أكبر حزب معارض في تركيا معاد للأكراد يتقرب "فجأة" من إقليم كردستان

وفد حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض يؤكد أن زيارته لأربيل تهدف إلى التعاون مع قيادة الإقليم لحل المشاكل وتعقيدات المنطقة من خلال الحوار والتفاهم.
الثلاثاء 2021/09/07
تقارب مناقض لتقاليد الحزبين

كركوك - شكلت زيارة وفد من حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، لإقليم كردستان العراق لبحث تعزيز العلاقات الثنائية مفاجأة، لاسيما وأنه ذو توجهات قومية "أتاتوركية"، وعرف بموقفه الحاد من المسألة الكردية، داخل تركيا ومحيطها الإقليمي.

 ووصل وفد من حزب الشعب الجمهوري برئاسة نائب رئيس الحزب الاثنين إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وأجرى سلسلة من اللقاءات مع القادة السياسيين في الإقليم، وعلى رأسهم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس وزراء حكومة الإقليم مسرور برزاني.

وأكدت رئاسة إقليم كردستان العراق أن الهدف من وراء زيارة وفد حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، للعاصمة أربيل، هو التعاون مع قيادة الإقليم لحل المشاكل وتعقيدات المنطقة من خلال الحوار والتفاهم، وأن الحزب بدأ بتبني هذا النهج وعلى المدى البعيد.

وأشار بيان أصدرته رئاسة الإقليم الاثنين إلى أن "الوفد الضيف شدد خلال اللقاء على أن حل المشاكل والتعقيدات في المنطقة يأتي من خلال الحوار والتفاهم بين شعوبها ومكوناتها، ولهذا بدأ حزبهم في تطبيق نهج بعيد المدى يقوم على هذا الأساس، على أمل إنشاء علاقات طيبة مع إقليم كردستان ومكوناته تقوم على مصالح شعوب المنطقة، والعمل معا على حل المشاكل وإقرار الأمن والاستقرار في المنطقة"، مشيرا إلى أهمية دور إقليم كردستان ومكانته في هذا المجال.

وأكد مسرور بارزاني أهمية الحوار والتفاهم والرؤى المشتركة، والعثور على سبل لحل مشاكل وتعقيدات المنطقة تقوم على أساس قبول الآخر ونبذ الإنكار، واصفا هذه الزيارة بأنها تمثل سياسة جديدة للحزب.

ولفت إلى أن "الأوضاع العامة والانتخابات العراقية القادمة، وخطر داعش والتوقعات لمستقبل المنطقة، شكلت محاور أخرى للقاء".

وكان الحزب أصدر قبيل الزيارة بيانا قال فيه "يتبنى حزبنا فهما سياسيا يعطي الأولوية للسلام في الشرق الأوسط والحقوق والمصالح الإقليمية لبلدنا".

وأضاف بشأن الاجتماعات التي ستعقد في شمال العراق "سيتم التأكيد على أهمية إنشاء 'منظمة السلام والتعاون للشرق الأوسط'، التي أعلنها رئيسنا كمال قليتشدار أوغلو من أجل المساهمة في السلام بالمنطقة".

وتبدو زيارة وفد أكبر أحزاب المعارضة التركية، والذي تألف من نائب رئيس الحزب أوغوز صاليجي، وكبير مستشاري رئيس الحزب أونال تشفيكوز والقيادي في الحزب نيفاف بيليك، ملفتة للانتباه، لاسيما وأنها تأتي في ظل استطلاعات للرأي تكشف تهاوي شعبية العدالة والتنمية، الحاكم، وحليفته الحركة القومية، مقابل تصاعد شعبية تحالف المعارضة الذي يتزعمه الشعب الجمهوري.

وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة في تركيا إلى أن تحالف قوى المعارضة التركية، الذي يترأسه حزب الشعب الجمهوري متفوق نسبيا على التحالف الحاكم، لكن مع ذلك لا يستطيع أي طرف نيل نسبة 50 في المئة من مجموع أصوات الناخبين، إلا باستقطاب أصوات الكتلة الكردية في البلاد والتي تقدر بحوالي17 في المئة من مجموع الناخبين. 

ولذلك تبقى أصوات الناخبين الأكراد في تركيا حاسمة في تحديد الحزب الذي سيقود تركيا خلال السنوات القادمة.

ولا يستبعد مراقبون أن حزب الشعب الجمهوري الذي عرف بعدائه للأكراد يسعى من خلال الزيارة إلى التقرب من إقليم كردستان لقطع الطريق أمام حزب العدالة والتنمية، وزعيمه رجب طيب أردوغان الذي تجمعه علاقات وطيدة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني أكبر أحزاب الإقليم.