"أضواء متقاطعة".. صور فوتوغرافية توثق أجزاء من تراث الجزائر

الجزائر - "أضواء متقاطعة"، معرض فوتوغرافي جاء ليعرض مشاهد متنوعة من التراث الجزائري بعدسة مصورين محترفين عرض كل واحد منهم نظرته للموروث والتراث والعادات والتقاليد والمناسبات الجزائرية التي يوشك بعضها على الاندثار. وهذا المعرض يعد ثالث معارض رواق “هالة”، في العاصمة الجزائرية، افتتح في العشرين من يوليو الماضي واستمر حتى الثامن من أغسطس الجاري.
وأتاح المعرض للزوار فرصة اكتشاف الجزائر من خلال النظرة العاطفية لفنانيها، حيث يأخذنا كل عمل فوتوغرافي في رحلة عبر الزمان والمكان، لتسليط الضوء على تقاليد البلاد وهندستها المعمارية ومناظر المدينة، بواسطة مقاربة غنية للفن تحتفل بالتنوع الثقافي في الجزائر بطريقة مؤثرة، وتحاول إرجاع التقاليد القديمة إلى الحياة، وهو ما أدى إلى خلق علاقة مثيرة بين الماضي والحاضر وحوار بين الأجيال.
وقدّم المعرض نحو ستين صورة فوتوغرافية لتسعة مصورين جزائريّين محترفين بموضوعاتٍ متنوعة وأحجام متوسطة وكبيرة تجمع بين الأبيض والأسود والألوان. وتتنوع مواضيع الأعمال بين تصوير لنماذج من العمارة الإسلامية وأشكال العمارة إبان الاستعمار والتقاليد التراثيّة مثل احتفالات الديوان ومهرجان السبيبة. المعرض اختار عنوانه المصوّر عبدالوهاب دردر، ويجمع بين تقنياتٍ مختلفةٍ للتصوير الفوتوغرافي، تتقاطع من حيث الضوء والظلّ والزوايا التي يشتغلُ عليها كلّ مصوّرٍ على حدة.
◙ مواضيع الأعمال في المعرض تتنوع بين تصوير لنماذج من العمارة الإسلامية وأشكال العمارة إبان الاستعمار والتقاليد التراثيّة
وتوثق صور دردر، الذي يشارك أيضا في المعرض، رياضة الفروسية التي تتميز بها الكثير من المناطق في الجزائر، حيث تتنوع اللقطات التي يصورها محاولا التركيز على ثنائية الظل والضوء، لإظهار الفروق بين الزمان والمكان وتنوع خصوصيات هذه الرياضة التقليدية من مدينة جزائرية إلى أخرى.
كما يخصص الفنان جزءا من صوره لتوثيق المعمار الجزائري وهوية المرأة الجزائرية المميزة، بينما يركز المصور الفوتوغرافي بلقاسم مصباحي، من خلال أعماله العشرة، على تصوير الأطفال في مخيمات اللاجئين الصحراويين، وتعرض صور سيد أحمد مناصرية، منظّم المعرض، الفروق المهمة بين نساء شمال الجزائر ونظيراتهن في جنوبها.
ومن الجنوب الجزائري يعرض رشيد عيادي سلسلة من الصور الفوتوغرافية بتقنية التصوير المجرّد. في حين اختار خليل بن عمارة أن يصور ملامح التراث المعماري وترميمه من خلال لقطاتٍ لمبانٍ أثرية.
أما سمير جمعة فتنقل بعدسته بين مواقع مختلفة لأحياء العاصمة، كما ركز على تصوير الفخار الجزائري باعتباره تراثا وحرفة تقليدية يمارسها عدد من الجزائريين بالوراثة. وتسلط أعمال محمد الأمين الطيبي الضوء على مدينة وهران التي ينحدر منها، مصورا أزقتها ومبانيها وشوارعها، ومحاولا معالجة التفاصيل المعمارية بناءً على مفهومي التجريد والحجم.