أسر الشباب ضحايا محاولات العبور إلى أوروبا: خنقتهم حماس فهربوا

خان يونس (قطاع غزة)- انضم الآلاف من الأشخاص الأحد إلى جنازات ثمانية شبان فلسطينيين غرقوا قبالة سواحل تونس قبل شهرين تقريبا أثناء محاولتهم الإبحار إلى حياة جديدة في أوروبا.
وترددت أصداء حوادث الغرق في مختلف أنحاء غزة ولفتت الانتباه إلى الظروف القاسية في القطاع بعد حصار إسرائيلي – مصري استمر 15 عاما، لكنها أثارت أيضا بعض الانتقادات العلنية النادرة لحركة حماس الحاكمة.
وقالت نهيلة شعث التي كان ابنها آدم البالغ من العمر 21 عاما من بين الغرقى “الحكومة التي تحكمنا هنا هي السبب. يقع اللوم عليها. إنها السبب. ألوم جميع المسؤولين هنا الذين لا يهتمون بالشباب ولا يوفرون لهم فرص عمل”.
وفرضت إسرائيل ومصر الحصار بعد أن انتزعت حماس السيطرة على غزة من السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا في عام 2007.
◄ حوالي 360 شخصا من غزة إما لقوا حتفهم أو فقدوا في البحر المتوسط على متن سفن التهريب منذ عام 2014
وتقول إسرائيل إن الإغلاق، الذي يقيد حركة الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع، ضروري لمنع حماس من تسليح نفسها. ووصفت إسرائيل وحلفاؤها الغربيون حماس بأنها جماعة إرهابية.
وقد خنق الحصار اقتصاد غزة، حيث تحوم البطالة حول معدل 50 في المئة، وعادة ما يسارع السكان إلى إلقاء اللوم على إسرائيل في الظروف الصعبة. لكنْ بدأت العائلات تشكو من قيادة حركة حماس تشكيات متزايدة، مشيرة إلى الضرائب المرتفعة وحكم الحركة القاسي ومغادرة عدد متزايد من القادة -بمن فيهم زعيمها إسماعيل هنية- الذين انتقلوا إلى الخارج للعيش مع عائلاتهم في أماكن أكثر راحة.
وتقول شعث “أطفالنا يغرقون في البحر وأطفالهم يستمتعون بالرفاهية. كيف يكون الظلم إذًا؟”.
وكان الشباب الثمانية الذين دفنوا يوم الأحد، وجميعهم من بلدة خان يونس الجنوبية، من بين حوالي عشرين فلسطينيا غرقوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية وهم في طريقهم إلى أوروبا.
وفي السنوات القليلة الماضية لقي آلاف المهاجرين من البلدان الفقيرة، أو تلك التي مزقتها الحروب في أفريقيا والشرق الأوسط وأفغانستان، حتفهم خلال العبور الخطير للبحر المتوسط.
وقالت السيدة شعث إن ابنها درس تصفيف الشعر لكنه لم يتمكن من العثور على وظيفة لائقة. حتى عندما تم تعيينه في صالون حلاقة محلي، كان يكسب 10 شيكل فقط (حوالي 3 دولارات) في اليوم.
وتساءلت مستنكرة “لو كان هناك عمل هنا لهؤلاء الشباب الحزانى، هل كانوا سيغادرون ويهاجرون؟”.
واتبع آدم طريقا سلكه الآلاف قبله، حيث فر إلى تركيا، وهي واحدة من الدول القليلة التي تقبل الفلسطينيين من غزة، في رحلة محفوفة بالمخاطر تهدف إلى الوصول إلى أوروبا.
◄ العائلات في غزة بدأت تشكو من قيادة حركة حماس تشكيات متزايدة بسبب الضرائب المرتفعة وحكم الحركة القاسي
من تركيا، ذهب إلى مصر ثم إلى ليبيا. وقالت العائلة إنها فقدت الاتصال به في 4 أكتوبر، متمسكة بأمل أن يكون قد تمكن بطريقة ما من الوصول إلى بلجيكا. لكن الأخبار السيئة جاءت في 24 أكتوبر: كان على متن قارب غرق قبالة سواحل تونس.
ووِفقا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وهو منظمة غير ربحية ومقرها جنيف، فإن حوالي 360 شخصا من غزة إما لقوا حتفهم أو فقدوا في البحر المتوسط على متن سفن التهريب منذ عام 2014.
وأعيدت جثث الفلسطينيين الثمانية الذين كانوا على متن قارب آدم إلى غزة الأحد عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. وحملت ثماني سيارات إسعاف الجثث إلى المستشفى حيث انضم الآلاف من الأشخاص إلى جنازة جماعية.
وانقسم الموكب إلى جنازات أصغر حيث أخذت كل عائلة ابنها إلى المنزل لتوديعه الوداع الأخير قبل الدفن.
ودفنت عائلة أخرى، عائلة الشاعر، ابنها محمد البالغ من العمر 21 عاما. لكن شقيقه الأصغر ماهر (20 عاما) لا يزال مفقودا. وكان الأخوان على نفس القارب المنكوب.
ولامت والدتهما أمينةُ حماسَ على حالة البؤس التي تعيشها الأسرة، وقالت “ماذا نرى في غزة؟ نحن لا نرى سوى القمع. إنهم يخنقون الشباب، ويهرب الشباب بسبب اختناقهم”.