ألمانيا تغرّم سلفيين أدينوا بتشكيل "شرطة الشريعة"

محكمة ألمانية تقضي بفرض غرامات مالية تتراوح بين 300 و1800 يورو ضد سبعة سلفيين لإدانتهم بخرق القانون الألماني المتعلّق بمنع ارتداء الزي الرسمي.
الثلاثاء 2019/05/28
الداعية السلفي سفين لاو أثناء المحاكمة

برلين - غرّمت محكمة ألمانية الاثنين، سبعة سلفيين أدينوا بتشكيل “شرطة الشريعة” التي تستهدف المسلمين في عام 2014 في خطوة لاقت حينها تنديدا، فيما طالب المتحدث باسم الحكومة شتفن زايبرت بضرورة اهتمام مؤسسات الدولة بإتاحة إمكانية ارتداء كيباه (القلنسوة اليهودية) بشكل آمن في كل مكان بألمانيا غداة تنديد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بتنامي جرائم معاداة السامية.

وغرّم الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و37 عاما بين 300 و1800 يورو، لإدانتهم بخرق القانون الألماني المتعلّق بمنع ارتداء الزي الرسمي.

ورأى القضاة أنه من المحتمل أيضا أن يكون تصرّفهم “بوحي من الفكر المتطرف”.

وفي سبتمبر 2014، سير السلفيون السبعة مرتدين سترات باللون البرتقالي كتب على بعضها “شرطة الشريعة”، دوريات ليلاً في شوارع مدينة فوبرتال الصناعية الوقعة غرب ألمانيا ويعيش فيها عدد كبير من المسلمين.

وكانوا يقومون بإيقاف المسلمين الشباب ويقدمون لهم نصائح بعدم شرب الكحول والذهاب إلى المقاهي والكازينو وبيوت الدعارة.

وهذه المحاكمة جديدة، تأتي بعدما ألغت المحكمة الاتحادية في ألمانيا مطلع عام 2018 حكماً صدر بتبرئة المتهمين في عام 2016.

ويستهدف القانون الذي يمنع ارتداء زي رسمي في ألمانيا، خصوصا منع ارتداء ملابس الحزب النازي.

وقاد مبادرة “شرطة الشريعة” الداعية السلفي الأشهر في ألمانيا المتحول إلى الإسلام سفين لاو، البالغ من العمر 38 عاماً.

شتفن زايبرت: نطالب بإتاحة ارتداء القلنسوة اليهودية في كل مكان بألمانيا
شتفن زايبرت: نطالب بإتاحة ارتداء القلنسوة اليهودية في كل مكان بألمانيا

وأدين لاو في يوليو 2017 بقضية أخرى بالسجن 5 سنوات ونصف السنة، لـ”دعم جماعة إرهابية” بهدف تجنيد أشخاص للقتال في سوريا.

وطالب المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتفن زايبرت بضرورة اهتمام مؤسسات الدولة بإتاحة إمكانية ارتداء كيباه (القلنسوة اليهودية) بشكل آمن في كل مكان بألمانيا.

وقال زايبرت الاثنين بالعاصمة برلين “يتعيّن على الدولة ضمان ممارسة العقيدة بحرية لكل شخص”، مؤكدا أنه لا بد أن يتسنى لكل شخص في أي مكان بألمانيا -حتى مع ارتدائه كيباه- أن يتحرك بأمان. وتأتي دعوات زايبرت إثر تصريحات مفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة السامية فليكس كلاين الذي صرح “لا أستطيع أن أنصح اليهود بارتداء كيباه في كل مكان بألمانيا في أي وقت. إنني مضطر لقول ذلك للآسف”، موضحا أنه غيّر رأيه في هذا الشأن “مقارنة بالماضي للأسف”.

ودافع كلاين عن اتخاذه هذه الخطوة بأنه أراد التوضيح للعامة “أننا يتعين علينا التصرف قبل فوات الأوان”، موضحا أن تصريحاته ليست استسلاما على الإطلاق، وإنما المقصود منها “دعوة لاتخاذ إجراء”.

وكان رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين أعرب عن “صدمته العميقة” من تحذير مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية لليهود من ارتداء الكيباه في الأماكن العامة، وكتب على موقع تويتر ”المسؤولية عن الرفاهية والحرية والحق في المعتقد الديني لكل فرد من أفراد الجالية اليهودية في ألمانيا، تقع على عاتق حكومة ألمانيا وسلطات إنفاذ القانون بها”.

وشدد يهودا تيشتال، حاخام الجالية اليهودية بالعاصمة برلين على ضرورة أن يكون ارتداء الكيباه متاحا بغض النظر عن مكان الإقامة، وقال “إذا نشرنا رسالة مفادها أنه يفضل ألا يرتدي الأشخاص كيباه، فإننا نترك بذلك المجال لمعارضي الديمقراطية”.

والكيباه هي قلنسوة دائرية صغيرة يرتديها الرجال اليهود طوال اليوم بشكل تقليدي بصفتها علامة ظاهرة على عقيدتهم. وكان عدد الهجمات المعادية للسامية ازداد بقوة على مستوى ألمانيا خلال عام 2018.

وقال زايبرت إن زيادة الجرائم “يجب أن تكون مدعاة للقلق لكل شخص في ألمانيا”، موضحا أن كل هجوم من هذه الجرائم يعدّ هجوما على الكرامة الإنسانية.

وناشدت رئيسة الجالية اليهودية الإسرائيلية في ميونيخ وبافاريا العليا، جنوبي ألمانيا، الحكومة الاتحادية الأحد ضمان “حياة بلا خوف لليهود في ألمانيا”.

وقالت شارلوته كنوبلوخ “حالة عدم اليقين في الجالية اليهودية كبيرة للغاية حاليا، ويمكنني تفهم كل شخص يريد ألا يكشف عن نفسه علانية كيهودي في هذا البلد، ولكن يجب ألا نتعايش مع هذه الحالة”.

وأضافت كوبلوخ “الحياة اليهودية يجب أن تكون متاحة في أنحاء ألمانيا بلا خوف”، موضحة أن “هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء هادف من جانب الأوساط السياسية من أجل تحقيق ذلك وكذلك لصرخة ضد كراهية اليهود من المجتمع.

5