أطفال يبيعون الماء لسد رمق أسرهم في الصومال

مقديشو - يواصل أطفال مدينة بيدوا، جنوب غربي الصومال، حياتهم في ظل ظروف صعبة نتيجة موجة الجفاف التي تضرب المدينة، إذ يضطرون لنقل الماء وبيعه بغية تأمين قوت يومهم.
ويوفر الأطفال مصدر عيش أسرهم من خلال نقل الماء من آبار بمركز منطقة بيدوا التي تعاني من الجفاف، إلى القرى المجاورة لها وبيعها للسكان.
ومن هؤلاء الأطفال أويس معلم أحمد (15 عاما)، نازح يقيم بمخيم في بيدوا، يوفر دخل أسرته عبر نقل الماء على ظهر الحمار وبيعه.
وقال أحمد “اضطررنا للنزوح من القرية إلى المخيم، بعد أن نفذ طعامنا ومياهنا جراء الجفاف الحاد”. وأوضح أحمد، الذي فقد والده في سن مبكرة ويعيش مع أمه وأربع من إخوته، أنه يتحمل مسؤولية أسرته، التي لم يبق لديها ما تأكله وتشربه، ولذلك اضطر للعمل كي يوفر لهم معيشتهم.
وأضاف “فقدنا كل ماشيتنا في القرية جراء الجفاف، ولم يبق عندنا سوى حمار جلبناه معنا إلى المخيم، انقل على ظهره من 4 إلى 5 براميل من المياه وأبيعها وأربح دولارا واحدا من كل برميل أعيل بها أسرتي”.
ويصارع الآلاف من الصوماليين في أكثر من 150 مخيما، أقيمت بالمدينة المذكورة، من أجل البقاء على قيد الحياة، في ظل ظروف معيشية قاسية جدا، حيث توزع المنظمات الإغاثية في تلك المخيمات، وجبة طعام مع ماء مرة واحدة في اليوم.
وفي مخيم إيواء مؤقت بجوار مطار صغير غير مستخدم في منطقة أرض الصومال (صوماليلاند) الانفصالية في الصومال تجلس نعمة محمد (32 عاما) إلى جانب موقد مكشوف من نيران الحطب وضعت عليه غلاية للشاي. وما لم تجلب جماعات إغاثة طعاما وماء فإن الشاي هو الوجبة الوحيدة في اليوم لها ولأولادها، وهم ثلاثة صبيان وثلاث بنات، الذين يرقدون في كوخ مجاور صُنع من ملاءات سرير قديمة.
ونعمة محمد واحدة من مليوني شخص في الجمهورية الانفصالية في القرن الأفريقي التي يواجه نحو نصف سكانها خطر الموت جوعا بعد جفاف حاد قتل ماشيتهم. وأضافت أن الماعز التي كانت لديها والتي نفقت بسبب نقص المرعى والماء كانت تقدم الحليب لأطفالها والزبد الذي كان يستخدم لطهي الأرز، وهو طعام الأسرة.
وتقيم حوالي مئة أسرة أخرى بجوار كوخ نعمة في أكواخ مماثلة مصنوعة من العصي والأكياس البلاستيكية وقماش أكله العث. واستقر بهم المقام خارج المطار بعد الهجرة من عدة أجزاء ضربها الجفاف في أرض الصومال خصوصا الجزء الشرقي.
وتتواصل التحذيرات الأممية من تفاقم الوضع الإنساني في الصومال وتحوّله إلى كارثة إنسانية ما لم تتدخل الجهات الإنسانية، وتخفيف معاناة المتضررين، الذين يقدر أعدادهم بنحو 6 مليون، نحو 60 بالمئة من إجمالي السكان، معظمهم نساء وأطفال.