أفكار عملية لتأثيث غرف الأطفال

تفضيلات الأطفال وذوقهم الشخصي يلعبان دورا كبيرا في تصميم غرفة الأطفال بوضوح.
السبت 2025/01/04
سلاسل الإضاءة تعمل على خلق ضوء سحري

برلين - في العادة لا يحتاج الرضع إلى غرف خاصة بهم في البداية، فكل ما يستلزمه الأمر سرير صغير وطاولة لتغيير الحفاظات ومقعد مرتفع، ولكن مع نمو الطفل وتقدمه في السن تكتسب غرفة الأطفال أهمية جديدة.

وقالت مصممة الديكورات الداخلية الألمانية كاترين دزينوس “يعد سن دخول المدرسة بمثابة لحظة مهمة؛ حيث يدرك الأطفال أنفسهم بطريقة مختلفة.”

وأضافت الخبيرة الألمانية أن الغرف ذات الموضوعات أصبحت من اتجاهات الموضة السائدة حاليا، ومن ضمن هذه الموضوعات الغابات والأزهار وباربي وكرة القدم.

ومن جانبها ترى مصممة الديكورات الداخلية الألمانية كاتيا كيسلر أن تفضيلات الأطفال وذوقهم الشخصي يلعبان دورا كبيرا في تصميم غرفة الأطفال بوضوح، على الرغم من أنه يتعين على الآباء عدم مسايرة الأطفال وتنفيذ أي موضة منتشرة على منصة تيك توك أو في الفصل الدراسي، غير أنه تمكن تلبية متطلبات الأطفال بهدوء في ما يتعلق بألوان طلاء الغرفة.

وعللت كيسلر ذلك بقولها “في نهاية المطاف الأطفال هم من سيعيشون في الغرفة وليس الآباء؛ حيث يتعين على الآباء إفساح المجال أمام الأطفال في اختيار ألوان الطلاء عندما يتعلق الأمر مثلا باللون البرتقالي الليموني أو الأخضر الداكن، بدلا من اللون الأزرق الفاتح، الذي يفضله الآباء دائما لغرفة الأطفال.”

الغرف ذات الموضوعات أصبحت من اتجاهات الموضة السائدة حاليا، ومن ضمن هذه الموضوعات الغابات والأزهار وباربي وكرة القدم

غير أن كثرة الاختيارات المتوافرة عند اختيار ألوان طلاء الجدران قد تأتي بنتائج عكسية، يعرفها دائما من جلس أمام بطاقات اختيار الألوان، وشاهد التنوع الكبير لدرجات اللون الأخضر مثلا، ولذلك نصحت مصممة الديكورات الداخلية أنجيليكا هينز بعدم إتاحة قدر كبير من الحرية للأطفال عند اختيار الألوان. وأضافت “تتمثل نصيحتي في أنه يمكن تخيير الأطفال بين لونين أو ثلاثة ألوان على أقصى تقدير.”

وفي البداية ينبغي للآباء استبعاد الألوان الزاهية جدا وحصر الاختيار في الألوان التي يمكن التعايش معها بشكل معقول. وتابعت هينز “عندئذ يتكون لدى الطفل شعور بأنه شارك في اختيار لون طلاء الغرفة.”

ويمكن خلق مساحة إبداع إضافية من خلال استخدام الطلاء المغناطيسي تحت أي جزء من طلاء الحائط العادي، ويظهر ذلك على شكل جدار مغناطيسي غير مرئي.

وقالت دزينوس “يمكن على هذا الجدار تعليق الأشياء اليومية المهمة أو الصور دون الحاجة إلى وضعها في إطار كبير.” وفي حالة تغير ذوق الأطفال فإنه يمكنهم استبدال الصورة أو الملصق بسرعة وسهولة.

وإذا لم يكن هناك جدار مغناطيسي في غرفة الأطفال فإن مصممة الديكورات الداخلية هينز تقدم فكرة أخرى تتمثل في تثبيت الحبال على الحائط، وبالتالي يتمكن الأطفال من تعليق الصور المرسومة يدويا وإزالتها بسهولة، ومن هذه الفكرة يتم إنشاء نطاق في غرفة الأطفال يشجع على الإبداع والتفاعل الحسي، كما أن الأسطح القابلة للكتابة عليها تعتبر من الأفكار الجيدة في هذا السياق.

وفي جميع الأحوال ينبغي تجهيز غرفة الأطفال بطاولة كبيرة، وشرحت الخبيرة الألمانية دزينوس أهمية ذلك بقولها “سطح المكتب الكبير يشجع الأطفال على العمل الإبداعي واستعمال الأقلام والرسم.” وترى خبيرة الديكورات الداخلية أن الطاولات القابلة لتعديل الارتفاع ليست من التجهيزات الضرورية في غرفة الأطفال، على العكس من المقاعد القابلة لتعديل الارتفاع، والتي تعتبر من التجهيزات الجيدة هنا.

Thumbnail

ونصحت دزينوس بالتركيز على المرونة عند تأثيث غرفة الأطفال، بحيث لا ينصب التركيز على أن تكون قطع الأثاث مناسبة للطفل في عمر ست سنوات فقط، ولكن يجب أن تتناسب معه عندما يكون في عمر 16 سنة أيضا.

وبدوره أشار يان كورت، الرئيس التنفيذي لاتحاد صناعة الأثاث الألمانية، إلى أن الاتجاه نحو “قطع الأثاث القابلة للتعديل مع نمو الأطفال” يعد عمليا للغاية؛ حيث يمكن تعديل سرير الرضع إلى سرير للطفل أو طاولة حسب الموديل من خلال إجراء بعض الإجراءات البسيطة، وفي سن رياض الأطفال يمكن تحويل السرير المزود بزلاقة فيما بعد إلى سرير للشباب قريب من الأرض.

وترى مصممة الديكورات الداخلية هينز أن آرائك اللعب تعتبر من التجهيزات الجيدة أيضا في غرف الأطفال، وغالبا ما تتكون من مراتب قابلة للتكديس يمكن تحويلها إلى أسرّة للضيوف، فضلا عن أنه يمكن استعمالها في بناء أشياء أخرى رائعة، مثل استعمالها في خيمة أو أداء تمارين الألعاب الرياضية.

وأشارت دزينوس إلى أن أغلب الأطفال يرون أن السرير أكثر من مجرد مكان للنوم؛ حيث يمكن استعماله في ألعاب الاختباء، ويمكن تنفيذ هذه الرغبة من خلال تثبيت ستائر أمام الجزء السفلي من السرير المرتفع أو على أعمدة السرير العلوي، علاوة على أنه يمكن وضع خيمة في غرفة الأطفال لكي تكون مكانا مثاليا للاختباء، بحيث يتم نصبها وتغطيتها بالوسادات والأغطية.

أما بالنسبة إلى الغرف ذات الأسقف المائلة فإنه يمكن تجهيزها بالأسرّة المصممة على شكل كوخ أو زاوية، بحيث يتم دفع السرير نحو الحائط ووضع لوحة أمامه مع فتحة دخول، ويدخل الطفل من خلالها ويستلقي كأنه في عش، ولا تمتاز هذه الأسرّة بأنها مريحة فحسب، بل تعتبر أيضا من الطرق الذكية لتحسين مساحة النطاقات التي لا يمكن للمرء الوقوف فيها بسبب سقف الغرفة المائل.

ونصح الخبراء الألمان بالاهتمام بتجهيز غرفة الأطفال؛ وذلك باعتماد إضاءة جيدة، وألا يقتصر الأمر على مصباح في وسط الغرفة، بل يجب تثبيت مصابيح حائط إضافية والعمل على تنويع مصادر الإضاءة.

وتعمل سلاسل الإضاءة على خلق ضوء سحري، ودائما ما تتوافر بكلفة معقولة.

15