ألعاب الأطفال المقلدة: مخاطرها الصحية وكيفية اكتشافها

ميونخ (ألمانيا) - تمثل الألعاب المقلدة مشكلة للوالدين، فهي في غالبيتها رديئة الصنع ولا تحقق أي فائدة للأطفال، حتى تلك التي يقال عنها إنها أصلية وذات جودة عالية. وحذرت الهيئة الألمانية للفحص الفني من أن ألعاب الأطفال المقلدة قد
تنطوي على مخاطر صحية عديدة، أبرزها خطر الاختناق بسبب استنشاق مواد كيميائية خطيرة مثل المعادن الثقيلة أو الفثالات، بالإضافة إلى خطر التعرض لصدمات كهربائية. وأضافت الهيئة أن ألعاب الأطفال الأصلية ينبغي أن تشتمل على علامة “جي أس” التي تعني “السلامة المختبرة”، وكذلك علامة “سي ج” التي تشير إلى أن
المنتج يتوافق مع لوائح السلامة المعمول بها في الاتحاد الأوروبي. وإذا لم يشتمل المنتج على هاتين العلامتين، فينبغي أن يثير ذلك شكوك الوالدين. وينطبق ذلك أيضا على رداءة جودة الطباعة أو التغليف أو إذا كان شعار العلامة التجارية لا يبدو صحيحا تماما، بالإضافة إلى غياب دليل الاستعمال أو رمز الاستجابة السريعة (كيو أر كود).
وبطبيعة الحال يعد السعر المنخفض بشكل غير واقعي من الأمور التي ينبغي أن تثير شكوك الوالدين. بدورها أطلقت هيئة الجمارك السويدية تحذيرا بشأن الألعاب المستوردة من آسيا، التي تحمل علامات مزورة وتُسوّق على أنها مطابقة للمعايير الأوروبية، رغم أنها قد تشكل خطرا كبيرا على الأطفال.
وتشمل هذه الألعاب، التي تم وقف ملايين الوحدات منها خلال السنوات الثلاث الماضية، منتجات قابلة للاشتعال وأخرى سامة أو خطيرة كأن تسبب اختناقًا أو صعقًا كهربائيًا، إضافة إلى افتقارها لتعليمات الاستخدام أو قوائم المكونات.
◙ يجب مطاوعة الأبناء في اختيار ما يرونه مناسبا من الألعاب لكن على الأب أن يتخذ موقف الحزم طالما اقتنع بأن هذه اللعبة مضرة بالطفل
وضبطت الجمارك في جنوب السويد شحنة تضم آلاف الألعاب الموجهة للبيع عبر الإنترنت. وتضمنت هذه الشحنة قبعات مضيئة يمكن أن تشتعل وصناديق مكياج للأطفال تفتقر إلى قوائم المكونات، ودراجات كهربائية صغيرة غير مطابقة لمعايير السلامة.
ويشير خبراء هيئة الجمارك إلى أن العلامة “سي ج” التي تحملها هذه المنتجات، والتي يفترض أنها تعني المطابقة لمعايير الاتحاد الأوروبي، أصبحت أحد أكثر الشعارات المقلدة عالميًا، وهو ما يوهم المستهلكين بأنها آمنة.
وأضافوا أنه عند اعتراض هذه الألعاب يتم إرسالها إلى هيئات متخصصة مثل هيئة المواد الكيميائية أو وكالة سلامة الكهرباء للتأكد من سلامتها. وفي أغلب الأحيان يتم تدمير هذه المنتجات أو إعادتها إلى مصدرها، ما يسبب تأثيرًا بيئيًا ملحوظًا.
وقال خبير في هيئة الجمارك “هذه المنتجات تسافر لمسافات طويلة قبل وصولها إلى السويد، وعندما يتم تدميرها أو إعادتها تترك أثرا بيئيا كبيرا.” وحثت الجمارك المستهلكين على توخي الحذر عند شراء الألعاب الرخيصة عبر الإنترنت، خصوصًا تلك التي تبدو جودتها مشكوكًا فيها. ونصحت بقراءة التعليقات بعناية، وإذا توفرت اللعبة في المتاجر فينبغي “فحصها يدويا قبل الشراء.”
وتحكم اختيار الألعاب محددات متنوعة، مثل أن تكون اللعبة مطورة لمهارات الطفل ومحققة لفائدتي المتعة والتعلم في آن واحد، وأن اختيار اللعبة يساعد في تشكيل شخصية الطفل وتحديد خياراته المستقبلية.
ويرى الخبراء المختصون في شؤون الطفل أنه يجب مطاوعة الأبناء في اختيار ما يرونه مناسبا من الألعاب، لكن على الأب أن يتخذ موقف الحزم طالما اقتنع بأن هذه اللعبة مضرة بالطفل.