أسعار الذهب تغري المستثمرين مع تراجع الدولار وعوائد السندات

نيويورك - ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين الخميس مما يؤكد أنها أغرت المستثمرين مع تراجع قيمة الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية وسط مؤشرات على تراجع سوق العمل، وعزز هذا الأمر توقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي) لأسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، فيما يترقب المستثمرون بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية.
وزاد سعر المعدن الأصفر بمقدار 0.4 في المئة ليصل إلى 2363.03 دولار للأوقية (الأونصة)، في حين ارتفعت قيمة العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 2381.80 دولار.
وقال كارلو ألبرتو دي كاسا محلل الأسواق لدى كينيسيس موني لوكالة رويترز إن “الذهب يتلقى دفعة بفعل توقعات تراجع الاقتصاد الأميركي ورغبة الاحتياطي الفيدرالي في تيسير السياسة النقدية على مدى الأشهر القليلة المقبلة”.
ولا يتوقع دي كاسا موجة أخرى من ارتفاع الأسعار “لأننا شهدنا بالفعل واحدة خلال الجزء الأول من هذا العام. ومع ذلك، فإن حقيقة أن بوسع الذهب البقاء فوق مستوى 2300 دولار للأوقية أمر غير معتاد”.
وحظي معدن الذهب بأفضلية من البنوك المركزية حول العالم، لمواجهة التضخم المرتفع على مدار أكثر من عامين، رافقه تصاعد في المخاطر الجيوسياسية، سواء في شرق أوروبا أو الشرق الأوسط رغم أسعاره التاريخية.
ووفق بيانات أولية لمجلس الذهب العالمي، فإن مشتريات البلدان من الذهب لجميع الاستعمالات بلغت أكثر من 1100 طن خلال الربع الأول من 2024، وهي قريبة من مستوياتها قبل عام.
وتحقق هذا الاستقرار، رغم تسجيل أسعار الذهب في الفترة بين شهري يناير ومارس الماضيين، مستويات قياسية غير مسبوقة، واستمرت حتى أبريل الجاري، فوق 2450 دولارا للأونصة.
ويستخدم الذهب، سواء كمجوهرات أو كاحتياطي لدى البنوك المركزية إلى جانب بقية الاحتياطات الأخرى، وقد يستخدم في صناعة أجزاء التكنولوجيا، أو في صناديق التداول.
وكان 2023، عاما آخر من عمليات الشراء القوية التي قامت بها البنوك المركزية، إلى جانب الاستهلاك المرن للمجوهرات.
وبلغ الطلب السنوي على الذهب مستوى 4899 طنا، وهو أعلى مستوى مسجل على الإطلاق رغم ارتفاع أسعار المعدن الأصفر، وفق بيانات مجلس الذهب العالمي.
وحافظت عمليات شراء البنوك المركزية على وتيرة سريعة، حيث بلغ صافي المشتريات السنوية نحو 1037 طنا تقريبا، أقل بمقدار 45 طنا فقط عن الرقم التاريخي المسجل في 2022.
مشتريات البلدان من الذهب لجميع الاستعمالات بلغت أكثر من 1100 طن خلال الربع الأول من 2024
وتظهر بيانات مجلس الذهب العالمي وصندوق النقد الدولي أن صافي احتياطات الذهب لدى البنوك المركزية بلغت خلال شهر أبريل الماضي، قرابة 36 ألف طن.
وظلت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوياتها في أكثر من شهرين بعد أن أشارت بيانات صدرت هذا الأسبوع إلى تباطؤ سوق العمل في الولايات المتحدة.
وتترقب الأسواق الآن بيانات الوظائف غير الزراعية الجمعة للمزيد من المؤشرات.
ووفقا لتوقعات أغلبية الخبراء الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز آراءهم، فإن من المرجح أن يخفض الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة الرئيسية في سبتمبر المقبل ومرة أخرى خلال العام الجاري.
ويقلل انخفاض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائدا.
وقال دي كاسا إن “الشيء الوحيد الذي يمكن أن يضغط على الذهب في الوقت الراهن هو عودة التضخم للارتفاع في الولايات المتحدة”.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية واحدا في المئة إلى 30.32 دولار للأوقية. وارتفع البلاتين 0.3 في المئة إلى 994.89 دولار وزاد البلاديوم 0.3 في المئة إلى 933.95 دولار.