أسماء من المكون السنّي تتزاحم على خلافة الحلبوسي

أسماء كثيرة تطرح لتولي رئاسة البرلمان العراقي لكن لن يتم اختيار المرشح إلا بموافقة واشنطن وطهران.
الأحد 2023/11/19
ملف اختيار بديل الحلبوسي لم يحسم بعد

بغداد - شكل قرار المحكمة الاتحادية العليا بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي "صدمة سياسية" في المشهد العراقي المضطرب مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات، وبينما تتنافس الكتل السياسية السنية للفوز بأعلى منصب سياسي يقره الدستور، يبدو الانقسام السيناريو الأبرز.

وتسيطر المخاوف على العملية السياسية الهشة في العراق، وسط انعدام الرؤية بشأن متى وكيف سيتم اختيار البديل للمنصب، ورجح عضو اللجنة القانونية النيابية يوسف السبعاوي انتخاب رئيس جديد للبرلمان بدلا من الرئيس السابق محمد الحلبوسي بعد إجراء الانتخابات المحلية، المقررة في 18 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

وقال السبعاوي لوكالة شفق نيوز، إن "ملف رئيس البرلمان لازال ضبابيا رغم وجود توجه برلماني نسبي لإناطة المنصب لحزب تقدم مرة أخرى باعتباره استحقاق سني وليس كتلوي وأن تقدم تشكل الكتلة السنية الأكبر في البرلمان".

ولم يستبعد السبعاوي أي مستجدات من قبل الكتل السنية بالدفع بمرشح لرئاسة البرلمان العراقي، لكنه استبعد في ذات الوقت انتخاب رئيس جديد قبيل إجراء الانتخابات المحلية بسبب آليات وإجراءات الانتخاب الدستورية.

وأصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، أعلى سلطة قضائية في البلاد، في (14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023) قرارا بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أبرز سياسي سني عراقي، في خطوة أتت بناء على دعوى "تزوير" تقدم بها أحد النواب.

وجاء في البيان الذي نشر على الموقع الرسمي للمحكمة أنها "قررت إنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد ريكان الحلبوسي اعتبارا من تاريخ صدور الحكم في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2023". كما اتخذت المحكمة قرارًا مماثلًا بحق النائب ليث مصطفى حمود الدليمي الذي أقام الدعوى.

وأكد رئيس المحكمة الاتحادية العليا أعلى سلطة قضائية في العراق جاسم محمد عبود، أول الخميس، أن قرار إنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، مُلزم لجميع السلطات ولا يخضع للطعن القانوني.

وينشغل المكون السني في التنافس لنيل المنصب، فقد قدم تحالف "الحسم" الذي يضم بعض القوى السنية في العاصمة بغداد والمنافس لتحالف "تقدم" بقيادة الحلبوسي، وتحالف "عزم" بقيادة خميس الخنجر، ثلاثة مرشحين لمنصب رئيس البرلمان، ليصبح المرشحون الثلاثة هم طلال الزوبعي ومحمود المشهداني وسالم العيساوي. في حين كشف عضو مجلس النواب أحمد الجبوري عن موعد فتح باب الترشيح لمنصب رئيس البرلمان والمرشحين له وطبيعة التصويت.

 

بدوره، تحدث القيادي في تحالف السيادة عيسى العيساوي، عن إمكانية صعوده إلى مجلس النواب العراقي، لشغل مقعد الحلبوسي.

وقال العيساوي، إنه الاحتياط الأول عن الدائرة الأولى في محافظة الأنبار، التي كان فيها محمد ريكان الحلبوسي، وحسب قانون المفوضية العليا للانتخابات فإن أي نائب تسقط أو تنتهي عضويته يحل المرشح الاحتياط بديلاً عنه. وأضاف "بما أن المحكمة الاتحادية قررت إنهاء عضوية الحلبوسي، فحسب القانون سأكون بديلاً عنه لشغل المقعد البرلماني عن الدائرة الأولى في قضاء الفلوجة بمحافظة الأنبار".

وتابع "بعد انتهاء الإجراءات الإدارية بين مفوضية الانتخابات والمحكمة الاتحادية ومجلس النواب، سأذهب إلى مجلس النواب لأداء القسم الدستوري والحصول على عضوية البرلمان".

كذلك أجرت قيادات في تحالف "العزم" لقاءات واتصالات مع زعماء في "الإطار التنسيقي" للترتيب للحصول على منصب رئاسة البرلمان. بينما لم يكشف تحالف "السيادة" الذي يضم كذلك "تقدم"، و"المشروع العربي" بزعامة خميس الخنجر، عن أي توجه له لتقديم بديل للحلبوسي الذي ما زال يطمح إلى العودة للمنصب رغم إقالته قضائياً.

وتطرح بعض الكتل انتقال منصب رئاسة البرلمان بين المحافظات، بمعنى أن رئيس البرلمان كان من الأنبار، وقبلها من ديالى والأسبق من نينوى، فيجب أن يكون الآن من صلاح الدين أو بغداد، في الوقت الذي ترفض فيه قوى أخرى هذا الطرح.

ويقول متابعون للمشهد السياسي العراقي أن أسماء كثيرة تطرح الآن في النهاية لن يتم اختيار المرشح إلا بموافقة واشنطن وطهران، وهذا متبع في "عراق ما بعد 2003"، أي مصادرة القرار السياسي العراقي المستقل.

من جهته، أكد تحالف "الإطار التنسيقي"، أن ملف اختيار بديل الحلبوسي يجب أن يحسم الأسبوع المقبل. وقال القيادي في "الإطار" تركي العتبي، في تصريح صحافي السبت، إن "الموقف القانوني بعد تأكيد المحكمة الاتحادية أن قرارها باتّ وملزم أنهى كل الفرضيات التي تحدث بها البعض بإمكانية عودة الحلبوسي"، مبيناً أن "الإطار بكل قواه يحترم إرادة القضاء العراقي وتعاطى بمسؤولية مع قراراته، وأن هناك حراكاً فعلياً للقوى السُّنية لحسم خياراتها من أجل طرح مرشحين".

وأشار إلى أن "جلسة تقديم مرشحين لمنصب رئاسة مجلس النواب لن يطول أسبوعاً، وقد تعقد جلسة الخميس المقبل أو بعده، خصوصاً مع وجود جهود استثنائية من أجل حسم الأمر بأقرب فرصة ممكنة، وسط حديث عن توافقات بين الأطراف السُّنية لتقديم أكثر من مرشح خلال الأيام المقبلة".