أكبر بنك سعودي يعتزم جمع ديون إضافية لتحسين ملاءته المالية

القطاع المصرفي في السعودية أمام معادلة معقدة لتحقيق التوازن بين دعم النمو والحفاظ على الأصول الأجنبية.
الجمعة 2025/06/13
توجه جديد

الرياض - يعتزم البنك الأهلي السعودي، وهو أكبر مؤسسة مصرفية في البلد الخليجي، إصدار أدوات دين رأس المال من الشريحة الثانية مقومة بالدولار، لم يحدد قيمتها، بموجب برنامجه لأدوات الدين متوسطة الأجل باليورو.

وقال البنك في إفصاح للبورصة المحلية (تداول) الخميس إن قيمة الإصدار وشروط طرح أدوات الدين سيتم تحديدها لاحقا “بناء على ظروف السوق.”

وأشار إلى أن الإصدار سيكون عن طريق شركة ذات غرض خاص، وسيتم الطرح على مستثمرين مؤهلين داخل البلاد وخارجها.

وأوضح البنك أن الهدف من الطرح هو تحسين رأس المال من الشريحة الثانية لأغراض البنك التجارية العامة وتلبية أهدافه المالية والإستراتيجية.

الإصدار موجه للسوقين المحلية والدولية وسيكون عن طريق شركة ذات غرض خاص
الإصدار موجه للسوقين المحلية والدولية وسيكون عن طريق شركة ذات غرض خاص

وتم تعيين عدة جهات كمديري الاكتتاب ومديري سجل الاكتتاب للطرح المحتمل هي بنك أبوظبي التجاري وبنك دي.بي.أس – أل.تي.دي وبنك الإمارات دبي الوطني وبنك غولدمان ساكس إنترناشيونال.

وتتضمن الجهات أيضا بنكي أتش.أس.بي.سي وجي.بي مورغان سيكيوريتيز وبنك المشرق وميزوهو الدولية والأهلي المالية، وبنك أس.أم.بي.سي الدولي وستاندرد تشارترد.

ويقف القطاع المصرفي في السعودية أمام معادلة معقدة تتعلق بكيفية تحقيق التوازن بين دعم النمو من خلال التوسع في الإقراض، والحفاظ على مستويات صحية من الأصول الأجنبية تُمكّن البنوك من الوفاء بالتزاماتها ومواجهة أيّ تقلبات مالية مفاجئة.

ومنذ مطلع 2025 تحركت البنوك بوتيرة غير مسبوقة نحو أسواق الدين، مدفوعة باحتياجات تشغيلية وتمويلية لمواكبة مشاريع رؤية 2030، لكن كان لذلك تأثير ملحوظ على صافي الأصول الأجنبية لدى القطاع المصرفي خلال الشهرين الأخيرين.

وشهدت أغلب الإصدارات توجها لافتا نحو الأسواق الدولية، حيث طرحت عدة بنوك سعودية صكوكا وسندات مقومة بالدولار، تم تسويقها لمستثمرين في الأسواق الدولية.

وتوزعت الإصدارات بين بنوك كبيرة أتمّت عمليات جمع سيولة من أسواق المال العالمية خلال الأشهر الماضية. وبحسب بلومبيرغ أصدرت 8 بنوك صكوكا إسلامية وسندات مقومة بالريال والدولار تجاوزت قيمتها الإجمالية 6.4 مليار دولار.

وأظهرت بيانات نُشرت على منصة بورصة السعودية تداول أن الإصدارات لم تقتصر على تغطية النفقات التشغيلية، بل شملت أيضا تعزيز قاعدة رأس المال والامتثال لمتطلبات بازل 3، وتضمّن بعضها عناصر مرتبطة بالتمويل الأخضر مثل البنك السعودي الأول.

ولكن ما يحدث في سوق الديون يتقاطع مع صورة أوسع، فوفق بيانات البنك المركزي لشهر مارس، سجل صافي الأصول الأجنبية للبنوك عجزا بلغ 27.75 مليار دولار، وهو رقم يُعدّ من بين الأعلى تاريخيا، قبل أن يتراجع إلى نحو 24 مليار دولار مع نهاية أبريل.

ولم يكن شهر أبريل نهاية القصة، ففي الأسابيع التالية، وتحديدا خلال مايو، طرحت 4 بنوك أدوات دين جديدة تجاوزت قيمتها 2.45 مليار دولار.

وحقق البنك الأهلي نموا متواضعا في أرباحه بالربع الأول من 2025، إذ نما صافي الربح بنسبة 0.35 في المئة بمقارنة سنوية إلى 1.34 مليار دولار، حيث تضرر من ارتفاع مصروفات التشغيل، وصافي خسائر الائتمان المتوقعة والخسائر الأخرى.

أغلب الإصدارات تشهد توجها لافتا نحو الأسواق الدولية، حيث طرحت عدة بنوك سعودية صكوكا وسندات مقومة بالدولار، تم تسويقها لمستثمرين في الأسواق الدولية

وفق البيانات المالية المعلنة على تداول، فإن البنك الأكبر بالبلد الخليجي من حيث الأصول سجل زيادة في مصاريف العمليات متضمنة صافي مخصص خسائر الائتمان المتوقعة.

ويعتبر البنك أول مؤسسة مصرفية محلية تستثمر في الخارج ضمن أجندة تنويع الاقتصاد، التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقبل انهيار كريدي سويس كان قد استحوذ على ما يقرب من 10 في المئة من أصوله في نوفمبر 2022 مقابل 1.46 مليار دولار، وهو من بين أكبر المساهمين فيه. ويشكل الاستثمار في البنك السويسري أقل من 0.5 في المئة من إجمالي أصول البنك السعودي.

وبسبب انهيار كريدي سويس تكبد البنك الأهلي خسارة تزيد عن مليار دولار، لكنه قال في ذلك الوقت إن “انخفاض قيمة استثماراته ليس له أي تأثير على خطط النمو ولن يؤثر على الربحية.”

وعين البنك، وهو أكبر مساهم في كريدي سويس قبل إنقاذ البنك السويسري في مارس 2023، سعيد محمد الغامدي رئيسا جديدا لمجلس الإدارة خلفا لعمار الخضيري الذي استقال لظروف خاصة.

وفسر محللون الخطوة بأن السعوديين قد يكونون قلقين بشأن الضرر الذي يلحق بالسمعة بشأن استثماراتهم أو من أي صفقات متوترة، فضلا عن أي خسائر مالية محتملة في المستقبل، وأنهم يريدون تدارك العثرة رغم أنهم ليسوا مسؤولين عنها أساسا.

10