أعمال بيروتية تبحث مفارقات القوّة والخسارة

بيروت - يستضيف “غاليري تانيت” في بيروت، حتى الخامس والعشرين من أبريل الجاري، معرضا فنيا يحمل عنوان “اضطرابات: عن القوة والخسارة”، يحاول الفنانون المشاركون فيه استكشاف التفاعل بين القوة والخسارة استنادا إلى تجارب شخصية وأخرى جماعية، تستكشف تأثير خسائر الإنسان وذكرياته وتصوراته وتفسيراته على مختلف مجالات حياته بما فيها نظرته الفنية للأمور، انطلاقا من الخسارات الفردية والمشتركة التي واجهها اللبنانيون منذ أربعة أعوام إلى الآن.

ينقسم المعرض الذي افتُتح في التاسع من مارس الماضي إلى قسمين، يحمل الأول عنوان “كيف توقف نمو حجرة”، ويضم مجموعة من الأعمال الفنية والفوتوغرافية التي أنجزها الثنائي ليتيسا حكيم وطارق حداد. وهي أعمال يقومان من خلالها بدراسة مفارقة القوة وفهم النظم الاجتماعية الحديثة، على اعتبار أنها ولدت من الإحباط الذي طغى على الحياة السياسية في لبنان بعد انتفاضة أكتوبر 2019.

يستكشف الفنانان من خلال أعمالهما اختلالات القوة، في لعبة “حجر، ورقة، مقصة”، استنادا إلى فكرة أن فقدان أي عنصر من العناصر المكونة للعبة يؤدي، حتما، إلى نسف التوازن والانسجام في المشهد بأكمله.

ويطرح الفنانان عبر الخوض في مفاهيم القوة والتوازن، مجموعة من الأسئلة المرتبطة بالهيمنة والتحدي وكيفية الحفاظ عليهما، إلى جانب الضرر والانهيار والتفاصيل التي تُحيل إلى واقع غير متماسك ولا معنى له، والأسباب التي تجعل لبنان دولة بلا معنى وغير متماسكة، ما يجعل من أعمالهما محاولة للتعليق، بشكل مرئي، على صراع السلطة والهشاشة والسخافة والفساد والاضطرابات التي تعصف بلبنان.

ويضم القسم الثاني من المعرض، مجموعة من المنحوتات للفنان اللبناني إلياس نفّاع. وهي منحوتات تطغى عليها مشاعر الحزن والرغبة في البحث في مفاهيم التحرر والانفصال والسقوط المرتبطة بالعلاقة بين الإنسان وجذوره، الإنسان والأرض، بما تحيل إليه من مفاهيم وأسئلة إشكالية.

ويقول نفّاع إن أعماله المشاركة في المعرض “على شكل قطع أثرية منحوتة من خشب الأرز ومغطاة بالطلاء الأبيض.. تحيي ذكرى رحلة يمر فيها بطل الرواية بمراحل ومحاولات مختلفة للانفصال والرسو”.

تحضر في منحوتات نفّاع، المنجزة جميعها باللون الأبيض، أشجار وطيور وبشر بأجسام مقلوبة. ويحاول الفنان الشاب في منحوتاته هذه طرح مجموعة من الأسئلة والإجابة عنها، منها الرابط بين اقتلاع الذات من جذورها وعلاقته بالتحرر، ومدى تقبل الإنسان للخسارات والصعاب الناجمة عن رغبته في التحرر من القيود والضوابط وتكيفه عقليا ونفسيا مع تغيره من حال إلى آخر.