أكديتال المغربية تستثمر 200 مليون دولار في الرعاية الصحية السعودية

الرباط - أعلنت مجموعة أكديتال المغربية، العاملة في مجال الرعاية الصحية، الخميس عن توقيع اتفاقيتين لتأسيس مستشفيات تابعة لها في السعودية، في خطوة توسعية جديدة ضمن إستراتيجيتها الدولية.

وجرى توقيع الاتفاقيتين مع مجموعة الأعمال الوطنية ونامايا التابعة لمجموعة الفوزان القابضة، وذلك تحت إشراف وزارة الاستثمار السعودية.

وبموجب هذه الشراكة سيتم تأسيس شركتين عقاريتين تتوليان تطوير مستشفيات خاصة للمجموعة في كل من مدينتي الرياض وجدة، على أن تبدأ الأعمال التشغيلية بحلول عام 2027.

ووفقا للبيان الصادر عن أكديتال، تُقدر القيمة الاستثمارية للمشروعين بنحو 200 مليون دولار، ومن المقرر الانتهاء منهما بنهاية العام المقبل.

ويمثل الاستثمار في المستشفيين، أول توسع خارجي للشركة المدرجة في بورصة الدار البيضاء، والتي تدير مجموعة من المستشفيات في أنحاء المغرب.

وسبق أن كشف رشدي طالب، الرئيس التنفيذي للشركة، في تصريح لبلومبيرغ الشرق مطلع هذا الأسبوع، اعتزام الشركة التي تتولى تشغيل المستشفيات، على استثمار حوالي 400 مليون دولار في كل من السعودية ودولة الإمارات.

ويعد البلدان الخليجيان من أفضل الوجهات في الشرق الأوسط المؤهلة والقادرة على جذب المزيد من الاستثمارات الصحية والتحول إلى سوق عالمي في هذا المجال.

وأوضح أن المشروع الواحد سيكلف قرابة 100 مليون دولار، تتوزع بين كلفة العقار والبناء بنسبة 70 في المئة من طرف مستثمرين عقاريين، والباقي يمثل كلفة تجهيز المستشفيات بالمعدات الطبية الضرورية من طرف أكديتال، على أن تتراوح السعة ما بين 150 و250 سريرا.

ولدى الشركة حاليا 36 مستشفى في مختلف مدن المغرب بمجموع 4200 سرير، وهو ما يمثل نحو 20 في المئة من القدرة الاستيعابية للقطاع الصحي الخاص وحوالي 12 في المئة من إجمالي الأسِرَّة المتوفرة في البلاد.

ويرجع تركيز أكديتال على السوق السعودية إلى الطفرة الاقتصادية والسكانية التي يعرفها البلد الخليجي، لاسيما مع احتمال تزايد أعداد سكان العاصمة الرياض بحلول نهاية العقد الحالي.

وأوضح طالب “لقد كلفنا مكتب الاستشارات كي.بي.أم.جي بدراسة القطاع الصحي في منطقة الشرق الأوسط ووجدنا أن هناك عجزا في الأسِرَّة وخصوصا في السعودية، إذ يقل المعدل عن سريرين لكل ألف نسمة في الرياض.”

وستكون أولى استثمارات أكديتال، وهي مجموعة عائلية تأسست في عام 2011 وتقدر قيمتها بنحو 570 مليون دولار، بمدينة الرياض وفيما بعد جدة، وفي مرحلة ثانية دبي ورأس الخيمة في الإمارات.

وكانت الشركة قد أعلنت في أكتوبر 2023 أنها تسعى إلى الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية الإماراتي لتعزيز أعمالها في الخارج، وخاصة في الأسواق العربية.

ووفق العديد من الدراسات التي أجرتها وزارة الاقتصاد الإماراتية، فإن متوسط الإنفاق على الرعاية الصحية للفرد في الإمارات يصل إلى قرابة 1200 دولار، مما يضع الإمارات بين أفضل عشرين دولة.

ووقّعت الشركة المغربية قبل فترة مذكرات تفاهم أولية مع مستثمرين عقاريين في البلدين سيتكلفون بحجز الأراضي وبناء المستشفيات وفق معايير متوافق عليها، بينما تتكلف الشركة المغربية بالتجهيز والتشغيل.

ومن المرتقب أن تضم المستشفيات جميع التخصصات الضرورية لاستقبال المرضى، وأضاف طالب “نستهدف الفئات المتوسطة في السعودية وهي الأكبر من حيث العدد ولا تجد حاليا عرضا كافيا يراعي دخلها ويتوافق مع التأمين الذي تستفيد منه.”

وحققت أكديتال العام الماضي أرباحا صافية بنحو 315 مليون درهم (31.47 مليون دولار)، بارتفاع 80 في المئة على أساس سنوي، كما قفزت إيراداتها بمقدار 55 في المئة إلى حوالي 300 مليون دولار.

والأسبوع الماضي، أعلنت سوطيما، أكبر شركة تصنيع أدوية في المغرب، عن خطط لاستثمار حوالي 209 ملايين دولار في السنوات الخمس المقبلة، بهدف زيادة الإنتاج محليا ورفع حجم صادراتها مستقبلا.

وكشفت لمياء التازي، الرئيسة التنفيذية ورئيسة مجلس إدارة الشركة، أنه سيتم التركيز خلال المرحلة المقبلة على توسيع الأسواق الخارجية سواء في الشرق الأوسط، وخاصة السعودية، أو قارة أفريقيا.

وتدير سوطيما، الشركة العائلية التي تأسست عام 1976، سبعة خطوط إنتاج لتصنيع أدوية بقدرة تناهز 70 مليون وحدة في السنة.