أطفال "حرب سوريا".. صراع البقاء يطيح بأحلامهم الدراسية

ملايين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، يعملون سعيا للبقاء على قيد الحياة في بيئة خلفها الاقتتال والنزوح.
الاثنين 2022/12/05
إعالة الأسرة مسؤولية الأطفال في سوريا

إدلب (سوريا) - يعمل معظم أطفال سوريا، التي تطحنها الحرب منذ 11 عاما، في مهن شاقة من أجل إعالة أسرهم، متخلين بذلك عن أحلامهم الدراسية.

ويشكل الأطفال النسبة الأكبر من ضحايا الحرب الدائرة في سوريا منذ مارس 2011.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن 2.4 مليون طفل على الأقل غير قادرين على ارتياد المدارس في سوريا، حيث تحولت عمالة الأطفال إلى جرح نازف.

ودعما لسبل عيش أسرهم يعمل الملايين من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، سعيا للبقاء على قيد الحياة في بيئة خلفها الاقتتال والنزوح، بدلا من أن يتواجدوا في مكانهم الطبيعي خلف مقاعد الدراسة.

2.4 مليون طفل غير قادرين على ارتياد المدارس في سوريا، ما ينمي عمالة الأطفال

ويمتهن أطفال سوريون في مدينة إدلب شمال غربي البلاد، نشأوا وأعينهم تشهد هجمات النظام السوري وحلفائه، أعمالا مختلفة كصيانة السيارات والخياطة والخبازة.

ويقول الطفل خالد زرزور (14 عاما) الذي فقد والده جراء غارة جوية شنها النظام السوري عام 2015، في تصريحات لمراسل الأناضول، إنه ووالدته يعملان لإعالة أشقائه الخمسة.

وأشار زرزور، الذي يقيم في إدلب، إلى أنه كان يعمل في ورشة لتصليح السيارات مدة عامين، مؤكدا على اضطراره إلى ترك المدرسة لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة وللاعتناء بأسرته.

وأوضح أنه يكسب في الأسبوع 125 ليرة تركية (الدولار الواحد يعادل نحو 18.6 ليرة)، حيث يتداول سكان إدلب العملة التركية بدلاً من العملة المحلية السورية التي انخفضت قيمتها بشكل قياسي، وذلك بهدف الحفاظ على قوتهم الشرائية.

وقال “نعمل أنا وأمي لنعتني بإخوتي، وأقوم هنا بإصلاح محركات السيارات. أتمنى أن أتعلم هذه المهنة في المستقبل”.

وذكر زرزور أنه يعمل في الورشة 10 ساعات على الأقل يوميا، متابعاً “أفتقد اللعب مع أصدقائي، لكني أعمل طوال اليوم، وبعد العمل أعود إلى المنزل مباشرة”.

عمل الأطفال

وبسبب إصابة والده بمرضيْ السكري والقلب تخلف عبدالكريم سليمان، من محافظة إدلب، عن مقاعد الدراسة في سن مبكرة وتوجه إلى سوق العمل.

وأفاد الطفل سليمان البالغ من العمر 13 عاما بأنه يسعى للاعتناء بإخوته الأربعة من خلال عمله. ولفت إلى أنه يكسب 20 ليرة تركية أسبوعياً، مؤكدا أن المبلغ المذكور لا يكفي لشراء الخبز والخضروات.

وتابع “كنت أعمل سابقا في مهنة إصلاح هياكل السيارات وطلائها، الآن أعمل في صيانة كهرباء السيارات، أصلح مشاكلها الكهربائية”.

وذكر سليمان أنه يعيش على أمل العودة إلى المدرسة، متابعا “أفتقد القيام بواجباتي المدرسية. أعمل هنا من الساعة السابعة صباحا حتى الثامنة والنصف مساء. أمنيتي أن يمد الأغنياء للفقراء يد العون”.

ويعمل حسن حفسرجي في ورشة لنجارة الألمنيوم، حيث قال إنه يبدأ في الساعة السابعة والنصف صباحا ويستمر حتى الساعة الخامسة مساء، وذلك لإعالة أسرته المكونة من خمسة أفراد.

وأردف “أقوم بأعمال التنظيف والترتيب في الورشة. أحب مدرستي ولكن لا يمكنني ارتيادها، لأن عليّ مساعدة أسرتي”.

وأوضح حفسرجي أن أمنيته الوحيدة هي ارتياد المدرسة، مضيفا “أكسب 50 ليرة تركية في الأسبوع، والمال الذي أكسبه لا يكفي لإعالتنا. أقضي يومي في تعلم المهنة مع صاحب العمل”.

Thumbnail
17