أسواق النفط تترقب اجتماع أوبك+ وسط توقعات بتثبيت اتفاق الإنتاج

الرياض - تتوقع مصادر استمرار التزام منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها ومنهم روسيا باتفاق زيادة الإنتاج تدريجيا، في حين استبعدت مجموعة أوبك+ وكالة الطاقة الدولية من قائمة مصادر البيانات الموثوقة، في مؤشر آخر على خلاف آخذ في الاتساع مع الغرب.
ويعقد وزراء الطاقة في مجموعة أوبك+ للدول المصدرة للنفط اجتماعهم الدوري الخميس، افتراضيا، لمناقشة استراتيجية إنتاج النفط، وذلك في دول التجمع الذي يضم 23 دولة.
وتترقب أسواق النفط هذا الاجتماع، حيث ستقرر ما إذا كانت المجموعة ستواصل العمل باتفاق أبرم في يوليو 2021 وتزيد إنتاجها من النفط في مايو بمقدار 432 ألف برميل يوميا.
ومن غير المرجح أن يرفع تحالف أوبك+ في اجتماع الخميس إنتاجه النفطي بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الآونة الأخيرة، على الرغم من قفزة الأسعار بسبب أزمة أوكرانيا، ودعوات كبار المستهلكين وعلى رأسهم الولايات المتحدة إلى المزيد من الإمدادات.
ويتوقع محللون أن يقرر وزراء التحالف النفطي أوبك+ استمرار السياسة الإنتاجية الحالية وزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا بدءا من أول مايو المقبل، رغم الضغوط الغربية لإنهاء تقلب الأسعار في خضم الحرب في أوكرانيا.
وقال المحلل ستيفن إينيس إن "أوبك+ فاجأت الأسواق مرات عدة خلال اجتماعاتها الشهرية، لكن السيناريو الأساسي حاليا هو الحفاظ على الوضع الراهن". وأضاف "الدلائل لا تشير إلى أي انحراف" عن السياسة التي بدأت ربيع العام 2021.
ويأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه الطلب العالمي على النفط إلى حوالي 100 مليون برميل يوميا، وتوفر دول أوبك+ حوالي 45 في المئة من هذه الكمية.
وتصدت المجموعة لدعوات متكررة من الولايات المتحدة ووكالة الطاقة إلى ضخ المزيد من الخام، لتهدئة الأسعار التي صعدت لتقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات الروسية، بعد فرض واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا.
وترفض السعودية والإمارات حتى الآن هذه الدعوات، وقالتا إنه يتعين على المجموعة عدم التدخل في السياسة، وأن ينصب التركيز على تحقيق التوازن في سوق النفط وتلبية احتياجات المستهلكين.
وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الاثنين إنه (التحالف) "هنا ليبقى"، مشيرا إلى تصميمه على عدم ترك "السياسة" تؤثر على المنظمة.
وأضاف "ما لم تكن هناك جهة مستعدة لتوريد 10 ملايين برميل يوميا، لا يمكننا الاستعاضة عن الروس" في السوق.
وكرر وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الثلاثاء التزامه في أوبك+، قائلا إن الاتفاق إذا لم يكن "موجودا، لن يكون لدينا استقرار في سوق الطاقة" و"ستتفاقم مشكلة تقلب الأسعار".
وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سحب ما يصل إلى 180 مليون برميل نفط من احتياطيات النفط الاستراتيجية، وتجتمع وكالة الطاقة الدولية غدا الجمعة لاتخاذ قرار بخصوص سحب جماعي من احتياطيات النفط.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت أربعة في المئة إلى 109 دولارات للبرميل في المعاملات المبكرة الخميس.
وقررت اللجنة الفنية المشتركة لأوبك+ الأربعاء التوقف عن استخدام بيانات وكالة الطاقة الدولية واستبدالها بتقارير من وود ماكنزي وريستاد إنرجي.
وانتقد بعض أعضاء أوبك+ بيانات الوكالة، وقالوا إنها كانت غير صحيحة في عدة أوقات، وأشاروا إلى أن الوكالة تنصح بتجنب المزيد من الاستثمارات في قطاع الهيدروكربونات، فضلا عن إخفاقها في توقع نمو الطلب.
وقال مصدر "تعدل وكالة الطاقة تحليلها الفني كي يكون متسقا مع ما تعلنه". وأضاف "بدا هذا واضحا عند ملاحظة التغيرات المتكررة في أحدث تقاريرها، وكيف تختلف عن بقية المنظمات الدولية ذات الشأن".
وسيكون هذا التطور بمثابة تتويج لأشهر من التنازع بين وكالة الطاقة، التي تمثل مصالح كبار مستهلكي الطاقة، ومنظمة أوبك.
وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي هذا الأسبوع في اجتماع خاص بالقطاع، إن منظمات مثل وكالة الطاقة الدولية بحاجة إلى أن تكون "أكثر واقعية" وألا تقول معلومات مضللة للعالم.