"أشحفان القطو": كرتون يحكي يوميات الإماراتي بشكل طريف

يعرض خلال شهر رمضان الحالي على قناة “أبوظبي الإمارات”، الجزء الثاني من المسلسل الكرتوني الإماراتي “أشحفان القطو”، الذي يتناول قصة البخل من خلال الكوميديا والمواقف المضحكة، مقدّما شخصياته بأسلوب طريف وكاريكاتيري أسهمت الرسوم المتحركة بتقنية الـ”2 دي” (ثنائية الأبعاد) في تقريبها للمشاهد العربي داخل وخارج دولة الإمارات، وهو من إخراج حيدر محمد وإنتاج مؤسسة أبوظبي للإعلام بالتعاون مع شركة “فنر” للإنتاج.
وفي بيان صحافي صدر قبل شهرين عن المسلسل تمّ الكشف أن هذا الجزء، “يأتي استكمالا لقصة المسلسل الأصلي من أشحفان القطو الذي عرض العام 1978، والجزء الأول من العمل الكرتوني الذي عرض على قناة أبوظبي عام 2011”.
ويحاكي العمل واقع الحياة اليومية داخل المجتمع الإماراتي، فعلى الرغم من أن الأحداث قد تبدو بعيدة عن الحاضر بعض الشيء، إلاّ أن نمطية الشخصيات تثير حيزا مشتركا بين المعروض على الشاشة وبين المشاهدين، وبالتالي ثمة تسميات داخل المجتمع تظهر كبديل عمّا يعرف من الأنماط، مثل استبدال صفة البخيل بلقب أشحفان وفي بيئتين، زمانية ومكانية، تنتميان إلى ما نعيشه اليوم من تطور حضاري، يأبى أشحفان القطو أن يعايشهما، ليس انتماء منه إلى زمن الأصالة، إنما بخلا وطمعا بالمال.
أشحفان يخوض مغامرات غير منتهية للمحافظة على ماله، حيث “الفلس” خياره الأول والأخير على هذه الأرض، ونزولا إلى ما يقال عنه “إن كان للبخل عنوان، فهو أشحفان”.
وما بين أبنية حديثة وأخرى قديمة، يستوطن الحنين في الكثير من مشاهد المسلسل، ويغدو الحاضر ملونا ومرسوما بأشكال ثنائية الأبعاد، هنا لا بدّ من الإشارة إلى أن أسباب قوة المسلسل بصيغته الأولى منذ أربعة عقود تقريبا، حيث يعتبر من أبرز المسلسلات الخليجية تأثيرا حتى اللحظة، تختلف بالطبع عن قوته في الوقت الحالي.
إن الزمن يلعب في المسلسل دورا هاما، حيث جعل من الرسوم المتحركة خيارا مثاليا لجذب المشاهدين اليوم وسط هذا الضجيج الإعلامي والدرامي من حولنا، ما يعني أن تجسيده كرتونيا منحه تميزا مطلوبا وقوة ملحوظة، مقارنة بصراع الدراما التلفزيونية الحاصل، وبمختلف أنواعها وجنسياتها. من جهة أخرى فإن المسلسل بصيغته الكرتونية الجديدة، بعد أن قدم عام 1978 بشخصيات من لحم ودم، يلعب على وتر الذاكرة لدى المتلقي الإماراتي والخليجي عموما.