ألمانيا تتراجع عن تكريم مؤرخ إسرائيلي أنكر الإبادة الجماعية في البوسنة

جيديون جرايف ينفي حدوث أعمال إبادة جماعية في سربرنيتسا.
الاثنين 2022/01/03
مسلمو البوسنة ويهود ألمانيا يتقاسمون نفس الجراح

برلين - تراجعت ألمانيا عن منح المؤرخ الإسرائيلي جيديون جرايف وسام الاستحقاق الألماني كما كان مقررا، بعدما أثار القرار استياء خاصة في البوسنة والهرسك، حيث أنكر المؤرخ الإسرائيلي حدوث أعمال إبادة جماعية في سربرنيتسا.

ويجري جرايف أبحاثا في إسرائيل والولايات المتحدة، بشأن المحرقة النازية “الهولوكوست” في المقام الأول، لكنه أنكر حدوث أعمال إبادة جماعية في سربرنيتسا.

وترأس الرجل ذو 70 عاما لجنة دولية من المؤرخين، والتي نفت في يونيو 2021 سمة الإبادة الجماعية عن المذبحة في تقرير جاء في أكثر من ألف صفحة.

وتم تشكيل اللجنة من قبل السياسي البارز في جمهورية صرب البوسنة، ميلوراد دوديك. ويعمل دوديك على فصل جمهورية صربيا عن اتحاد الدولة البوسنية. وينشط جرايف أيضا في صربيا منذ سنوات عديدة. كما نشر أعمالا تضخم عدد الضحايا الصرب في الحرب العالمية الثانية.

وتصنف العديد من الأحكام الصادرة عن محكمة جرائم الحرب الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي المذبحة على أنها إبادة جماعية.

وجعل الممثل السامي للمجتمع الدولي في البوسنة فالنتين إنزكو، الذي ظل في منصبه حتى نهاية يوليو الماضي، إنكار الإبادة الجماعية في سربرنيتسا -وكذلك جرائم الحرب الأخرى في حرب البوسنة (1995-1992)- جريمة جنائية.

وتحدثت تقارير إعلامية بوسنية لأول مرة عن قرار التراجع عن منح جرايف وسام الاستحقاق الألماني الخميس.

المحكمة الجنائية الدولية (مقرها مدينة لاهاي الهولندية) أصدرت حكما بالسجن المؤبد على مجرم الحرب راتكو ملاديتش بتهمة ضلوعه في عدة جرائم منها مذبحة سربرنيتسا

ونشرت نسخة طبق الأصل من رد وزارة الخارجية على الأستاذ الجامعي في أوسنابروك من أصل بوسني إسناف بيجيتش. وجاء في رد الوزارة “سحب وزير الخارجية الألماني اقتراحه بمنح الأستاذ جرايف وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية”. وجاء الخطاب مؤرخا بتاريخ السابع من ديسمبر الماضي.

وفي سربرنيتسا، قتلت قوات صرب البوسنة أكثر من 8000 مسلم خلال حرب البوسنة في عام 1995، ولا يرى مؤرخون مستقلون أي قيمة علمية للتقرير.

وبسبب حملات التطهير العرقي في مدن بريدور، وفوتشا، وزفورنيك، وفيشغراد، لم يتبقَ أي بوسني مسلم تقريبا في تلك المناطق. كما تم حصار سراييفو 44 شهرا.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية (مقرها مدينة لاهاي الهولندية) حكما بالسجن المؤبد على مجرم الحرب راتكو ملاديتش بتهمة ضلوعه في عدة جرائم منها مذبحة سربرنيتسا.

وفي الحادي عشر من يوليو 1995، سيطر الجنود الصرب بقيادة ملاديتش على بلدة سربرنيتسا.

وصرح ملاديتش آنذاك، بأنهم قدموا سربرنيتسا هدية للشعب الصربي في عيدهم (عيد وطني) وأنه حان الوقت أخيرا للانتقام من المسلمين.

وحاول المدنيون في سربرنيتسا الاحتماء بالقوات الهولندية العاملة في المنطقة في إطار مهمة الأمم المتحدة، بعدما أعلنت الأخيرة سربرنيتسا منطقة آمنة.

إلا أن الجنود الهولنديين قاموا بتسليم كل المدنيين للقوات الصربية، التي قامت خلال أيام، بارتكاب مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني في سربرنيتسا والمناطق المجاورة، وأجبروا الكثير من العائلات على ترك منازلها.

وانتهت الحرب في الحادي والعشرين من نوفمبر 1995، بعد توقيع اتفاقية دايتون، بعد أن تسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص باعتراف الأمم المتحدة، إضافة إلى اغتصاب الآلاف من المسلمات في البوسنة والهرسك، وتهجير الملايين، وجمع الآلاف من المدنيين وتعذيبهم في معسكرات الاعتقال.

5