ألوان الجزائري سليم بوهالي تتراوح بين الواقعية والتجريدية

أعمال التشكيلي سليم بوهالي تتأرجح بين الواقعية والتجريد وتتصدّر مدينة القنطرة قائمة أعماله لأنّها مسقط رأسه.
الثلاثاء 2023/03/21
مدينة القنطرة من ملهمات الرسام

الجزائر- تكمن عبقرية الفنان التشكيلي الجزائري سليم بوهالي في مقدرته الفريدة على أن يصنع الفرجة والإمتاع ببعض لمسات من فرشاته، واستعمال القليل من الألوان، ولكن وفق نظرة إبداعية تُعبّر عن إحساس مرهف بالموضوع الذي يرسمه إلى درجة أنّ البعض من النقّاد الفنيّين أطلقوا عليه اسم “ملك الألوان المائيّة”، بسبب مقدرته الفائقة على تطويع أدواته الفنيّة.

يُعدُّ سليم بوهالي واحدًا من الفنانين التشكيليّين الجزائريين الذين يشتغلون في صمت، بعيدًا عن الأضواء؛ فهو منذ أن تخرّج في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بباتنة (شرق الجزائر)، عام 1991، في اختصاص هندسة داخلية، لم ينظّم سوى بعض المعارض الفردية، كان أوّلُها معرض بعنوان “أضواء الجنوب” (2014).

◙ جلّ أعمال سليم بوهالي الواقعية عبارة عن مناظر طبيعية، أما في التجريد فأعماله عبارة عن بحث في التوازن بين الألوان الحارة والباردة
جلّ أعمال سليم بوهالي الواقعية عبارة عن مناظر طبيعية، أما في التجريد فأعماله عبارة عن بحث في التوازن بين الألوان الحارة والباردة

وليس غريبا أن تتصدّر مدينة القنطرة بولاية بسكرة (جنوب الجزائر)، قائمة أعمال الفنان سليم بوهالي لأنّها مسقط رأسه، ولأنّها من أجمل مدن الصحراء الجزائرية الشاسعة التي تأثّر بها وأحبّها إلى درجة الهيام. وعنها يقول سليم بوهالي “القنطرة، تمثّل بالنسبة إليّ بوابة الصحراء، وهي مصدرُ إلهامي الأوّل”.

ويضيف “مدينة القنطرة تلقّب ببوّابة الصحراء لأنّها تفصل بين مناخين مختلفين، شماليٌّ بارد وجنوبيٌّ صحراويٌّ حارّ، لذا فأنا في أعمالي أحاول أن أبحث عن توازن بين الألوان الحارّة (الأحمر والأصفر والبرتقالي) والألوان الباردة (الأخضر والأزرق والبنفسجي)، كما أحاول التعبير تارة من خلال مناظر طبيعية مرسومة بواقعية أو انطباعية، وتارة أخرى أبتعد عن الواقع بأعمال وتراكيب تجريدية”.

ويرى سليم بوهالي أنّ نشأته في مدينة بسكرة ودراسته بمعهد الفنون الجميلة بباتنة مكّنتاه من التعرُّف على العديد من الأسماء المهمّة في مدوّنة الفن التشكيلي الجزائري على غرار حسين هوارة، والسعيد مرزوقي، وعبدالعالي بوغرارة، والفنان بلاح، والاستفادة من مناقشاتهم وحواراتهم الفنية، قبل أن يُحاول البحث عن شخصية فنيّة خاصّة، وذلك عندما انتقل من باتنة إلى بسكرة، عام 2007، ليكتشف مدرسة فنيّة مختلفة، شارك عبرها في معارض مختلفة بمدينة بسكرة، وعدة ولايات أخرى.

وتتأرجح أعمال بوهالي بين الواقعية والتجريد، وقدم العديد من المعارض الفردية والجماعية، وتحصّل على عدد من الجوائز على المستوى الوطني، أبرزُها الجائزة الكبرى “عائشة حداد”.

ويشيرُ الفنان إلى أنّ جلّ أعماله الواقعية عبارة عن مناظر طبيعية، أما في التجريد فأعماله عبارة عن بحث في التوازن بين الألوان الحارة والباردة في تراكيب مجرّدة إلى حدّ مّا، أمّا عن التقنيات المستعملة فيقول سليم بوهالي “تقنية الألوان المائية التي أستخدمُها في أعمالي جدُّ صعبة، وهي تتطلّب الكثير من العفوية والتلقائية، وهذا لن يتأتّى إلا بالتدريب، والعمل الكثير والمثابرة”.

ويؤكّد التشكيلي بوهالي أنّه متأثّر بعدد من الفنانين المعاصرين على غرار أوجان شيسنيسيان من مولدافيا وأوجان زبيكفيك من أستراليا، وألفارو كاستانيات من أوروغواي، وهم من أشهر الفنانين التشكيليين الذين يجوبون العالم لإعطاء دورات تدريبيّة في الفنون التشكيليّة.

لوحة

 

لوحة

14