أعمال عنف شمال مالي غداة مقتل 20 مدنيا في هجوم للجهاديين

حركات جهادية مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية تنشط في المنطقة وتقاتل من تتهمهم بدعم السلطات الرسمية.
الثلاثاء 2022/06/21
الحرب ضد الجهاديين طويلة الأمد

دكار – تجددت أعمال العنف في مالي بعد حادث خلف صدمة في البلد الذي يئن تحت وطأة أزمات أمنية وسياسية خطيرة، حيث قتل مسلحون عشرين مدنيا على الأقل قرب مدينة غاو فيما قضى جندي في قوة حفظ السلام الأحد في كيدال في شمال البلاد.

وقال مسؤول في شرطة المنطقة لم يشأ كشف هويته في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) إن “إرهابيين مجرمين اغتالوا السبت عشرين مدنيا على الأقل في قرى عدة بمنطقة أنشاودج” التي تبعد العشرات من الكيلومترات شمال غاو.

وأكد مسؤول في الشرطة في باماكو رفض أيضا كشف هويته “اغتيال عشرين مدنيا في ايباك على بعد 35 كلم شمال غاو وفي قرى مجاورة”، متهما “مجرمين مسلحين بارتكاب هذا الفعل”.

وقال مسؤول محلي إن “الجهاديين اغتالوا 24 مدنيا في منطقة أنشاودج. إنه الذعر العام”.

غوتيريش ندد بالهجوم مذكرا في بيان بأن الهجمات التي تستهدف الجنود الأمميين يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة” بهذا الهجوم. وذكر في بيان بأن “الهجمات التي تستهدف الجنود الأمميين يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب من زاوية القانون الدولي وينبغي ملاحقة مرتكبيها”.

ولم يؤكد أي مصدر آخر أن الجهاديين يقفون خلف الهجمات.

ولكن في هذه المنطقة الساحلية المترامية، تزداد وتيرة هجمات الجهاديين المنتمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى مع اتساع منطقة عملياتهم.

وتتحدث المعلومات الضئيلة التي مصدرها هذه المنطقة النائية عن مقتل المئات من المدنيين ونزوح الآلاف في الأشهر الأخيرة في منطقتي ميناكا، قرب الحدود مع النيجر، وغاو غربا.

والأربعاء أكدت حركة تحرير أزواد، إحدى المجموعات التي تقاتل الجهاديين، مقتل 22 شخصا بأيدي “مسلحين” في بلدة ايزينغاز بمنطقة ميناكا. ولم يؤكد أي مصدر آخر أو ينف هذه المعلومة.

وقال المسؤول في منطقة غاو إن “الوضع مقلق جدا في منطقة أنشاودج” مع فرار عدد كبير من المدنيين من تجاوزات “الجهاديين” في القرى المجاورة.

وأضاف أن “قسما كبيرا من منطقتي غاو وميناكا يحتله جهاديون. وعلى الدولة أن تفعل شيئا ما”.

وتشهد هذه المنطقة أعمال عنف منذ بدء النزاع في 2012، حين بدأت مجموعات مسلحة تمردا ضد باماكو. ووقعت تلك المجموعات في 2015 اتفاق سلام مع مالي، لكن تنفيذه يتعثر.

وإضافة إلى هذه المجموعات المسلحة، تنشط في المنطقة حركات جهادية مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية تقاتل من تتهمهم بدعم السلطات الرسمية، علما بأنها تتقاتل أيضا في ما بينها للسيطرة على الأراضي.

وثمة حضور أيضا لمهربين وعصابات أخرى في هذه المنطقة الصحراوية الخارجة عن سيطرة الدولة.

وفي تقريره الأخير عن مالي، لاحظ غوتيريش أن الوضع الأمني “تدهور إلى حد بعيد” في منطقتي غاو وميناكا، موضحا أن “التهديد الإرهابي لا يزال يتمدد”، ومبديا قلقه لـ”عدم وجود حضور معزز لقوات الأمن والسلطة العامة في هذه المناطق”.

المنطقة تشهد أعمال عنف منذ بدء النزاع في 2012، حين بدأت مجموعات مسلحة تمردا ضد باماكو

وينتشر في غاو جنديون ماليون وعناصر في قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما، 13 ألف جندي) إضافة إلى جنود فرنسيين في إطار عملية برخان.

وبدأ الجنود الفرنسيون انسحابا تدريجيا من مالي بداية العام. وقالت هيئة الأركان الفرنسية إنهم سيغادرون نهائيا قاعدة غاو “مع نهاية الصيف”، علما أنها آخر موطئ قدم للقوات الفرنسية في مالي.

وقتل الأحد جندي أممي غيني بانفجار لغم في كيدال (شمال) فيما كان يشارك في دورية أمنية في إطار عملية لرصد الألغام، بحسب قوة الأمم المتحدة.

ويأتي ذلك وسط توتر يسود المفاوضات حول تمديد مهمة قوة حفظ السلام في مالي التي تكبدت أكبر قدر من الخسائر في الأرواح.

فمنذ إنشائها في 2013، قتل 175 من عناصرها في أعمال عدائية.

وشهدت مالي، البلد الفقير في الساحل، انقلابين عسكريين في أغسطس 2020 ومايو 2021. وتتزامن الأزمة السياسية مع أزمة أمنية مستمرة منذ 2012 وبروز حركات تمرد انفصالية وجهادية في شمال البلاد.

5