ألمانيا تحشد ضد الشعبويين في الانتخابات الأوروبية

برلين - حذرت رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني، أنغريت كرامب-كارنباور، من انتخاب اليمينيين الشعبويين، فيما تشير توقعات ألاّ تحقق الأحزاب الشعبوية اختراقا في البرلمان الأوروبي القادم على الرغم من تنامي شعبيتهم.
وقالت خليفة المستشارة أنجيلا ميركل في رئاسة الحزب “لا يمكن لأحد انتخب اليمين الشعبوي في ألمانيا الادعاء بأنه لا يعلم من انتخب”.
وذكرت كرامب-كارنباور أن ما يهم اليمينيين الشعبويين في نهاية المطاف هو مصلحتهم الشخصية، قائلة “هم مستعدون لتحقيق ذلك عبر بيع كل شيء متعلق بالقيم الوطنية والأوروبية”.
وأضافت أنه للتوصل إلى هذا الاستنتاج لا ينبغي مشاهدة فيديو نائب المستشار النمساوي المستقيل هاينتس-كريستيان شتراخه فقط، مشيرة إلى أن ماري لوبان في فرنسا تخوض حملة انتخابية بالتعاون مع اليميني الشعبوي ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتابعت “في إيطاليا هناك، على الأقل، محاولات لعلاقات مالية بين حزب ليغا الذي يقوده ماتيو سالفيني (نائب رئيس الوزراء الإيطالي) وروسيا”.
وذكرت أنه عندما يتم النظر أيضا إلى الأسئلة بشأن التبرعات المفتوحة حول حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، سيتضح أن “هذه ليست وقائع فردية، بل نموذج وسمات هيكلية تربط بين اليمينيين الشعبويين”.
وشرع معظم القادة الأوروبيين من أجل مواجهة المد المتنامي للشعبويين في تحريك مؤيديهم وتنشيط المشاركة في انتخابات تشهد تقليديا إقبالا، فيما بدأت الانتخابات الخميس في بريطانيا وهولندا حيث القوى المناهضة للمشروع الأوروبي في صعود.
وفي فرنسا، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى “قيام ائتلاف تقدمي كبير” لمواجهة “من يريد تدمير أوروبا من خلال القومية”.
وحذّر ماكرون من “الخطر الوجودي المتمثل بتفتت أوروبا”، علما أن حزبه “الجمهورية إلى الأمام” مع حلفائه يتقاربون في استطلاعات الرأي مع حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف لمارين لوبان. وبعد تجمّع كبير السبت في ميلانو بقيادة زعيم حزب الرابطة الإيطالي ماتيو سالفيني، وحّد اليمين المتطرف الأوروبي صفوفه تحت تحالف “أوروبا الأمم والحريات” الذي يضمّ حزب الرابطة والتجمّع الوطني الفرنسي مع حزب الحرية النمساوي وحزب المصلحة الفلمنكية البلجيكي.
وتعثرت انطلاقة هؤلاء بعد فضيحة أدت إلى انهيار التحالف الحاكم بين اليمين واليمين المتطرف في النمسا.
ونددت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان بـ”الهفوة الكبيرة” التي ارتكبها حليفها في “حزب الحرية” النمساوي هاينز-كريستيان شتراخه الذي استقال من منصبه كنائب للمستشار بعد نشر فيديو أبدى فيه استعدادا للتعامل مع روسيا. وبعد هذه الفضيحة، سارع معارضوهم السياسيون مباشرة إلى استغلال الفرصة.
واستفاد النائب الأوروبي البلجيكي غي فيرهوفسدات من الفضيحة لمهاجمة ماتيو سالفيني.
ويرأس فيرهوفسدات “تحالف الديمقراطيين والليبراليين من أجل أوروبا”. ويأمل التحالف مع نواب حزب إيمانويل ماكرون الذين يدخلون للمرة الأولى إلى البرلمان الأوروبي في تشكيل القوة الثالثة فيه.
ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي تنتهي ولايته في أكتوبر إلى “القتال حيث يستحقّ الأمر أن نقاتل”، وذلك خلال مؤتمر نقابي في فيينا.
وأعلن يونكر “لا حاجة إلى القول بوضوح إن على النقابيين والاشتراكيين الديمقراطيين والمسيحيين الديمقراطيين والآخرين أن يقفوا صفا واحدا لردع خطر اليمين المتطرف، خلال العقد المقبل وأيضا خلال الانتخابات الأوروبية المقبلة”.
ويرى سيلفان كان من مؤسسة روبرت شومان أن “تحرّك اليمين المتطرف في هذه المعركة هو أمر جديد بحدّ ذاته”، نظرا إلى أنه حتى الآن رفض قادة هذا اليمين “انطلاقا من فكرهم القومي أي حياة سياسية عابرة للحدود والقوميات”.
وفي دراسة حول “التحول نحو أوروبا” لليمين المتطرف نشرت الاثنين، قال سيلفان إن لتلك الكتل السياسية “بالفعل تأثيرا” على الحياة السياسية الأوروبية، حيث أن معظمها شارك أو يشارك في ائتلافات حكومية في دول الاتحاد الأوروبي.
وفي ضوء التوقعات التي تشير إلى أن أكبر كتلتين سياسيتين ستخسران أغلبيتهما المشتركة في انتخابات البرلمان الأوروبي المزمع عقدها في 26 مايو، يأمل اليمين المتطرّف في تشكيل تحالف من المعارضين والمشككين في الوحدة الأوروبية للفوز بما يكفي من المقاعد في المجلس لتعطيل التشريعات أو تأييدها.