أكراد سوريا يرفضون إقصائهم من مؤتمر الحوار الوطني

الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا تؤكد أن استبعادها من الحوار يعبر عن سوء تقدير للمشهد، ويهدد بإعادة النظام المركزي القديم.
السبت 2025/02/15
أكراد سوريا يؤكدون أن اللجنة لا تمثّل جميع أطياف الشعب السوري

القامشلي (سوريا) – أثار إعلان اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، استبعاد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من الحوار المزمع عقده قريباً في العاصمة دمشق، انتقادات الأكراد الذين اتهموا اللجنة بالتهميش والاقصاء مؤكدين أن قرارها يهدد بإعادة النظام المركزي القديم.

وقالت الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، السبت، في بيان، إن "اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في سوريا لا تمثل كافة مكونات البلاد ولا يمكن إجراء أي حوار وطني في ظل الإقصاء والتهميش المتَّبع من قبلها بهذا الشكل."

وأضاف بيان الإدارة الذاتية، أن الإعلان عن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في سوريا يدل على معايير الحصر، وأن هذا التوجه الخاطئ ينم عن سوء التقدير للواقع والمشهد السوري الحقيقي برمته، كما أنه يعكس قصوراً واضحاً في عملية التحول الديمقراطي لسوريا الجديدة ويهدد بإعادة الأمور نحو النظام المركزي القديم، وهذا ما لا نأمله ولا نفضله في شمال شرقي سوريا، وفق البيان.

وتابع البيان "الحاجة اليوم تقتضي تمثيلًا حقيقياً لكل السوريين دون إقصاء، وكذلك تطويراً واضحاً لمعايير الوحدة والشراكة الوطنية السورية، مع الأخذ بضرورات المرحلة الانتقالية من خلال مشاركة فعلية وديمقراطية لكل التيارات السياسية والمدنية، والمرأة، بما يعكس الحالة التشاركية في سوريا، دون تجاهل أو إقصاء إرادة وقرار حوالي خمسة ملايين سوري في مناطقنا".

وبدوره، انتقد مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية قرار اللجنة التحضيرية، وأكد في بيان اليوم السبت أنه تابع بقلق بالغ تشكيل اللجنة التحضيرية، مؤكدا أنها لا تمثل كل السوريين بتنوعهم.

واعتبر أن تلك اللجنة شُكّلت من طيفٍ وتوجّه سياسي واحد، ما يخلّ بمبدأ التمثيل العادل والشامل لكافة مكونات الشعب السوري.

ورأى أن "هناك إقصاء واضحا وتغييبا مقصودا للقوى السياسية والمجتمعية والقومية، الذين يشكّلون نسبة كبيرة ووازنة في تركيبة المجتمع السوري"، معتبرا أن إقصاءهم يُعد انتهاكا صارخاً لمبدأ الشراكة الوطنية.

وأشار إلى أن هذا التغييب "لا يعكس النيّة الحقيقية في مشاركة الجميع ببناء سوريا المستقبل.. بل يعيد إنتاج سياسات الإقصاء والتهميش التي سادت في ظل النظام السابق".

ورأى أن لغة الناطق باسم اللجنة التحضيرية في مؤتمره الصحفي قبل يومين تشي بمصادرة قرار السوريين في اختياراتهم حول مستقبل البلاد وشكل الإدارة والتمثيل." وشدد على وجوب مشاركة الجميع في كافة مراحل ومفاصل ومتطلبات العملية الانتقالية في البلاد، مطالبا بإعادة النظر في تشكيل اللجنة التحضيرية.

وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في سوريا قد أفادت بأنه لن تتم دعوة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى مؤتمر الحوار الوطني كونها لا تمثل جميع سكان المنطقة الشرقية كما أن إرسال الدعوات لحضور المؤتمر لن يكون على أساس ديني أو عرقي أو لكيانات محددة.

وعقدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، الخميس، في العاصمة السورية دمشق، مؤتمرها الصحفي الأول للإعلان عن أجندة عمل اللجنة.

وقال حسن الدغيم، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري إن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لن يتم دعوتها لمؤتمر الحوار الوطني طالما تحمل السلاح كما أنها لا تمثل المحافظات الشرقية التي يمثلها سكانها.

وتستند اللجنة التحضيرية إلى معايير أولية في الدعوة إلى المؤتمر وتشمل الوطنية والتأثير والتخصص والرمزية والخبرة والإفادة، ولن يكون في المؤتمر مكان للمحاصصة الطائفية فالهدف هو الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، حسب الدغيم.

وأضاف أن توقيت عقد المؤتمر وعدد المشاركين فيه والمحاور متروك للنقاش العام وستكشف عنه الأيام المقبلة.

من جانبها، قالت عضوة اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، هدى الأتاسي، إن الأعمال التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني تنطلق بروح من المسؤولية الوطنية، في حدث تاريخي، حيث يمثل المؤتمر أكبر تجمع حقيقي للسوريين والسوريات منذ 75 عاماً، بهدف مناقشة القضايا الوطنية الكبرى.

وأشارت إلى أن المؤتمر يسعى إلى بحث القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ووضع أسس متينة لمستقبل يقوم على التوافق الوطني، والعدالة، والإصلاح، والتمكين الشامل.

وأكدت الأتاسي أن اللجنة ستحرص على إشراك جميع أطياف الشعب السوري من مختلف المحافظات والمكونات بالمؤتمر، لضمان مشاركة حقيقية تعكس التنوع المجتمعي والسياسي في سوريا.

وشكل الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قبل أيام اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في دمشق قريبًا، وتضمنت اللجنة خمسة رجال وامرأتين.

وكلف الشرع حسن الدغيم وماهر علوش ومحمد مستت ومصطفى الموسى ويوسف الهجر وهند قبوات وهدى أتاسي بعضوية اللجنة التحضيرية.

ووفق القرار، تقر اللجنة المحدثة نظامها الداخلي وتضع معايير عملها بما يضمن نجاح الحوار الوطني، على أن ينتهي عملها بمجرد صدور البيان الختامي للمؤتمر المرتقب.

وسبق أن كشفت حكومة تصريف الأعمال السورية أنها تخطط لعقد مؤتمر الحوار الوطني، والذي اعتبرت بأنه سيكون "حجر أساس في إنشاء الهوية السياسية لسوريا المستقبل".

ومن المرتقب أن يضم المؤتمر أكثر من 1000 شخص من مختلف شرائح المجتمع السوري.

وكان وفد من قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري وتدعمها الولايات المتحدة، التقى الشرع في 30 ديسمبر الماضي، في أول محادثات بين الطرفين منذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في الثامن من الشهر عينه.