أسر مصرية تداعب فأر الأقداد لغلاء أثمان القطط والكلاب

برر البعض الإقبال على اقتناء الهامستر بجمال شكله مع ضآلة حجمه ولونه الأبيض ما يجعله (لطيف وكيوت) بحسب ما تصفه الفتيات الصغيرات، كذلك رخص سعر شرائه مقارنة بأسعار القطط والكلاب التي تنتمي لسلالات معروفة والتي تصل إلى آلاف الجنيهات، حيث يتراوح سعره من 50 حتى 100 جنيه (نحو 7–14 دولارا)، ما زاد من نسبة الإقبال على شرائه، بعد أن بات متوفرا بنسبة كبيرة لدى محال بيع الحيوانات الأليفة والطيور.

الهامستر أو الأقداد في اللغة العربية، ينتمي لعائلة القوارض، وتعد أغلب الأقداد الموجودة اليوم من سلالة مباشرة من الأقداد البرية التي كانت في صحراء الشرق الأوسط.

وأوضح الدكتور سعد نويتو الأستاذ بالمركز القومي للبحوث في مصر، لـ"العرب"، أنه يعيش حتى 4 أعوام، ويتغذى على اللحوم والأعشاب، فضلا عن كونه حيوانا غزير الإنتاج، حيث تلد أنثاه كل أربعة أشهر من 5 حتى 12 مولودا.

وجوده داخل القفص الخاص به، يعد من أهم وسائل التسلية لدى الأطفال، الذين يقضون ساعات طويلة يتابعون حركاته، وهو يقفز ويلف ويدور ويأكل، كأنهم يشاهدون أحد أفلام الكرتون، كما أن حمله سهلا، بعكس القطط والكلاب.

الأقفاص أو الأحواض الزجاجية، من أفضل الأماكن لإيواء الهامستر، كونها أسهل من حيث التنقل، كما أنه يستعملها في التسلق، ويلفت نويتو إلى أنه من الأفضل تربية الهامستر داخل القفص، حتى لا يحفر في الأرضيات صانعا بيته، كونه من القوارض التي تعشق العيش في الجحور.

لكن الأمر ليس مجرد قفص من أربع قطع خشبية أو معدنية أو حتى زجاجية، يأوي داخله حيوان غير عاقل، إنما تنوعت الأقفاص لدرجة جعلت من اختيار أحدها قرارا لا يقل في خطورته الإستراتيجية عن شراء أثاث العرائس.

وكشف محمود الأبيض، أحد أصحاب محلات بيع الحيوانات والطيور، أن بعض أقفاص تربية الهامستر، يضم عدة أدوار وأنفاق وسلالم، لكن الأحواض الزجاجية توفر النظافة وتؤمن عدم تطاير الأوساخ إلى الخارج، إضافة إلى أنها توفر رؤية أوضح، ويبدأ سعر القفص من 100 جنيه (حوالي 14 دولارا).

رغم أن الأقداد حيوان قزم، لكن يجب توفير مساحة لا تقل عن 80 بوصة نظرا لنشاطه الكبير، كما يجب وضع نشارة خشبية في أرضية القفص لتلافي انبعاث الروائح الكريهة، على ألا تكون تلك النشارة من خشب الصنوبر، حتى لا تؤثر على كبد الحيوان وجهازه التنفسي.

مثله مثل بعض الأطفال الصغار يتميز الأقداد بفرط الحركة، ويقول محمود أنه يتمكن من الجري لمسافات طويلة في المكان نفسه، وهناك من يعشقون وضعه داخل كرات بلاستيكية تسمح له بالحركة داخلها دون التعرض للمخاطر كالدهس مثلاً، لكن يجب عدم وضعه داخلها مدة تزيد عن نصف ساعة حتى لا تنتابه حالة قيء من كثرة الحركات الدائرية.

لون الهامستر وحجمه الصغير، سر عشق الأطفال له حيث أن كبير الحجم منه لا يعد مزعجا على الإطلاق، وهي الميزة التي تستغلها الزوجات لإقناع أزواجهن باقتنائه.

وأشار دكتور نويتو أن هناك اعتقادا لدى البعض، بأن تربية الحيوانات داخل البيت تنمي الشعور بالمودة والرفق بالحيوان لدى الأطفال.

وأكد محمود الأبيض أن الإقبال غير الطبيعي على شراء حيوانات الهامستر في السنوات الأخيرة أصبح ظاهرة، ما جعله حريصا على الاحتفاظ بأعداد منه بشكل دائم، ودفعه ذلك لشراء مجموعة كبيرة منه، لأن بعض الزبائن يشترون اثنين أو ثلاثة فئران، كما أن هناك آخرين يقصدون المحل لشراء قطة أو كلب، لكنهم يغيرون رأيهم بمجرد رؤيته، مشيرا إلى أن اللون الأبيض أكثر الألوان جاذبية، ما يجعل الطلب عليه وفيرا من قبل المشترين.

قائمة شراء الحيوانات الأليفة، احتلها الأقداد خلال السنوات الأخيرة وفقا لرغبات الزبائن، إما باعتباره تقليعة جديدة، يلجأ إليها البعض لتقليد جار أو صديق، أو لأنه أصبح أحد أهم هدايا أعياد الميلاد والمناسبات، بعد لفه بالشرائط الملونة اللامعة ووضعه في أقفاص مزينة. ويعد الأقداد مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا لأصحاب المحلات، حيث أنه كثير التزاوج، ويدر هامش ربح كبيرا.

حالة العشق التي تتملك البعض تجاه اقتناء الهامستر، لم تمنع وجود محاذير طبية من تربيته، حيث يؤكد الأطباء أنه ينقل عدة أمراض، مثل الأمراض الجلدية والديدان المتسببة في مرض السالمونيلا، فضلا عن كونه مسببا للعديد من حالات التسمم الغذائي.

ويحذر الأطباء أيضا من تعرض أي شخص لقضمة من أسنانه، وأوصوا في هذه الحالة بضرورة الإسراع بتناول مضاد حيوي، خاصة أنه حامل لمرض السعار أحيانا.

وأضاف الدكتور سعد أن تربية هذا الحيوان تتطلب عناية خاصة مع الحرص على النظافة وغسل اليدين عقب الإمساك به، لتقليل مخاطر الإصابة، لأنه ناقل جيد للعدوى بكل أنواعها، لذا يجب على المربي منحه التطعيمات الدورية، لأن هناك بعض الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان والتي دائما ينقلها الحيوان.