أعين الليكود "الذكية" تستفز الأقلية العربية

محللون: يمكن أن تمنح الانتخابات رئيس الوزراء المحافظ بنيامين نتنياهو ولاية خامسة قياسية أو تشهد الإطاحة به على يدي الجنرال غانتس الذي تعهد بالحكم النظيف ودعم الترابط الاجتماعي.
الأربعاء 2019/04/10
لحظة الحقيقة

القدس - أرسل حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراقبين مزوّدين بكاميرات مخبأة في أجسادهم إلى عدد من لجان الاقتراع في مناطق غالبية سكانها من العرب في يوم الانتخابات في إسرائيل الثلاثاء في خطوة أدانها ساسة عرب باعتبارها ترهيبا للناخبين.

وأكدت الشرطة، لدى سؤالها عن استخدام الكاميرات في لجان الاقتراع، وقوع “ما يشتبه في أنها عدة مخالفات” في الشمال حيث يقيم العديد من عرب إسرائيل الذين يمثلون 21 بالمئة من سكان إسرائيل.

ودافع نتنياهو، الذي واجه منافسة شديدة من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس المنتمي إلى تيار الوسط، عن التصوير قائلا إن الكاميرات يجب أن توضع بمراكز الاقتراع في مختلف أرجاء البلاد.

وأثار نتنياهو غضب زعماء عرب إسرائيل في عام 2015 عندما قال إن العرب يتدفقون “بأعداد كبيرة” على لجان الاقتراع. وقال المحللون إن التصريح كان محاولة لتشجيع قاعدته من التيار اليميني على المشاركة وإنها زادت من حالة انعدام الثقة القائم منذ فترة طويلة بين العرب.

محمود عباس:  نرجو أن يهديهم الله ليفهموا أن السلام مصلحة لنا ولهم وللعالم أجمع
محمود عباس: نرجو أن يهديهم الله ليفهموا أن السلام مصلحة لنا ولهم وللعالم أجمع

وقال النائب العربي بالكنيست أحمد الطيبي إن وضع الكاميرات إجراء غير قانوني، وهو يمثل محاولة مباشرة لتخريب حرية التصويت.

وفي مثل هذه الانتخابات التي تشتد فيها المنافسة قد يكون إقبال العرب عاملا رئيسيا. فالعديد منهم أغضبهم قانون الدولة القومية للشعب اليهودي الصادر في عام 2018 وينص على أن اليهود وحدهم لهم حق تقرير المصير في البلاد. وأيد نتنياهو القانون.

وقال مسؤولون عرب بمراكز الاقتراع في العديد من البلدات العربية في الشمال، إن الكاميرات لا تصور ما وراء الستائر لكنها مثبّتة في قمصان ممثلي حزب ليكود وعدساتها ظاهرة للعيان.

وجاءت الشكاوى من مراكز اقتراع في الأماكن التي أغلب سكانها من العرب. ورد متحدث باسم حزب ليكود عما إذا كان الممثلون الذين يحملون كاميرات أرسلوا كذلك إلى المراكز التي يهيمن عليها اليهود قائلا إنه لا يعلم.

وقالت رئيسة اللجنة المركزية للانتخابات في إسرائيل القاضية حنان ميلتسر إنها على علم بالشكاوى بشأن “الكاميرات المخبأة” لكن تم التوضيح بأنه لا يتم تصوير الناخبين وهم يدلون بأصواتهم.

وذكرت أنه من الممنوع التصوير داخل مراكز الاقتراع ما لم تكن هناك مخاوف من “وقوع ضرر كبير” على العملية الانتخابية.

وقال أحمد جمال (30 عاما) وهو يدلي بصوته في بلدة أم الفحم في وقت لاحق “لا أعرف ما الذي يريدونه، ربما كانوا يريدون إبطال الأصوات هنا”.

وبالتزامن مع توافد الناخبين الإسرائيليين قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق إنه يأمل في أن تختار القيادة الإسرائيلية الجديدة طريق السلام.

وأضاف “نرجو أن يهديهم الله ليفهموا أن السلام مصلحة لنا ولهم وللعالم أجمع. وبالتالي ليأتوا إلى طاولة المفاوضات. أيدينا دائما ممدودة للمفاوضات”.

ويمكن أن تمنح الانتخابات رئيس الوزراء المحافظ بنيامين نتنياهو ولاية خامسة قياسية أو تشهد الإطاحة به على يدي الجنرال غانتس الذي تعهد بالحكم النظيف ودعم الترابط الاجتماعي.

وحثّ نتنياهو مرتادي الشواطئ خلال زيارته لشاطئ على البحر المتوسط خلال التصويت على الخروج من البحر والذهاب للتصويت لصالحه. وذهب نتنياهو إلى شاطئ بوليج في شمال تل أبيب مرتديا سترة وقميصا دون رابطة عنق ومحاطا بحرس يرتدون الحلل الكاملة ورابطات العنق ونشر تسجيلا مصورا لمناشدته على صفحته على تويتر.

وقال “إذا كنتم تريدون استكمال الطريق مع (حزب) ليكود ومعي عليكم أن تذهبوا للتصويت”. وأضاف “اذهبوا إلى الشاطئ في وقت لاحق”.

وحذر نتنياهو من أن الذين يستمتعون بيومهم على الشاطئ “قد يستيقظون في الصباح” ليجدوا رئيسا للوزراء من اليسار بدلا منه في إشارة إلى غانتس.

2