ألمانيا تسحب جزءاً من جنودها في العراق

وزارة الدفاع الألمانية: الجنود الألمان المتمركزين في العراق سينتقلون إلى الأردن والكويت، بسبب التوتر في المنطقة.
الثلاثاء 2020/01/07
ألمانيا أول المستجيبين لدعوات البرلمان العراقي بإنهاء وجود القوات الأجنبية

برلين ـ أعلن الجيش الألماني، الثلاثاء، أنه سيسحب جزءا من الجنود الألمان المنتشرين في العراق لمهمات تدريب.

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الألمانية لوكالة "فرانس برس" أن الجنود الألمان المتمركزين في العراق سينتقلون إلى الأردن والكويت، بسبب التوتر في المنطقة، على ما أوردت "فرانس برس".

وسيجري تخفيض عديد العاملين في الكتيبة الألمانية في بغداد وفي التاجي شمال العاصمة، ويبلغ عددهم نحو 30 عسكرياً، "بشكل موقت".

وسينقل العسكريون المعنيون إلى الكويت المجاورة والأردن، كما أكد لوكالة فرانس برس متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية.

ويأتي القرار الألماني في ظل توتر بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية اغتيال القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية الجمعة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أن نقل العسكريين سيتم "قريباً"، دون أن يعطي تفاصيل بشأن موعد التنفيذ أو عدد الجنود.

روبرت هابيك: مهمة الجنود الألمان في العراق لم يعد لها أساس من القانون الدولي بعد قرار البرلمان العراقي
روبرت هابيك: مهمة الجنود الألمان في العراق لم يعد لها أساس من القانون الدولي بعد قرار البرلمان العراقي

وبالإضافة إلى العسكريين المتمركزين قرب العاصمة، لألمانيا أيضاً قوات في كردستان العراق ينفذون مهام تدريب لقوات الأمن المحلية.

وبالمجمل، يبلغ عدد العسكريين الألمان في العراق 120 شخصاً، يعملون في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية عن القرار بإرسال برقية لمجلس النواب الألماني الذي يشرف بدقة على المهمات العسكرية للبلاد.

وأقر وزير الخارجية الألماني مساء الاثنين في مقابلة مع الإذاعة العامة بأن سحب العسكريين الغربيين من العراق هي "نتيجة سنصل إليها جميعاً" نظراً للظروف، موضحاً "أن أي بلد عضو في التحالف الدولي لن يبقى في العراق ما لم يكن مرغوباً بوجوده".

ويشير وزير الخارجية في حديثه إلى تصويت البرلمان العراقي على مذكرة تطلب انسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد.

وأوضح الوزير الألماني "اعتمد البرلمان هذا القرار، وبنهاية الأمر يعود للحكومة اتخاذ القرار ولذلك نتحاور معها الآن في هذا الصدد".

وتتفق المعارضة الألمانية مع موقف برلين من سحب الجنود، فقد أعرب روبرت هابيك، زعيم حزب الخضر الألماني المعارض، في وقت سابق عن اعتقاده بأن مهمة الجنود الألمان في العراق لم يعد لها أساس من القانون الدولي بعد قرار البرلمان العراقي السبت الذي طالب الحكومة بإنهاء تواجد أي قوات أجنبية في الأراضي ومنعها من استخدام الأجواء العراقية لأي سبب.

وعلى هامش اجتماع مغلق لمجلس إدارة الحزب، قال هابيك في هامبورج الاثنين إن القرار:" سحب الأساس المشتق من القانون الدولي (لمهمة الجيش الألماني)" مشيرا إلى أن هذا يعني ضرورة عودة الجنود إلى ألمانيا.

وقال هابيك عن الوضع بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد إثر غارة أميركية نهاية الأسبوع الماضي:" ما نشهده هو أن التهديد بالانتقام يتسبب في التهديد بالانتقام، وهذا يشبه العهد القديم".

وأضاف هابيك :" لكن ليس هذا ما ينبغي على الدبلوماسية الحديثة والسياسة الخارجية أن تقوم به".

واختتم تصريحاته بالقول إنه في حال تمكنت ألمانيا مع الشركاء الأوروبيين من صياغة نهج مشترك " فعندئذ ربما لاحت فرصة معينة" للتأثير على الولايات المتحدة والعراق وإيران.

وكانت انالينا بيربوك، المشاركة في رئاسة الحزب، قد طالبت بهذا مطلع الأسبوع الجاري بدعوى أنه لم يعد من الممكن ضمان أمن الجنود في العراق في ظل التصعيد الخطير بين الولايات المتحدة وإيران.