أكبر حزب معارض في تشاد يتهم الجنرال ديبي باغتيال زعيمه

أقرباء ديلو تداولوا صورة على صفحاتهم في مواقع التواصل تظهر جثة شخص يشبه المعارض الراحل مع آثار رصاصة ظاهرة في الرأس.
الأحد 2024/03/03
في دائرة الاتّهام

نجامينا - اتّهم حزب يحيى ديلو جيرو، أبرز معارض في تشاد، الجيش “بإعدام زعيمه من مسافة قريبة” لإقصائه من خوض الانتخابات الرئاسية المقررة بعد شهرين ضد ابن عمته رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو.

وأعلنت وسائل إعلامية في تشاد مقتل زعيم “الحزب الاشتراكي بلا حدود”، يحيى ديلو، بعد إصابته في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار للحزب، أعقبها القبض عليه، وذلك قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية المفترض أن تُنهي الفترة الانتقالية الممتدة منذ 3 سنوات.

وقال الأمين العام للحزب روبرت غامب “إنه إعدام، لقد أطلقوا عليه النار من مسافة قريبة لإعدامه لأنه أصبح مصدر إزعاج”.

ويتداول أقرباء ديلو منذ الخميس صورة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتم بعد التحقق من صحتها، تظهر جثة شخص يشبه المعارض الراحل مع آثار رصاصة ظاهرة في الرأس.

ويحيى ديلو هو ابن عمة الرئيس الانتقالي للبلاد، محمد إدريس ديبي، وانضم إلى حزبه المعارض قبل أسبوعين صالح ديبي، عم الرئيس.

ويتّهم الحزب ومعارضون آخرون السلطات بـ”اغتيال” يحيى ديلو جيرو (49 عاما) في مقر الحزب لاستبعاده من الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 مايو المقبل.

يحيى ديلو جيرو كان مطلوبا بتهمة التحريض على “محاولة اغتيال” مفترضة لرئيس المحكمة العليا قبل عشرة أيام

ووجه متحدث باسم الحزب الاشتراكي بلا حدود إصبع الاتهام إلى الحرس الرئاسي، وهو وحدة النخبة في الجيش المسؤولة عن أمن رئيس الدولة، بقيادة الهجوم على مقر الحزب في وسط نجامينا.

وشاهد صحافيون شاحنات مليئة بعناصر الحرس الرئاسي يعتمرون “قبعاتهم الحمر” التي تميّزهم تتجه بسرعة عالية نحو مقر الحزب، قبل أن يسمع دوي نيران أسلحة آلية ثقيلة وانفجارات من المبنى المحاصر.

لكن وزير الاتصالات عبدالرحمن كلام الله قال لوكالة فرانس برس “لم نعدم أحدا”.

وأضاف “رفض الاستسلام، ووقع تبادل لإطلاق الرصاص، ولم يحدث إعدام” في هذا الهجوم الذي أسفر وفقا له عن مقتل أربعة جنود وثلاثة من أعضاء الحزب، متّهما ديلو بأنه “أطلق هو نفسه النار على قوات الأمن”.

في الأثناء، عاد الهدوء الجمعة في نجامينا بعد يومين من الهجوم المميت، واختفت معظم المركبات المدرعة والجنود الذين انتشروا الأربعاء.

لكن صحافيين عاينوا جرافة كبيرة وهي تهدم مقر الحزب الاشتراكي بلا حدود، بينما أقامت قوات الأمن طوقا حول المبنى.

ووفق الحكومة، كان ديلو مطلوبا بتهمة التحريض على “محاولة اغتيال” مفترضة لرئيس المحكمة العليا قبل عشرة أيام، وقاد هجوما على مقر جهاز الاستخبارات النافذ الثلاثاء.

ونفى المعارض ذلك بشدة في رسالة صوتية، قبل ساعات من مقتله، واتهم المجلس العسكري الحاكم بحياكة تهم بحقه بهدف استبعاده من الانتخابات الرئاسية.

وكان ديلو أحد أشد المعارضين الذين يخشاهم محمد إدريس ديبي إتنو، ويعود ذلك وفق مراقبين إلى قرابته به، وكلاهما من إتنية الزغاوة التي تشكل أقلية في تشاد لكنها تحتكر أعلى المناصب في الجيش وأجهزة الدولة منذ أكثر من 33 عاما.

وأحداث الساعات الماضية هي امتداد لصراع ممتد لأكثر من 3 سنوات بين أجنحة داخل قبيلة الزغاوة الحاكمة، ومن المتوقع أن يلقي الصراع بظلاله على الانتخابات الرئاسية المقررة مايو القادم، والمرشح فيها الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي.

2