المنامة - قطعت شركة ألومنيوم البحرين (ألبا)، أكبر مصهر ألومنيوم في العالم خارج الصين، خطوة أخرى من أجل الاندماج مع شركة معادن السعودية، والذي من المتوقع أن يكون من أكبر الصفقات في الشرق الأوسط.

وأعلنت ألبا في بيان الخميس أنها عينت مستشارين للإشراف على الفحص النافي للجهالة وتقديم المشورة في إطار مباحثاتها لعقد اتفاق مع الشركة السعودية.

وتم اختيار مويليس آند كومباني، فرع مركز دبي المالي، كمستشار مالي، وهاتش كمستشار تقني، وماكنزي آند كومباني كمستشار تجاري.

كما تم تعيين شركة برايس ووترهاوس كوبرز البحرين كمستشار مالي وللضرائب، وتينيو للعلاقات العامة، وفريش فيلدز بروكهاوس كمستشار قانوني.

وكانت ألبا قد وقعت في شهر سبتمبر الماضي اتفاقية غير ملزمة مع معادن تتعلق باكتتاب الشركة السعودية في أسهم جديدة في عملاق الألومنيوم البحريني.

وسيكون ذلك مقابل مساهمة عينية تتمثل في نقل كامل رأس مال شركتي معادن للألومنيوم ومعادن للبوكسايت والألومينا إلى الشركة البحرينية.

وتستهدف السعودية الحصول على حصة أغلبية بشركة ألومنيوم البحرين، في سياق تعزيز مساعيها لجعل قطاع التعدين ركيزة ثالثة لاقتصادها ضمن سياسة التنويع وفق أجندة 2030.

وعملت ألبا التي تعد من كبرى الشركات الصناعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدار سنوات للاستحواذ على حصة في سوق عالمية آخذة في النمو ومستفيدة من ارتفاع الأسعار بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا.

وحققت الشركة البحرينية رقما قياسيا في إنتاج الألومنيوم بنهاية العام الماضي عند 1.62 مليون طن، بزيادة قدرها 1.3 في المئة بمقارنة سنوية، وهو ما يجعلها في صدارة الشركات العاملة بالقطاع في منطقة الخليج العربي.

وتظهر إحصائيات دولية صادرة من جهات تعمل في قطاع الألومنيوم أن الزيادة السنوية للطلب على هذا الخام على مستوى العالم تبلغ حوالي 5 في المئة رغم التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا على سلاسل الإمدادات العالمية.

وأكد بوب ويلت الرئيس التنفيذي لشركة معادن، في مقابلة مع بلومبيرغ الشرق بالرياض مؤخرا، أنه بعد إتمام مجموعة من الصفقات “تأمل الشركة السعودية أن تصبح المساهم بحصة الأغلبية في ألبا”.

ووضع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قطاع التعدين في قلب رؤية 2023 حيث كلف شركة معادن بمهمة تطوير الصناعة المحلية.

ويأتي اهتمام شركة معادن بشركة ألبا في إطار رهانها على أن الألومنيوم سيكون عنصرا حاسما في تحول الطاقة، وأيضا في خطط السعودية الغنية بالنفط لتنويع اقتصادها.

وقال ويلت “أنا متفائل للغاية بشأن الألومنيوم. فتحول الطاقة لا يمكن أن يحدث بدونه، لذلك إذا كنا نرغب في أن نكون مركزاً للمعادن الأساسية ومعالجتها فعلينا الاستحواذ على المواد الخام”.

وتشمل الصفقات التي أُعلن عنها في الأيام الماضية استحواذ معادن على حصة 21 في المئة في ألبا من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بقيمة أكثر من مليار دولار.

ووِفق البيانات المنشورة على المنصة الإلكترونية لألبا، فإن صندوق الثروة السيادي البحريني (ممتلكات) يحوز حصة في الشركة تبلغ نحو 69 في المئة.

وأوضح ويلت أنه مع دمج معادن وألبا وخططنا التوسعية “سنتمكن من أن نصبح ضمن الخمسة الأوائل في إنتاج الألومنيوم على مستوى العالم”.

وفي إطار توسعات السعودية في مجال التعدين، تعاونت شركة معادن مع صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة) لإنشاء “منارة المعادن”، وهي آلية استثمارية لشراء الأصول الخارجية.

وكانت أول صفقة لمنارة المعادن الاستحواذ على حصة قدرها عشرة في المئة من قطاع المعادن الأساسية لشركة فالي أي.أي.