أمازون تزيد إيقاع المنافسة في سوق الرعاية الصحية

عملاق التجارة الإلكترونية يستحوذ على شركة وان ميديكال الأميركية في صفقة قيمتها 3.9 مليار دولار.
السبت 2022/07/23
ما رأيكم لو تجربون خدماتنا الافتراضية؟

كشفت أحدث تحركات لمجموعة أمازون الأميركية العملاقة في تجارة التجزئة عبر الإنترنت عن انقلاب كبير في قواعد المنافسة على سوق الرعاية الصحية بالولايات المتحدة بعدما زادت من إيقاع أعمالها بضمها أحد أنشط الكيانات في القطاع.

نيويورك - فتحت مجموعة أمازون للتجارة الإلكترونية نافذة جديدة لخدماتها العديدة في سوق الرعاية الصحية الأميركي، ما يعتبرها محللون خطوة مهمة في القطاع، الذي بدأت تظهر عليه علامات التحول الرقمي مع زيادة زخم التكنولوجيا.

ووافقت أمازون الخميس على شراء شركة وان ميديكال مقابل 3.9 مليار دولار بما في ذلك ديون بقيمة 400 مليون دولا، ما يتيح لعملاق وادي السيليكون توسيع نطاق الرعاية الصحية الافتراضية، في خطوة رئيسية لانتقاله إلى الاستثمار في القطاع الطبي.

وستدفع الشركة 18 دولارا لكل سهم في وان ميديكال، أي علاوة بنسبة 76.8 في المئة عن آخر إغلاق لشركة الرعاية الصحية.

وستجمع الصفقة النقدية بالكامل بين لاعبين صغيرين نسبيا حيث تواصل أمازون مسيرة طويلة في هذا المجال وتسعى إلى النمو بوتيرة أسرع. لكن أمازون قد تواجه تدقيقا من الجهات التنظيمية لتجنب حصول احتكار في السوق.

نيل ليندساي: الصحة تحتل مكانة في التجارب التي تحتاج إلى إعادة ابتكار

ولا تخفي الشركة، ومقرها ولاية سياتل، طموحاتها إلى تحسين الرعاية الصحية وتطوير خدماتها. ومع ذلك، فإن فكرة كبيرة شبيهة بكيفية قيام أمازون بأتمتة دور الصرافين في متاجر البقالة لم تظهر بعد.

وقال النائب الأول لرئيس أمازون للخدمات الصحية نيل ليندساي “نعتقد أن الرعاية الصحية تحتل مكانة عالية في قائمة التجارب التي تحتاج إلى إعادة ابتكار”.

وأضاف في بيان “نرى الكثير من الفرص لتحسين جودة التجربة ومنح الناس وقتا ثمينا في أيامهم”.

وستضع هذه الخطوة أمازون في منافسة أكبر مع شركة غوغل التابعة لمجموعة ألفابت التي دخلت منذ نوفمبر 2019 في مشروع مع أحد أكبر أنظمة الرعاية لجمع المعلومات الصحية الشخصية التفصيلية للملايين من الأميركيين في 21 ولاية.

واعتبر خبراء أن تلك المبادرة، التي أُطلق عليها اسم “مشروع العندليب”، هي الأكبر في سلسلة جهود يبذلها عمالقة وادي السيليكون للوصول إلى بيانات الصحة الشخصية وإنشاء موطئ قدم في صناعة الرعاية الصحية الضخمة.

ووفق تقرير أصدرته ماكينزي أند كومبانيفي في وقت سابق هذا الشهر نمى قطاع التطبيب عن بعد مع القيود المرتبطة بالجائحة، وازداد استخدام الأميركيين لخدماته بنحو 38 مرة مقارنة مع مستويات ما قبل الجائحة.

في الوقت نفسه، يحصل الأميركيون عادةً على تأمينهم الصحي من خلال وظائفهم، لذا فقد دفعت أزمة التوظيف الحالية في الولايات المتحدة أرباب العمل إلى تقديم مزايا جذابة بشكل متزايد.

وتأتي هذه الأخبار بعد أن أعلنت أمازون في فبراير الماضي عن توسيع خدمة أمازون كير، التي تم إطلاقها لأول مرة في عام 2019 لتزويد موظفي المجموعة بإمكانية الوصول إلى الأطباء.

وقالت شركة التكنولوجيا إن الخدمة تجمع بين الزيارات الافتراضية للأطباء أو أفراد الجسم التمريضي باستخدام تطبيق أمازون كير للهاتف المحمول والرعاية الشخصية من جانب طواقم طبية يتم إرسالها إلى منازل المرضى.

وقامت أمازون بتجربة زيارات رعاية افتراضية لموظفيها في سياتل في 2019 قبل تقديم خدمات لأصحاب العمل الآخرين تحت العلامة التجارية أمازون كير.

دانيال غروسلايت: خدمات وان ميديكال وأمازون كير تكملان بعضهما البعض

وقالت شركة التكنولوجيا إن الخدمة تجمع بين الزيارات الافتراضية للأطباء أو أفراد الجسم التمريضي باستخدام تطبيق أمازون كير للهاتف المحمول والرعاية الشخصية من جانب طواقم طبية يتم إرسالها إلى منازل المرضى.

وجعلت أمازون مؤخرا رعايتها الافتراضية متاحة على الصعيد المحلي وأضافت خيار المكالمات المنزلية في لوس أنجلس وواشنطن ودالاس وأماكن أخرى.

وساعدت الجائحة في زيادة الطلب حيث بدأت أمازون كير في تسجيل عملاء بما في ذلك مجموعة هيلتون وورلدوايد هولينديغز.

ونمت وان ميديكال التي تدير شبكة من ممارسات الرعاية الأولية وخدمات التطبيب عن بعد، في السنوات الماضية وباتت تضم أكثر من 750 ألف عضو، ما جعلها أحد أهداف أمازون لتوسيع محفظتها في هذا المجال.

وأظهر التقرير المالي الأخير للشركة، التي تأسست في عام 2007، أنها سوف تمنح أمازون 188 مكتبا طبيا.

ومن بين أعضاء وان ميديكال زبائن مؤسسين للمنصة مثل أير بي.أن.بي وغوغل، والتي تقدم خدماتها كمنفعة للموظفين، وفقا لموقعها على الإنترنت والنتائج المالية الأخيرة.

وقالت مصادر مطلعة إن مجموعة كارلايل التي دفعت 350 مليون دولار مقابل حصة أقلية في وان ميديكال في 2018، ستخرج من مركزها كجزء من استحواذ أمازون.

وعلى النقيض من ذلك، تمتلك شركة تيلا دوك هيلث المنافسة الأكبر حجما أكثر من 54 مليون عضو مدفوع في الولايات المتحدة.

وتسببت صفقة الاستحواذ في خفض أسهم تيلا دوك وتجار التجزئة في الصيدليات مثل سي.في.أس هيلث كورب وفولغرينس بوتس أليانس ما بين 0.3 و1.8 في المئة في بورصة نيويورك.

ونسبت رويترز إلى دانيال غروسلايت المحلل في مجموعة سيتي قوله إن عملية الاستحواذ منطقية لأن “المزج بين الرعاية الافتراضية والرعاية الشخصية هو أساس كل من استراتيجية وان ميديكال وأمازون كير”.

إيمي كلوبوشار: أمازون لها تاريخ في إثارة مخاوف جدية مانعة للمنافسة

ومع ذلك فإن الصفقة ستكون تحت الأنظار خلال الفترة المقبلة قبل إتمامها بشكل فعلي وخاصة من المشرعين الأميركيين والجهات التنظيمية.

وحثت السناتور إيمي كلوبوشار، وهي رئيسة لجنة معنية بسياسة المنافسة ومكافحة الاحتكار بمجلس الشيوخ، لجنة التجارة الفيدرالية على التحقيق في صفقة أمازون المقترحة، معربة عن مخاوفها بشأن تداعيات الاستحواذ على البيانات الصحية الشخصية.

وقالت إن “أمازون تمتلك تاريخا من الانخراط في ممارسات الأعمال التي تثير مخاوف جدية مانعة للمنافسة، بما في ذلك إجبار الشركات الصغيرة على موقعها على شراء خدماتها اللوجستية كشرط لوضع النظام الأساسي المفضل”.

ولكن محللين يعتقدون أن الوجود المحدود للرعاية الصحية في أمازون يجب أن يقلل من مشكلات مكافحة الاحتكار، رغم أن المخاطر لا تزال قائمة.

وقال غروسلايت إن أمازون “يبدو أن لديها هدفًا على ظهرها، وأن وزارة العدل الأميركية كانت شديدة العدوانية في منع الصفقات مؤخرًا”. وأضاف “هذا بالتأكيد سيعرض هذا الاستحواذ للمزيد من التدقيق أكثر من المعتاد”.

ووسعت أمازون بشكل مطرد نشاطها خارج نطاق التجارة الإلكترونية، وقالت في وقت سابق من هذا العام إن خدمة التطبيب عن بعد الخاصة بها تتوسع على صعيد السوق الأميركية.

واشترت في 2018 صيدلية بيك بات على الإنترنت، مما يدعم موقع توصيل الوصفات الطبية ومقارنة الأسعار الذي تم إطلاقه لاحقا.

10