أعراف الكتابة السردية بين رفّ الكتب

يرى الناقد والباحث العراقي عبدالله إبراهيم في كتابه “أعراف الكتابة السردية”، الصادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، أن القارئ لكي يتمكّن من تأويل النصوص السردية ينبغي على هذه الأخيرة أن تراعي مجموعة من اللوائح السردية، ومن بينها الاهتمام بالمرجعية الواقعية وبناء الشخصيات والتدقيق في رؤيتها للعالم الافتراضي الذي تعيش فيه.
وينتقد إبراهيم بذلك نزعات كثيرة عرفتها الرواية، خاصة حين حاولت فصل النصوص عن الواقع، على خلفية أن القارئ إنما يحاول في النهاية أن يفهم عالمه بقرينة سردية.
وحرص الكتاب على تشييد سياق حاضن للأفكار وترتيبها لدعم الهدف الذي يرمي إليه وهو وضع لائحة بأعراف الكتابة جرى اشتقاقها من مدوّنة سرديّة متنوعة تراوحت بين الأقوال الدالّة على أهميتها والنصوص الداعمة لها. وبذلك انتهى إلى تركيب يمزج آراء الآخرين بآراء مؤلف الكتاب.
سرديات بديلة
يقترح الناقد المصري محمد الشحات في كتابه “سرديات بديلة: مقاربات ثقافية”، الذي صدرت طبعة جديدة منه عن دار أزمنة في عمّان، سردية عربية تسعى إلى نقض أقاليم السرديات الكبرى الوافدة إلينا حاملة بشارة التحرير والتنوير والسلام والعدل والحق والخير والجمال.
ويرى أن هذه السردية هي سردية مضادة تهدف بالأساس إلى تفكيك زيف مقولات السرديات الكبرى وزعزعة مركزيتها والتشكيك في أيديولوجياتها، وذلك عن طريق تحليل مجموعة من الخطابات والاستراتيجيات والحيل والأساليب الفنية أو الجمالية التي تجد تمثيلاتها النصية الدالة في قطاع عريض من النصوص المصرية والعربية الجديدة؛ والتي أخذت في التواتر مع العقد الأخير من القرن العشرين وتزايدت حّدة مع الألـفيـة الجديـدة.
السرد الروائي النسوي
يأتي كتاب “السرد الروائي النسوي: الحرية، الذات، الجسد” للناقد والشاعر المغربي عزيز العرباوي، الصادر عن دار دال للنشر والتوزيع في دمشق، ضمن رؤية تتعلق بتحديد فكري يحدد صورة المرأة في الرواية النسوية العربية التي اتسمت بالتعدد والتنوع، انطلاقا من أن المرأة لم تعد فقط صورة نمطية ثابتة في العقول والأذهان والأفكار، بل أصبحت موضوعة للقول الإبداعي وثيمة مهمة له ما له وعليه ما عليه.
ويتوزع الكتاب على أربعة فصول، أولها يختص بمقاربة البدايات الأولى لظهور الفكر النسوي والكتابة النسوية عامة، وصولا إلى الحديث عن الإبداع الروائي النسوي والأنساق الثقافية والموضوعاتية التي كتبت فيها الروائية العربية، بينما يختص الفصل الثاني بموضوعة الحرية والثورة في الرواية النسوية العربية.
ويقارب الفصل الثالث موضوع الذات الأنثوية ومدى قدرة المرأة العربية على تجاوز أزماتها الذاتية والهوياتية التي تعيشها. أما الفصل الرابع فيتناول موضوع الجسد ومدى احتفاء الكاتبة العربية به في رواياتها، بل وجعله البؤرة المهمة في استحضار قيمته وسلطته على الآخر.