أطفال العالم يودعون إريك كارل صاحب "اليرقة الجائعة جداً"

واشنطن - توفي الكاتب والرسام الأميركي إريك كارل عن 91 عاماً على ما أفاد مقربون منه، بعد مسيرة نشأت خلالها العديد من الأجيال على قصته الشهيرة للأطفال “اليرقة الجائعة جداً”.
من خلال صور ملوّنة ونص غاية في البساطة والتشويق يسرد كارل قصة دودة شديدة الجوع لا تشبع ويتضخم حجمها يومًا بعد يوم حتى نهاية أيام الأسبوع. تتوقف بعدها عن الطعام، وتغزل حول نفسها شرنقة تمكث داخلها لمدة أسبوعين، ثم لا تلبث أن تخرج منها لتصبح فراشة جميلة. معلومات قيِّمة للطفل عن دورة حياة الدودة إلى أن تصبح فراشة ملونة جميلة؛ مرورًا بالأعداد وأيام الأسبوع وأسماء الفاكهة والأطعمة المختلفة.
وعشق الأطفال كتاب “اليرقة الجائعة جداً” الذي تتخلل الثقوب صفحاته، وتابعوا بشغف مغامرات هذه الحشرة الصغيرة التي لا تنفكّ شهيتها تتزايد. ففي غضون أسبوع، تقضم اليرقة تفاحة، واثنتين من فاكهة الكمّثرى، وثلاث حبات من البرقوق، وأربعاً من الفراولة، وخمس برتقالات، ولا تنسى الكعكة بالشوكولاتة والجبن حتى تصبح فراشة رائعة متعددة الألوان.
وترجم هذا الكتاب الذي نُشر عام 1969 إلى 66 لغة وبيعت منه أكثر من 50 مليون نسخة في كل أنحاء العالم.
وكتب فريق عمل الراحل عبر وسائل التواصل الاجتماعي “بقلب حزين جداً نعلن وفاة إريك كارل، مؤلف ورسام ‘ذي فيري هانغري كاتربيلر’ والكثير من الكلاسيكيات الرائعة الأخرى”.
ولد إريك كارل في ولاية نيويورك عام 1929 لأبوين ألمانيين، وعندما كان في السادسة من عمره، عاود والدته الحنين إلى الوطن ألمانيا، ما أجبر الأسرة على العودة للعيش في شتوتغارت. هناك تلقى إريك تعليمه وتخرج في مدرسة الفنون المحلية بأكاديمية الدولة للفنون الجميلة شتوتغارت.
ونشأ الكاتب في ألمانيا النازية التي وصفها في حديث إلى إذاعة “إن بي آر” الأميركية بأنها عالم “عديم اللون”. وتخرج في مدرسة الفنون المرموقة في شتوتغارت.
وروى كارل في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” عام 2007 أن والده جُنّد في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية وأسِر في روسيا. أما إريك الذي كان مراهقا حينها، فنجا من القصف الجوي لشتوتغارت وتجنب الخدمة العسكرية، لكنه جنّد لحفر الخنادق على خط دفاعي في غرب ألمانيا.
وكان إريك يرغب دائماً في العودة إلى الولايات المتحدة، وفي العام 1952 “وصل إلى نيويورك بمحفظة جميلة وأربعين دولاراً في جيبه”، وفق ما جاء في موقعه على الإنترنت.
وسرعان ما جنّد الشاب في الجيش الأميركي وأُرسِل إلى ألمانيا، لكن “نيويورك تايمز” أشارت إلى أنه لم يتحدث قطّ عن شبابه في ظل العهد النازي.
وبعد خدمته العسكرية، عمل كمصمم غرافيكي في قسم الترويج في “نيويورك تايمز”، ثم أصبح مديراً فنياً في وكالة إعلانات. وألّف كارل أول كتبه للأطفال في منتصف ستينات القرن العشرين ومنها “براون بير، وات دو يو سي؟”.
وروى الرسام المعروف باستخدامه الألوان الزاهية جداً أنه استوحى قصصه من النزهات في الطبيعة مع والده. وقال في موقعه “كان أبي يمزق لحاء الشجرة ويريني كل الكائنات التي كانت تعيش فيها”.
وعبر كثير من القراء والمتابعين عن حزنهم لرحيل الكاتب مشيدين بمؤلفاته التي طبعت مخيلات الملايين من الأطفال.
وكتبت الممثلة ميا فارو في تغريدة عبر تويتر “لقد مات إريك كارل، لكنه ترك لنا كتباً قرأتها لأولادي والآن أقرأها لأحفادي”.
ورداً على سؤاله عن سبب استمرار رواج كتابه قال إريك كارل “أعتقد أنه كتاب عن الأمل. يحتاج الأطفال إلى الأمل. فاليرقة الصغيرة التافهة يمكنها أن تصبح فراشة جميلة، وتطير حول العالم بموهبتها”.
وبلغ مجموع مؤلفات إريك كارل أكثر من 70 كتاباً، بيعت منها أكثر من 150 مليون نسخة. ونذكر من بين كتبه “كل ما في يوم”، “منزل لسرطان الناسك”، “الحمل والفراشة”، “هل للكنغر أمّ أيضًا؟”، “الخنفساء الخارقة جدا”، “كيف تنمو الأشياء”، “الحب من اليرقة الجائعة جدا” وغيرها.