ألف ضيف وثمانون فيلما في الدورة الخامسة للجونة السينمائي

انتشال التميمي: مهرجان الجونة السينمائي الأكثر جاذبية.
الاثنين 2021/10/04
المهرجان منصة لدعم الإنتاج السينمائي عالميا

بعد مرور خمسة أعوام على ولادته بات مهرجان الجونة السينمائي المصري واحدا من المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ رسخ اسمه وموعده كفعالية سينمائية عربية وعالمية فريدة من نوعها، ليس فقط في ما يقدمه من أعمال سينمائية مهمة بل وكذلك في المهمة التي أخذها على عاتقه في دعم السينما في الشرق الأوسط والمنطقة العربية والترويج لها وتحفيز التجارب الجديدة وهذا ما يؤكده مدير المهرجان انتشال التميمي خلال لقاء معه.

القاهرة – يطلق مهرجان الجونة السينمائي في مصر دورته الخامسة الأسبوع القادم بمشاركة نحو 80 فيلما وبحضور قرابة الألف ضيف من أنحاء العالم مع فرض إجراءات احترازية محكمة.

وقد قرر القائمون على المهرجان التخلي عن عرض فيلم الافتتاح، حتى يكون الوقت بأكمله لحفل الافتتاح الذي سيتخلله احتفال خاص بمناسبة مرور خمس سنوات على تأسيس المهرجان.

الأكثر جاذبية

يقول انتشال التميمي مدير المهرجان إنه رغم إقامة الدورة السابقة في ظل جائحة كورونا واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية المشاركين فإن التجربة تختلف هذا العام. ويضيف “التنسيق مع وزارة الصحة المصرية يجري بشكل كبير لتطعيم كامل فريق العمل بالمهرجان والتعجيل بتقديم الجرعة الثانية لمن تلقوا الجرعة الأولى من الضيوف والصحافيين المدعوين”.

ويتابع التميمي “نتطلع إلى ما يمكن تسميته ‘مهرجان نظيف لقاحيا‘ بحيث يكون أكبر عدد من الحضور إما ملقحين أو يحملون شهادة خلو من الفايروس، لكن في النهاية تطبيق أي نظام يعتمد بالأساس على سلوك الأفراد”. وتقام الدورة الخامسة من المهرجان في مدينة الجونة السياحية المطلة على البحر الأحمر في الفترة من الرابع عشر إلى الثاني والعشرين من أكتوبر الجاري.

المهرجان يعرض 37 فيلما روائيا طويلا و15 فيلما وثائقيا و23 فيلما قصيرا وستة أفلام في عروض خاصة

ويقول التميمي إن المهرجان استطاع خلال سنوات قليلة كسب سمعة جيدة على المستوى الدولي وأصبح وجهة مفضلة للضيوف ومنتجي الأفلام كما ساهم في تكوين كوادر مهنية تخدمه وتخدم كثيرا من مهرجانات المنطقة. ويضيف “لا أستخدم مصطلحات مثل الأفضل والأحسن لأن هناك مهرجانات كبيرة وعريقة في المنطقة العربية مثل القاهرة وقرطاج ومراكش، لكن بوسعي أن أصف مهرجان الجونة بأنه الأكثر جاذبية”.

ويؤكد “إذا كنا في السنة الأولى عملنا على إقناع الناس بأننا نقدم عملا مميزا، فتشكك البعض وصدق البعض بينما توقع قليلون فشلنا، فاليوم أثبت المهرجان أنه ليس وجهة لعرض الأفلام فحسب بل منصة لدعم الإنتاج السينمائي عالميا وتقديم منح مالية وفنية هي الأعلى بالمهرجانات العربية”.

وقد اختار منظمو المهرجان عشرين مشروعا للمشاركة في الدورة الخامسة لمنصة الجونة السينمائية، وتوزّعت على ثلاثة عشر مشروعا في مرحلة التطوير وستة أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج، ومشروع ضيف في مرحلة ما بعد الإنتاج، مؤكّدين أن الاختيار جرى وفقا لمحتواها وجودتها الفنية وإمكانية تنفيذها ماليا.

ومنصة الجونة السينمائية هي فعالية موجهة لإنتاج السينما، أسّست بهدف تطوير وتمكين منتجي ومخرجي الأفلام المصريين والعرب، ومساعدتهم على إيجاد الدعم الفني والمالي اللازم. وتتكوّن المنصة من منطلق الجونة السينمائي وجسر الجونة السينمائي اللذين يقدّمان الفرص للتعلم والمشاركة.

وستُمنح جائزة نقدية بقيمة خمسة عشر ألف دولار وشهادة منصة الجونة السينمائية لأفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج وأفضل مشروع في مرحلة التطوير. كما أن المشاريع المُشاركة مؤهلة للفوز بالمنح التي يموّلها رعاة وشركاء المهرجان. يعرض مهرجان الجونة في دورته الجديدة 37 فيلما روائيا طويلا و15 فيلما وثائقيا و23 فيلما قصيرا إضافة إلى ستة أفلام ضمن برنامج العروض الخاصة.

أفلام وتكريمات

المهرجان استطاع خلال سنوات قليلة كسب سمعة جيدة وأصبح وجهة مفضلة للضيوف ومنتجي الأفلام

ويقول التميمي إن جائحة كورونا مثلما أثرت على حركة التنقل والسفر عالميا في العامين الأخيرين كان لها تأثير كبير على صناعة السينما فتوقفت العديد من المشاريع وأحجم المنتجون عن طرح الأفلام الجديدة بسبب غلق دور السينما.

ويواصل قوله “شكل هذا الأمر صعوبة كبيرة للمهرجانات السينمائية في العام الماضي ونحن منها، لكن هذا العام اختلف الأمر لأن في ظل توفر لقاحات متعددة وإجراء دراسات طبية وعلمية واسعة استأنف المنتجون عملهم ولاحظنا زخما كبيرا في مهرجانات مثل كان وبرلين وفينيسيا”.

وأضاف “حرصنا على استقطاب أفضل الأفلام التي شاركت في هذه المهرجانات، ومنها ثمانية أفلام شاركت في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي هذا العام، تُعرض لأول مرة بالمنطقة”.

ومن أبرز الأفلام المشاركة في المهرجان فيلم “مقصورة رقم 6” للمخرج الفنلندي يوهو كوسمانين و”واقعة” للمخرجة الفرنسية اُودري ديوان و”ثانية واحدة” للمخرج الصيني زانج بيمو و”عَلي صوتك” للمخرج المغربي نبيل عيوش و”كوستا برافا” للمخرجة اللبنانية مونيا عقل.

ويعرض المهرجان سبعة أفلام مصرية منها فيلم “ريش” للمخرج عمر الزهيري الحاصل على جائزة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي و”أميرة” للمخرج محمد دياب الحاصل على ثلاث جوائز من مهرجان البندقية و”قمر 14” للمخرج هادي الباجوري.

كما تنظم هذه الدورة معرضا لأعمال وحياة المخرج البولندي الشهير كريستوف كيشلوفسكي طيلة أيام المهرجان إحياء للذكرى الخامسة والعشرين لوفاته.

ويصمم ويجهز المعرض الاستعادي منسق المناظر ومهندس الديكور الشهير أنسي أبوسيف، وستتم إعادة الأعمال المعروضة فيه إلى الحياة مرة أخرى من خلال عدسة سينمائية. ويكرم المهرجان في دورته الخامسة الممثل المصري أحمد السقا والمخرج الفلسطيني محمد بكري بجائزة الإنجاز الإبداعي.

ويوضح التميمي “نختار في كل دورة ثلاثة أسماء أو أربعة على أقصى تقدير لتكريمها ومعيارنا في الاختيار ليس النجومية بقدر أن يكون المكرم من الشخصيات المؤثرة بالمجال السينمائي”.

ويضيف “هذا العام التكريم لسينما الحركة والإثارة في شخص أحمد السقا الذي استطاع أن يكون أحد الرافعات الأساسية في استنهاض هذه النوعية من الأفلام بشكل حديث”.

ويتابع قائلا “على المستوى العربي اخترنا محمد بكري كونه قامة سينمائية كبيرة فهو من القلائل الذين لهم إسهامات سينمائية عربية ودولية ليس فقط في هوليوود بل في بولندا وإيطاليا وكرواتيا وصربيا وغيرها”.

14