أمازون تُقيم منطقة للخدمات السحابية في سلطنة عُمان

مسقط- أضفت شركة أمازون ويب سيرفيسز لخدمات الحوسبة السحابية (أي.دبليو.أس) زخما كبيرا لحضورها في الشرق الأوسط من خلال إبرامها شراكة مع سلطنة عمان للاستثمار في هذا المجال.

وأبرمت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العمانية الأربعاء مذكرة تفاهم مع شركة أي.دبليو.أس لإطلاق منطقة محلية لتوافر الخدمات السحابية واستضافة البيانات.

كما وقعت عمانتل مذكرة تفاهم مع أمازون ويب سيرفيسز بهدف تعزيز جهود الشركة العمانية للاتصالات لتوفير الحلول المبتكرة لمشتركيها.

وتندرج الشراكتان، اللتان لم يتم الكشف عن قيمتهما الاستثمارية أو موعد البدء في إنشاء المنطقة، ضمن جهود مسقط لاستقطاب الشركات التقنية الدولية للاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السوق المحلية.

وبموجب هذا التعاون ستكون السلطنة إحدى الدول المستثمرة في التقنيات الحديثة وحلقة وصل بين الشرق الأوسط وأفريقيا، بما ينسجم مع أهداف “رؤية 2040”.

وأمازون ويب سيرفيسز واحدة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في خدمات الاستضافة السحابية، وهي تسعى إلى نشر تقنياتها في الكثير من الأسواق حول العالم.

وبحسب وزارة النقل ستكون “السلطنة أول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا تشهد إطلاق أمازون ويب سيرفيسز منطقة محلية جديدة لتوافر الخدمات بعد إطلاقها في الولايات المتحدة ومناطق أخرى حول العالم”.

وتهدف مسقط من هذا التعاون إلى فتح آفاق الاستثمار في مراكز البيانات والخدمات السحابية في السلطنة ودعم التحول الرقمي في القطاعات الأساسية والاقتصادية والمساهمة في نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز قدراته.

وأكد علي الشيذاني وكيل وزارة النقل أن البنية الأساسية التي تتمتع بها بلاده وامتداد الكابلات البحرية تسهم في دعم منظومة مشاريع الاقتصاد الرقمي والتحول الرقمي.

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى الشيذاني قوله “ستعمل السلطنة على تعزيز مكانتها كمركز دولي لمراكز البيانات لاستضافة ومعالجة البيانات وتقديم الخدمات السحابية في الشرق الأوسط”.

وأضاف “لذا نشعر بأن هذا التعاون سيوفر أفضل تقنيات الحوسبة السحابية للأعمال المختلفة في سلطنة عُمان بالتعاون مع واحدة من أهم الشركات في العالم في هذا المجال”.

وأشار إلى أن المنطقة المحلية لتوافر خدمات أمازون ويب سيرفيسز ستمكن المستهلكين من تخزين بياناتهم محليا والاستفادة من سرعة المعالجة والاستجابة، مما يسهم في زيادة وصول الشركات إلى التقنيات المتقدمة.

ومن المتوقع أن يستفيد المستخدمون في البلاد من مجموعة من الخدمات السحابية كالتحليلات والذكاء الاصطناعي وتطبيقات الحوسبة السحابية والتعلم الآلي والتطبيقات وخدمات التخزين وغيرها بما يمكنها من زيادة وتيرة الابتكار في أعمال تلك الشركات.

وتعد هذه المنطقة الثالثة في المنطقة بعد الإمارات والبحرين، والتي سبق وأن عقدت شراكتين لاستقطاب إحدى أبرز شركات وادي السيليكون لتركيز نشاطها في البلدين.

وقالت أمازون ويب سيرفيسز خلال توقيعها اتفاقية مع الإمارات في أغسطس الماضي إنها “تعتزم استثمار حوالي 5 مليارات دولار حتى العام 2036 لإنشاء منطقة للبيانات السحابية في البلاد”.

وكان قد جرى إطلاق خدمات أمازون ويب سرفيس في البحرين خلال عام 2019 حين قررت وحدة الحوسبة السحابية التابعة للشركة الأميركية تأسيس نشاط لها هناك.

وتعتبر التكنولوجيا والابتكار من بين عدة أدوات إستراتيجية تراهن عليها الحكومة لتعزيز دورها في الاقتصاد المحلي، كما هو الحال مع جيرانها الإمارات والسعودية والبحرين.

ولدى المسؤولين قناعة كبيرة بأن بلدهم لديه الفرص والإمكانات والأدوات اللازمة حتى يضع الاقتصاد على درب النهوض وتعزيز جاهزيته للمستقبل وتطوير حلول مبتكرة للتحديات القادمة لمواكبة متطلبات المرحلة المقبلة وصولا إلى تحقيق أهداف “رؤية 2040”.

وتسعى مسقط إلى اتخاذ تدابير لتسهيل وتمويل كل ما من شأنه أن يمكّن من الوصول إلى التكنولوجيا وخاصة تلك المرتبطة بالبيئة، فضلا عن الدراية الفنية للأطراف الأخرى المستفيدة من تنفيذ بنود وأحكام هذه الاتفاقيات.

وأوضح طلال المعمري الرئيس التنفيذي لعمانتل أن الشراكة مع أي.دبليو.أس تعد خطوة مهمة أخرى في مسيرة الشركة نحو المساهمة في تحقيق أهداف التحول الرقمي للمشتركين التجاريين في البلاد.

وقال إنها “إضافة للمنظومة المتكاملة للاتصالات وتقنية المعلومات التي تمتلكها عمانتل وارتباطها الدولي الواسع”. وأضاف أن “إطلاق مركز بيانات أمازون بالنطاق المحلي سيمكن من تعزيز عروض الخدمات السحابية للشركات بما فيها تلك المقدمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة”.

ومع إطلاق منطقة أمازون ويب سيرفيسز الجديدة في الشرق الأوسط – سلطنة عمان، تمتلك أمازون ويب سيرفيسز حاليا 88 منطقة لتوافر الخدمات في 28 منطقة جغرافية حول العالم.

وتخطط الشركة الأميركية لإطلاق عشرين منطقة توافر جديدة، وأيضا سبعة مواقع أخرى في أستراليا وكندا والهند ونيوزيلندا وإسبانيا وسويسرا.

وقال فويتشيك باجدا مدير القطاع العام في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى أي.دبليو.أس إن هذا التعاون مهم و”سنطلق منطقتنا المحلية الجديدة لتوافر الخدمات بالعاصمة مسقط والتي ستعمل على تزويد المؤسسات في القطاعين العام والخاص ببنية تحتية سحابية متقدمة”.

وأكد أن الشركة ستقدم مجموعة متنوعة وشاملة من الأدوات والحلول وخدمات الحوسبة والتخزين واستضافة البيانات. ورجح باجدا أن تسهم المنطقة الجديدة في دعم رحلة التحول الرقمي التي تشهدها عُمان وتحقيق أهداف رؤيتها للمستقبل الرقمي.

وتشير بيانات المنظمة العالمية للملكية الفكرية إلى أن عُمان تقدمت بثمانية مراكز في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2021 لتصبح في المركز 76 من بين 132 بلدا حول العالم.

ويتابع الخبراء تحركات مسقط لإنعاش أضعف اقتصادات دول الخليج العربي بعد أن بدأت في تطبيق برنامج إصلاحي شامل لتطوير أدواتها الذكية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية حتى تعزز مكانتها تجاريا واقتصاديا رغم الصعوبات التي تواجهها.