ألمانيا المتناقضة ترسل مدفعية إلى أوكرانيا وتحتج على "هجوم" الغاز الروسي

روسيا قلصت إمدادات الغاز نحو أوروبا بهدف منعها من تخزين الكميات الكافية، ما ينبئ بشتاء صعب على القارة العجوز.
الأربعاء 2022/06/22
ألمانيا في مأزق

برلين – اعتبر وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك الثلاثاء أن تراجع إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز نوردستريم، والذي قررته مؤخرًا موسكو، “هجوم” يهدف إلى “بث الفوضى في السوق الأوروبية للطاقة”، في حين أن ألمانيا تستمر في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا في خطوة تظهر تناقضا في الموقف الألماني بين استغراب التصعيد الروسي ودخول برلين على خط الحرب.

ويعتقد مراقبون أن ألمانيا تخلت عن حذرها في التعامل مع الأزمة؛ فقد كانت تعارض فكرة الدعم العسكري لأوكرانيا، وتدفع نحو البحث عن حل سياسي لهذه الأزمة، وفي الوقت نفسه كانت تحث على فصل موضوع الغاز عن الحرب وتعارض فرض العقوبات على روسيا.

وقال هابيك في كلمة أمام رؤساء شركات قطاع الطاقة “ما رأيناه الأسبوع الماضي يحمل بعدًا آخر. إن تقليص شحنات الغاز عبر نوردستريم هجوم علينا”، مضيفا “إنه هجوم اقتصادي” قاده “بطريقة متعمّدة” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

60

في المئة فقط نسبة امتلاء مخزونات الغاز لفصل الشتاء مما يضع ألمانيا على أبواب أزمة اقتصادية خطيرة

وتابع “لقد رأينا مثل هذا النوع من التعاملات عدة مرات، من خلال تقليص شحنات الغاز المسلّمة إلى بلغاريا وبولندا والدنمارك”.

واعتبر أن ذلك “يهدف إلى بث الفوضى في سوق الطاقة الأوروبية” من خلال “الترفيع في الأسعار”.

وقلّصت مجموعة غازبروم الروسية للغاز هذا الأسبوع إمداداتها إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز نوردستريم بنسبة 40 في المئة ومن ثمّ بنسبة 33 في المئة، بحجة وجود مشكلة فنية.

وأعلنت الحكومة الألمانية الأحد أنها ستستخدم محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وتستخدم حاليًا كملاذ أخير، لضمان تأمين إمدادات الطاقة في البلاد حتى عام 2024 في مواجهة انخفاض الكميات الروسية المسلّمة إلى أوروبا.

لكنه قرار صعب بالنسبة إلى حكومة أولاف شولتس الائتلافية التي كانت قد وعدت بالتخلص من الفحم بحلول عام 2030.

وأضاف هابيك “إن مخزونات (الغاز) ممتلئة بنسبة 60 في المئة فقط، وإذا دخلنا فصل الشتاء بمخزونات نصف ممتلئة، وإمدادات الغاز متوقفة، فسنواجه أزمة اقتصادية خطرة في ألمانيا”.

وقلصت روسيا بشكل ملحوظ إمداداتها من الغاز نحو أوروبا في خطوة قال خبراء إن الهدف منها منع أوروبا من تخزين الكميات الكافية المخصصة لفصل الشتاء، وهو ما ينبئ بأن يكون الشتاء القادم في أوروبا فصلا صعبا.

وما زالت برلين تستورد من روسيا 35 في المئة من حاجاتها إلى الغاز، فيما كانت هذه النسبة 55 في المئة قبل الحرب التي اندلعت في الرابع والعشرين من فبراير.

Thumbnail

ولم يمنع الاحتجاج على تقليص الغاز الروسي ألمانيا من إرسال نظام مدفعية متقدّم في أحدث عملية تسليم للأسلحة الدقيقة بعيدة المدى، التي كانت طلبتها أوكرانيا.

وشكر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف نظيرته الألمانية كريستين لامبرخت، على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب “أصبحت بانزرهاوبيتز 2000 أخيرًا جزءًا من ترسانة هاوتزر عيار 155 مليمترا للمدفعية الأوكرانية”.

وأكدت ألمانيا الشهر الماضي أنها سترسل سبعة مدافع هاوتزر ذاتية الدفع إلى أوكرانيا في إطار تكثيف شحنات الأسلحة الثقيلة بهدف مساعدة كييف على محاربة الغزو الروسي.

ولم يكن التغير الكبير في الموقف الألماني -من معارضة الحرب إلى الاشتراك فيها عبر إرسال الأسلحة- مفهوما، خاصة أن التناقض كان كبيرا؛ فقد أكدت الحكومة الألمانية معارضتها إرسال أسلحة إلى أوكرانيا.

وقال المتحدث باسمها ستيفن سايبرت “لن تكون هناك أيّ شحنة أسلحة فتاكة (إلى أوكرانيا). كان هذا هو الحال من قبل خلال الحكومة السابقة وسيظل نفسه مع الحكومة الحالية”.

ولطالما انتقدت أوكرانيا والعديد من الحلفاء في الناتو موقف ألمانيا المعارض لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا لردع روسيا.

وتعهدت الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرون لأوكرانيا بتقديم المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى كييف، ومن المقرر وصول شحنات من واشنطن إلى أوكرانيا هذا الشهر.

وأرسل الغرب أسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها على محاربة قوات الكرملين، لكن كييف تشكو من أنها لم تتلق سوى جزء بسيط مما تحتاج إليه وتطالب بأسلحة أثقل.

Thumbnail
1