية “أي نقل الصورة الحقيقة من قلب السويداء”، وفق تعبير معروف.

ويعتمد الصحافيون في الشبكة للوصول إلى الجمهور على المواد المعمقة التي تكشف قضايا من دائرة اهتمامهم، كالبحث العميق في أسباب انهيار الوضع الخدمي والمعيشي من خلال كشف الأمور التي أدت إليه كالفساد.

5