سياتل (الولايات المتحدة) - انضم عملاق التجارة الإلكترونية أمازون إلى جبهة كيانات صينية في ابتكار نماذج خاصة به في الذكاء الاصطناعي التوليدي لتشديد المنافسة مع شركات وادي السيليكون التي تقودها مايكروسوفت في هذا المضمار.

وأعلنت الشركة الأميركية الاثنين أنها ستستثمر نحو 4 مليارات دولار في أنثروبيك، لتحظى بشريك مهم في جهودها حتى تصبح لاعبا رئيسيا في روبوتات المحادثة وتعبر عن ثقتها في الشركة الناشئة المثيرة للاهتمام.

وستنقل أنثروبيك بموجب الصفقة معظم برمجياتها إلى مراكز بيانات أمازون ويب سيرفسيز (أي.دبليو.أس)، وستستخدم رقائق شركة الحوسبة السحابية لتدريب النماذج التي تستخدمها لتشغيل برامج الدردشة والتطبيقات الأخرى.

وإلى جانب الوصول إلى قوة أمازون في مجال الحوسبة، ستحصل أنثروبيك على تمويل يساعدها على دفع التكاليف الضخمة المطلوبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة وتشغيلها.

وقالت الشركتان في بيان إن “أمازون ستكون لها حصة أقلية في أنثروبيك” التي طورت كلود، وهو برنامج دردشة آلي ينافس تشات جي.بي.تي، أداة الذكاء الاصطناعي الشهيرة المطورة من شركة أوبن أي.آي.

وستستخدم أنثروبيك شرائح من أمازون ويب سرفيز، أكبر شركة للحوسبة السحابية في العالم، جرى تطويرها خصيصاً بهدف إنشاء نماذج للتعلم الآلي.

وترمي هذه الاتفاقية، وفق أمازون، إلى تسريع نماذج الدردشة الآلية المستقبلية لشركة أنثروبيك، والتي سيتمكن مستخدمو أي.دبليو.أس من الوصول إليها.

ويؤكد المسؤولون التنفيذيون في أمازون أنه لا يزال من المبكر للغاية معرفة مآل ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي، وإن أكثر من 100 ألف عميل استخدموا أدوات التعلم الآلي الخاصة بالشركة حتى الآن.

والنموذج الأساسي لشركة أنثروبيك متاح بالفعل ضمن خدمة بيدروك التابعة لأمازون، والتي لا تزال في مرحلة الإصدار المبكر، وستجعل نماذج شركة التجارة الإلكترونية وأطراف ثالثة متاحة لعملائها.

وقال آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لأمازون، “لدينا احترام كبير لفريق أنثروبيك ونماذج الشركة، ونعتقد أنه يمكننا المساعدة على تحسين العديد من تجارب العملاء، على المدى القصير والطويل، من خلال تعميق تعاوننا”.

وقبل أيام أعلنت أمازون أن مساعدها الافتراضي أليكسا سيكون مزوداً بالذكاء الاصطناعي.

ويثير الذكاء الاصطناعي التوليدي، القادر على توليد محتوى جديد بالاعتماد على بيانات التعلم، شهية عمالقة الإنترنت.

وفي الأسابيع الأخيرة أعلنت شركات تكنولوجية كثيرة، من بينها غوغل الأميركية وبايدو وعلي بابا وبايت دانس الصينية وسبير الروسية، أنها تعمل على ابتكار نماذجها الخاصة من روبوتات المحادثة.

والخميس الماضي كشفت مايكروسوفت أنها ستدمج واجهة الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة لشركة أوبن أي.آي في محرك بحث بينغ الخاص بها.

ومع ذلك يثير الذكاء الاصطناعي مخاوف كبيرة بشأن استخدامه البيانات الشخصية واستغلالها. وسبق لدول كثيرة أن أبدت رغبتها في وضع قواعد لاستخدام الأدوات المشابهة لتشات جي.بي.تي.

وعمدت أمازون منذ فترة طويلة إلى الاستحواذ على حصص في شركاء بمجالات تعتبرها ذات أولوية، منها شركات شحن جوي وشركة لتوزيع البقالة وأخرى لتصنيع الشاحنات الكهربائية.

ولكن إذا كان الاستثمار في أنثروبيك يقترب من 4 مليارات دولار، فإنه سيمثل أكبر جانب معروف من صفقات الشركات المرتبطة مباشرة بأمازون ويب سيرفسيز.

وتميل الوحدة إلى بناء منتجاتها الخاصة بدلاً من الاعتماد على التكنولوجيا أو الشركات المشتراة من الآخرين، مما أدى إلى عمليات استحواذ متواضعة نسبياً في سوق حجمها مليارات الدولارات ويغذيها هوس الذكاء الاصطناعي.

وتقول شركة التجارة عبر الإنترنت إن مهندسيها، بمن فيهم الذين يعملون خارج أمازون ويب سيرفسيز، سيتمكنون من الوصول إلى نماذج أنثروبيك.

وينظر إلى أمازون ويب سيرفسيز، والتي تعد أكبر بائع في العالم لطاقة الحوسبة وتخزين البيانات، على نطاق واسع على أنها متخلفة في المجال الناشئ لنماذج الكمبيوتر المدربة على إنشاء النصوص والصور والمحتويات الأخرى.

والسبب الرئيسي هو افتقارها إلى منتج ناجح وشريك حصري رفيع المستوى في هذا المجال.

في المقابل تستخدم مراكز بيانات مايكروسوفت برمجيات أوبن أي.آي عبر شراكة تعتمد على استثمار يبلغ حجمه 13 مليار دولار، والتي أعطت دفعة لجارة أمازون في منطقة سياتل وجددت نشاطها.