أفغان يفضلون مواجهة جحيم طالبان على البقاء في إيران

السلطات الإيرانية تستغل حالة الفقر والحاجة الشديدة لدى الأفغان لتشغيلهم ساعات طويلة وبجهد كثيف مقابل أجر زهيد.
الثلاثاء 2019/01/15
إما مجندون وإما مشردون

طهران - نشرت صحيفة ديلي تلغراف تقريرا تتحدث فيه عن هجرة الأفغان من إيران بسبب العقوبات الأميركية التي بدأ تأثيرها يظهر على اقتصاد البلاد، فيما يتوقع صندوق النقد الدولي أن تتفاقم حالة الكساد الاقتصادي التي تشهدها إيران في عام 2019.

ووفقا للتقرير، فإن الأفغان كانوا يهربون إلى إيران سعيا لكسب المال أو خوفا على أنفسهم من الحرب في بلادهم، “لكنهم يعودون أدراجهم اليوم لأن الاقتصاد الإيراني أصبح يعاني بسبب العقوبات الأميركية”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حسب المنظمة الدولية للهجرة فإن 780 ألف أفغاني عادوا إلى بلادهم في عام 2018، حيث كان أغلبهم قد رحلوا بعدما قبضت عليهم الشرطة دون ترخيص بالإقامة، ولكن عدد العائدين طواعية تضاعف مقارنة بالعام السابق ليصل إلى 355 ألف شخص.

وكانت واشنطن قد قررت فرض عقوبات على إيران بهدف إرغامها على قبول قيود جديدة على برنامجها النووي والصاروخ المزعزع لاستقرار المنطقة.

وعمقت العقوبات المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها إيران، فقد فقدت العملة 60 في المئة من قيمتها في العام الماضي، ووصلت معدلات التضخم إلى 40 في المئة.

ووفقا للتقرير فقد دفعت هذه الظروف الاقتصادية بالأفغان إلى الهرب من إيران، فأغلبهم يعملون في الاقتصاد الموازي، وقد تراجع الطلب على اليد العاملة في هذا المجال.

وتشير الصحيفة إلى أن العقوبات الأميركية في مجال الطاقة والنقل البحري والقطاع المالي فرضت في نوفمبر الماضي، ولما يبدأ تأثيرها تظهر الصعوبات.

ووصلت الموجة الأولى من اللاجئين الأفغان إلى إيران عقب الغزو السوفييتي عام 1979. وأتيحت أمامهم فرصة الحصول على التعليم والعمل، فتمكن بعضهم من الاندماج في المجتمع الإيراني، إذ يعيش نحو 97 بالمئة من الأفغان خارج مخيمات اللاجئين، وبحسب الإحصائيات فإن ما بين 2.3 و3 ملايين من الأفغان يعيشون الآن في إيران، منهم 800 ألف من الأطفال.

وضع مأساوي
وضع مأساوي

وعلى مرأى الحرس الحدودي الأفغاني والإيراني، تعبر جحافل من العائدين من إيران إلى جحيم الحرب الأهلية في أفغانستان هربا من الظروف الصعبة التي يشهدها العمال الأفغان في المدن والأرياف الإيرانية. إذ تقول تقارير إن السلطات ورؤوس الأموال في إيران تستغل حالة الفقر والحاجة الشديدة التي لدى الأفغان لتشغيلهم ساعات طويلة وبجهد كثيف مقابل أجر زهيد، يكون أحيانا بعض الأكياس من الأفيون.

وكل يوم، يعبر ما بين 1000 و1500 شخص ممن لا يحملون أوراقا ثبوتية ومعظمهم من الشباب، عائدين إلى أفغانستان، سواء بملء إرادتهم أو بعدما طردتهم السلطات الإيرانية.

ومنذ الثمانينات، انتقل ملايين الأفغان إلى إيران، التي تفصلها حدود طويلة مع أفغانستان، هربا من النزاعات المتواصلة منذ ثلاثة عقود في بلدهم. لكن منذ سقوط نظام حركة طالبان في العام 2001، باتت الحركة الحدودية في الاتجاه المعاكس، إذ قرر عدد كبير من المهاجرين العودة إلى بلدهم.

وفي السنوات الأخيرة، تسارعت حركة العودة بسبب الضغوط التي تمارسها السلطات الإيرانية على اللاجئين الأفغان، ولا سيما على من هاجروا إليها بشكل غير قانوني وعددهم 1.7 مليون، فيما عدد اللاجئين الشرعيين 840 ألفا. ولا يصدر عن طهران في هذا السياق أي تعليق حول سياستها تجاه اللاجئين الأفغان، بل إنها تتجاهل معاناتهم، وهو ما تندد به منظمات حقوقية منذ سنوات.

وكان المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي قد أصدر تعليمات تقضي بمنح الجنسية الإيرانية للأفغان الذين يقاتلون في صفوف “لواء فاطميون” التابع للحرس الثوري، والذي يشارك في المعارك الدائرة في سوريا أساسا.

وعمدت إيران، إلى إرسال ميليشيات للقتال في سوريا منضوية تحت ألوية الحرس الثوري. وتتفرع هذه الميليشيات إلى مقاتلين من الأفغان الشيعة تحت مسمى “لواء فاطميون”، وأخرى يطلق عليها “زينبيون”، وتضم باكستانيين شيعة.

وكان البرلمان الإيراني وافق في مايو الماضي على منح الجنسية لعائلات الأجانب الذين لقوا حتفهم نيابة عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن، وينطبق ذلك على الأفغان الذين يقاتلون في سوريا.

5