أطفال اليمن يدفعون فاتورة حرب تأبى أن تنتهي

يونيسف تحتاج بشكل عاجل إلى 484.4 مليون دولار للاستجابة للأزمة الإنسانية في عام 2023.
الثلاثاء 2022/12/13
طفولة مستباحة

صنعاء - يدفع أطفال اليمن فاتورة حرب تأبى أن تنتهي، في ظل إصرار المتمردين الحوثيين على تبديد أي فرصة متاحة لتحقيق السلام.

ورغم تراجع القتال خلال الأشهر الماضية بفعل الهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة، وانتهت عمليا في أكتوبر الماضي، لم يخفّ أثر هذه الحرب على الأطفال الذين هم أكثر المتضررين منها.

وبحسب إحصائيات قاتمة نشرتها الأمم المتحدة الاثنين، ارتفعت أعداد ضحايا حرب اليمن من الأطفال إلى 11 ألفا بينهم أكثر من 3700 قتيل، فيما ازدادت أعداد الأطفال المجندين إلى حوالي أربعة آلاف بينهم 91 فتاة.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل في تقرير بعد زيارة إلى اليمن هذا الشهر “بالنسبة إلى الأطفال (…) أصبحت الحياة صراعًا من أجل البقاء. لقد فقد الآلاف أرواحهم، ولا يزال مئات الآلاف غيرهم معرضين لخطر الموت”.

ووفق إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قتل وأصيب أكثر من 11000 طفل منذ تصاعد النزاع في مارس 2015 مع تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لمساعدة الحكومة على وقف زحف الحوثيين الذي بدأ في منتصف 2014.

وكانت المنظمة الأممية أشارت قبل أشهر إلى مقتل وإصابة نحو 10 آلاف طفل. ومن بين الضحايا تحدّثت يونيسف في تقريرها الاثنين عن مقتل 3774 طفلا (2742 فتى و983 فتاة و49 مجهولا)، وإصابة 7245 طفلا (5299 فتى و1946 بنتا).

وقتل أو جرح 62 طفلا بين نهاية الهدنة الأخيرة في اليمن في بداية أكتوبر ونهاية نوفمبر. كما أن ما لا يقل عن 74 طفلا من بين 164 شخصا قتلوا أو أصيبوا بسبب ألغام أرضية وذخائر غير منفجرة بين يوليو وسبتمبر 2022.

وهذه أرقام تمكّنت الأمم المتحدة من التحقق منها، لكن يُرجّح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى من ذلك بكثير، وفقا للتقرير.

3904

فِتيان تم تجنيدهم للقتال، و91 فتاة للمشاركة في فعاليات أو في نقاط تفتيش

وقالت راسل “إذا كانت لأطفال اليمن أي فرصة لمستقبل لائق، فيجب على أطراف النزاع والمجتمع الدولي وجميع من لهم نفوذ ضمان حمايتهم ودعمهم”، مضيفة “سيكون التجديد العاجل للهدنة خطوة أولى إيجابية”.

وإلى جانب مقتل وإصابة الآلاف أشار تقرير المنظمة إلى تجنيد 3995 طفلا في اليمن، إذ تم تجنيد 3904 فِتيان في القتال، و91 فتاة للمشاركة في فعاليات أو في نقاط تفتيش. وكانت الأرقام السابقة تشير إلى تجنيد 3500 طفل.

وفي تقرير أممي قُدّم إلى مجلس الأمن الدولي ونُشر في يناير الماضي، قال خبراء الأمم المتحدة إنّهم يملكون لائحة تضمّ 1406 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما، جنّدهم الحوثيّون ولقوا حتفهم في الحرب سنة 2020.

وقال التقرير الصادر الاثنين إنّه جرى اعتقال 445 طفلا في النزاع، واختطاف 152 طفلا، فيما تعرض 47 طفلا لعنف جنسي مرتبط بالنزاع، هم 29 فتى و18 فتاة. ووقع 672 هجوما على منشآت تعليمية، و228 هجوما على مرافق صحية.

ومنذ ما يقرب من ثماني سنوات يحتاج أكثر من 23.4 مليون شخص (من بين 30 مليونا)، بينهم 12.9 مليون طفل، إلى مساعدة إنسانية وحماية. ويعاني ما يقدر بنحو 2.2 مليون طفل في اليمن من سوء التغذية الحادّ، بما في ذلك ما يقرب من 540 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد.

ويفتقر أكثر من 17.8 مليون شخص، بمن في ذلك 9.2 مليون طفل، إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة. وفي الوقت ذاته يواجه اليمن أزمة تعليمية حادة، إذ أن هناك مليوني طفل خارج المدارس، وقد يرتفع هذا العدد إلى 6 ملايين طفل لأن مدرسة واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس في اليمن تعرضت لتدمير أو أضرار جزئية.

وتحتاج يونيسف بشكل عاجل إلى 484.4 مليون دولار للاستجابة للأزمة الإنسانية في عام 2023، وفقا للتقرير.

وقالت راسل “في نهاية المطاف، وحده السلام المستدام سيُتيح للعائلات إعادة بناء حياتها المحطمة والشروع في التخطيط للمستقبل“.

اليمن

3