أشرف بن شرقي الرقم السري الذي سيقود الوداد إلى العالمية

كانت مغادرة ويليام جيبور “ضربة” نافعة لنادي الوداد البيضاوي المغربي بعد أن أتاحت إمكانية منح الفرصة لموهبة صاعدة تتمثل في شخص النجم أشرف بن شرقي، الذي تألق بشكل كبير وغطى بشكل مميز على رحيل المهاجم الليبيري. وخلف رحيل جيبور هداف الدوري المغربي الموسم الماضي، عن الوداد، حالة من القلق العارم داخل النادي، بسبب قيمته الفنية وتوقيت مغادرته الذي تزامن مع دخول المرحلة الحاسمة من دوري أبطال أفريقيا. إلا أن أنصار الفريق البيضاوي سرعان ما اكتشفوا موهبة بن شرقي.
الأحد 2017/11/12
سباق دوري أبطال أفريقيا .. بوابة بن شرقي إلى العالمية

تونس - ارتفعت أسهم المهاجم المغربي أشرف بن شرقي في الفترة الأخيرة خاصة بعد العروض الجيدة التي قدمها مع فريقه الوداد البيضاوي في دوري أبطال أفريقيا. وبدأت الأخبار من الآن تتحدث عن مجموعة من الأندية التي تهتم بالحصول على خدمات النجم المغربي خلال الفترة المقبلة.

ولا شك أن إدارة الوداد تحاول إبعاد وتحصين لاعبها المدلل عن ضغط وسائل الإعلام والشائعات التي تثار حول مستقبله. ويرجع تحرك الوداد، نظرا لمشاركة بن شرقي مع منتخب المغرب في تصفيات المونديال، وكذلك الظهور المنتظر للاعب في مونديال الأندية بالإمارات.

وتشير كافة المؤشرات إلى أن إدارة الوداد البيضاوي لن تناقش مستقبل أشرف بن شرقي مع الفريق إلا بعد المشاركة في مونديال الأندية.

ونجح نجم الوداد الجديد بشكل سريع في أن يتقمص دور المهاجم الصريح داخل الفريق وتمكن من تسجيل 5 أهداف معظمها كان حاسما في دوري أبطال أفريقيا، لينال ثقة مدرب منتخب الأسود هيرفي رينارد. وكان مدرب الوداد الحسين عموتة آثر الاعتماد على تشكيل محلي خالص في مباريات الوداد الأفريقية واضعا ثقته في اللاعبين المغاربة ومديرا ظهره لبعض محترفي النادي.

وقال بن شرقي في تصريحات صحافية “لا أهتم حاليا بالعروض التي تصلني، لأن تركيزي منصب بالكامل على التألق رفقة الوداد البيضاوي، خاصة بعد التأهل لمونديال الأندية، لن أستعجل اتخاذ أيّ قرار بشأن مستقبلي”. وعن سر تألقه مؤخرا علق بقوله “لكل مجتهد نصيب، وأنا مدين للمحيط الذي ساعدني على التألق وفرض شخصيتي، ولكافة رفاقي وأنصار الفريق الذين كانوا كلمة السر خلف النتائج التي حققناها”. وختم حديثه بقوله “أطمح للمزيد، سأحقق الكثير من النجاحات، والمهم أن يواصل الوداد البيضاوي حصد الألقاب والبطولات”.

بن شرقي، هو "الرقم" الذي طال انتظار استفاقته في الخط الأمامي للوداد، فنهض في التوقيت المناسب، عندما احتاج "الأحمر" لمنقذ، فكان كذلك، وتمكن من جعل الوداديين ينسون مرارة رحيل جيبور وفابريس

سيل الانتقادات

نال بن شرقي، الموهبة المغربية الصاعدة، سيلا من الانتقادات منذ التحاقه بالكتيبة الودادية، إلى حد تساءل فيه البعض عن جدوى انتدابه بعدما تدنى مستواه قياسا بما كان يقدمه مع فريقه السابق المغرب الفاسي، ففسر البعض ذلك بعجزه عن التعود على الأجواء بالدار البيضاء بصخبها وضغطها، خاصةً أنه انتقل إلى فريق بجمهور صعب الإرضاء. في الوقت ذاته، وثق فيه آخرون باعتبار أن الأزمة عابرة وماضية، وأن موهبة أشرف ستشرق في سماء المغرب وتضيء ملاعب أفريقيا وتقود الوداد إلى العالمية.

بن شرقي هو “الرقم” الذي طال انتظار استفاقته في الخط الأمامي للوداد، فنهض في التوقيت المناسب عندما احتاج “الأحمر” لمنقذ، فكان كذلك، وتمكن من جعل الوداديين ينسون مرارة رحيل جيبور وفابريس، خاصةً في المباريات الأربع التي خاضها الوداد البيضاوي في دوري الأبطال، فنصّب نفسه ملكا في ليلة التتويج، بخطوات واثقة حيرت كل من تابعه أثناء اللقاء.

وأومض أشرف بن شرقي (23 سنة)، الذي ثابر في مدينته تازة، قبل أن تحضنه فاس، ويستقر بعدها في الوداد، وكله آمال في تحقيق أحلامه التي من أجلها ثار ضد الجميع ونفسه، واعدا بأن يكون لاسمه صدى في أرجاء العالم بفضل موهبته، وهو ما كان، من خلال 240 دقيقة أظهر فيها للمنتقدين قبل المنوهين ما يملكه من ملكات كروية نادرة، جعلت التقنيين والصحافيين المصريين والجزائريين وغيرهم يتغزلون به ويخافون الوداد من خلال أسلوبه الفريد في مداعبة الكرة.

أسهم اللاعب ارتفعت في ظرف أسابيع، واسمه بات متداولا في أفريقيا وحتى في دوريات أوروبا، في انتظار تصدر بن شرقي عناوين الميركاتو المقبل بعدما باتت الإدارات الفنية للأندية تتمنّى حصولها على امتياز أشرف داخل مجموعاتها.. إن هو تمكّن في الحفاظ على مستواه ويبرهن أن استفاقته ليست عابرة.

بن شرقي اسم جديد يتسلق سلم المواهب العربية بثبات

وتلقّى النجم المغربي العديد من العروض من أندية خليجية، وكذا عربية، أبدت رغبتها في التعاقد معه خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. في المقابل تأكد أن نادي الوداد رفض التفريط في نجمه خلال مرحلة الانتقالات الشتوية على الرغم من العروض المهمة التي تلقاها للاحتراف خارج المغرب. وتوصل اللاعب الودادي، أيضا، بعروض مجموعة من الأندية الأوروبية التي أبدت رغبتها في التعاقد معه، ومن بينها فرق نيس ومرسيليا الفرنسيين، إضافة إلى سبتورتينغ لشبونة البرتغالي.

رغم الكبوة التي عاشتها بعثة الأهلي المصري بعد الخسارة أمام الوداد في نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا إلا أن الإدارة الحمراء لم تفوت الفرصة للدخول في مفاوضات جادة من نظرائهم في نادي الوداد من أجل الحصول على خدمات أشرف بن شرقي نجم هجوم الوداد ومنتخب أسود الأطلس، والذي كان له دور كبير في حصول فريقه على لقب النسخة الحالية من أبطال أفريقيا، بعد نجاحه في إحراز 5 أهداف وصناعته لمثلها طوال مشوار فريقه في البطولة.

ورصدت إدارة نادي الأهلي مبلغ 700 ألف يورو للتعاقد مع المهاجم المتألق في الميركاتو الشتوي القادم، والذي يُجيد اللعب في جميع مراكز الهجوم نظرا لقدرته على اللعب بكلتا القدمين بنفس الكفاءة وتميزه بالسرعة والقوة والتسديد المحكم.

من جانبه أبدى اللاعب موافقته المبدئية على ارتداء قميص الأهلي، إلا أن طلب إرجاء قراره النهائي لحين وضوح الرؤية بخصوص العروض الأوروبية التي تلقاها مؤخرا، خاصة أن حلمه الأول هو اللعب لأحد الأندية الأوروبية الكبرى، فضلا عن رغبته في المشاركة مع الوداد المغربي في بطولة كأس العالم للأندية.

وكان تعاقد الأهلي مع بن شرقي يهدد بقاء 3 لاعبين في خط هجوم القلعة الحمراء، خاصة أنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من الرحيل خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وهم ميدو جابر الذي تلقى أكثر من عرض خليجي مؤخرا، وعمرو بركات الذي لم يحصل على فرصة المشاركة الأمر الذي جعله محط أنظار العديد من الأندية أبرزها بيدفيست الجنوب أفريقي وإنبي المصري، وأخيرا صالح جمعة الذي تلقى عرضا سعوديا خلال الفترة الماضية تمهيدا للرحيل عن الأهلي، خاصة أن صانع الألعاب الدولي يواجه أزمة مع مدير الكرة سيد عبدالحفيظ.

من جهة أخرى أكد وكيل أعمال اللاعب أن بن شرقي لن يذهب إلى أيّ ناد عربي أو أفريقي في الفترة المقبلة، مبينا أنه ليس للبيع حاليا ولن يحترف إلا في الدوريات الأوروبية. الآن بن شرقي يركز مع المنتخب المغربي، ثم بعد ذلك كأس العالم للأندية مع الوداد في الإمارات، أما حاليا فلا مجال للحديث عن مغادرته نحو النادي الأهلي المصري. ومن المنتظر أن يتم فتح باب المفاوضات مع بعض الأندية الأوروبية للظفر بخدماته، ولكن بعد المونديال، أما في الوقت الراهن لا وجود لمفاوضات رسمية مع أيّ طرف للاستغناء عن اللاعب.

وانضم فريق بورسيا دورتموند الألماني لكرة القدم إلى قائمة الأندية التي أبدت رغبتها في التعاقد مع أشرف بن شرقي خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. وقالت مصادر موثوقة إن مسؤولين من الفريق الألماني طلبوا معلومات عن بن شرقي وإحصائيات تخص مبارياته رفقة الفريق الأحمر.

إشادة واسعة

كل المتابعين لنجم الوداد يتمنون أن لا يكرر أشرف بن شرقي خطأ آزارو و مراد باتنة وأن ينتقل إلى دوري أوروبي إلى فريق يمكنه من تطوير مهاراته الفنية ويثبت مكانته. آنذاك كل الفرق الكبيرة سوف ترغب بخدماته وسيكون ربحا كبيرا للمنتخب. العديد من الفنيين والملاحظين والجماهير تابعوا عدة مباريات للوداد؛ وأعجبوا بالمستويات الفنية العالية التي قدمها المهاجم بن شرقي؛ لذلك أتّفق على أن هذا اللاعب يسير بخطى ثابتة نحو النجومية العالمية؛ وليس ببعيد أن نراه في الملاعب الأوروبية قريبا.

كافة المؤشرات تشير إلى أن إدارة الوداد البيضاوي لن تناقش مستقبل أشرف بن شرقي مع الفريق إلا بعد المشاركة في مونديال الأندية التي ستدور بالإمارات خلال شهر ديسمبر

فكل شيء متوفر في هذا اللاعب؛ ويبقى عليه أن يحافظ على مستوياته داخل الملعب وخارجه أيضا؛ فأعداء النجاح والتألق الرياضي العربي موجودون خارج الميدان، لذلك سيكون من باب النصيحة لهذه الموهبة الكروية العربية أن تبتعد كل البعد عن الأشياء التي قد تضر بمستقبله.

النجاح الباهر الذي رافق النجم المغربي في المسابقة القارية وضعه ضمن لائحة اللاعبين الذين استغلوا نهائيات دوري أبطال أفريقيا خلال السنوات الـ20 الماضية لتحقيق الشهرة والمجد الشخصي. يأتي على رأس هؤلاء أسطورة مصر والأهلي محمد أبوتريكة صاحب المكانة الخاصة بين نجوم البطولة بأدائه وأهدافه المؤثرة في النهائيات، حيث سجل وصنع الفرحة أمام النجم الساحلي التونسي في نهائي ملعب الكلية الحربية عام 2005.

ويعتبر الهدف الذي سجله في مرمى الصفاقسي التونسي على ملعب رادس في نهائي 2006 أهم بصمة خلفها اللاعب في تاريخ البطولة ككل، حيث كان اللقب بين أحضان الفريق التونسي عقب انتهاء لقاء الذهاب على ملعب القاهرة الدولي بالتعادل 1-1 وانتهاء 90 دقيقة في مباراة الإياب بالتعادل السلبي، حتى قرر قائد الفريق الأحمر الاحتفال بعيد ميلاده على طريقته الخاصة بتسجيل هدف الفوز بقدمه اليسرى التي لا يسدد بها عادة.

كذلك تامر عبدالحميد لاعب وسط الزمالك الذي سجل هدف الفوز على الرجاء البيضاوي بملعب القاهرة الدولي عام 2002، والتونسي أمين الشرميطي مهاجم النجم الساحلي التونسي الذي صنع وسجل أمام الأهلي على نفس الملعب عام 2007.

لكن المهم الآن بالنسبة إلى أشرف بن شرقي ليس النجومية التي اكتسبها بفضل هذا النهائي، فالأهم المواصلة على نفس المنوال لسنوات طوال كما فعل أبوتريكة، وبداية التأكيد على أنه لاعب ثابت المستوى، وهو قادر على تقديم شيء مميز رفقة الوداد في الإمارات الشهر المقبل عندما يحين موعد كأس العالم للأندية، وتكون هذه السنة مجرد انطلاقة له وليس بداية النهاية.

صحافي تونسي

22