أسبوع فيلم المرأة يبحث قضايا التنمية المستدامة

عمان - تعيش العاصمة الأردنية عمان طوال الأسبوع الجاري على وقع الدورة العاشرة من أسبوع فيلم المرأة، الذي تنظمه هيئة الأمم المتحدة للمرأة، احتفاء باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من شهر مارس من كل عام.

وتعقد الدورة التي تنظم بالشراكة مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام هذا العام تحت شعار “المساواة المبنية على النوع الاجتماعي من أجل غد مستدام”، وذلك تقديرا لدور المرأة ومساهمتها في مهمة التكيف مع قضايا التغير المناخي، والتخفيف من حدته والاستجابة لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع، ويشارك فيها أفلام من العديد من دول العالم منها مصر وبنما ونيجيريا وفرنسا.

ووفقاً لـ”الهيئة الملكية الأردنية للأفلام”، يعرض المهرجان أفلام “دراجات مقابل سيارات” و”تراب أحمر”، و”سونو” و”توكتوك” و”موندو” و”وومِن فلاينغ دريمز” وكانو بوتانيك غاردن: ريكونيكتنغ بابليك تو نيتشر”. كما يعرض أفلام “خسارة ألاسكا” و”من المطبخ إلى البرلمان”. و”يوهانا دونال – الرؤية النسوية” و”النمل والجرادة”.

الدورة العاشرة تنعقد تحت شعار "المساواة المبنية على النوع الاجتماعي من أجل غد مستدام"، وذلك تقديرا لدور المرأة

وفي حفل انطلاق الدورة في مركز الحسين الثقافي، قالت الأميرة بسمة بنت طلال بن الحسين، سفيرة النوايا الحسنة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة إن مخاطر التغير المناخي باتت تهدد نمط الحياة حول العالم، وتهدد بشكل أكبر حياة المرأة في الكثير من المجتمعات حول العالم، في ظل انتشار الفقر والبطالة، والحرمان من الرعاية الصحية والحقوق الأساسية والعنف في غياب الاستقرار، ما يحتم على الجميع الالتزام بوقفها والحد منها.

وتابعت أن مخاطر التغير المناخي أصبحت ظاهرة في المنطقة، حيث تشهد العديد من الدول العربية ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، وارتفاعا في مستوى سطح البحر، وشحا في المياه أدى إلى تصحر مساحات شاسعة من الأراضي.

وأكدت أن النساء في العالم يقفن في الطليعة لبذل الجهود للحد من التغير المناخي، مشيرة في هذا الإطار إلى العديد من الجمعيات النسائية الأردنية التي تستخدم أسلوب الزراعة المائية لإنتاج المحاصيل للتغلب على مشكلة نقص المياه، فيما تسعى النساء عبر العالم لتحدي تأثير التغير المناخي عبر إيجاد أنماط حياة مختلفة.

وأعربت عن شكرها لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والهيئة الملكية الأردنية للأفلام للاحتفاء بيوم المرأة، والمواظبة على إقامة هذا المهرجان الثقافي منذ 13 عاما لتسليط الضوء على حقوق المرأة وتمكينها، وعرض العديد من القصص المؤثرة والناجحة حول العالم في هذا المجال.

وأكد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية ورئيس اللجنة الوزارية لتمكين المرأة موسى المعايطة، أهمية الإعلام والسينما في تسليط الضوء على قضايا المرأة والتأثير على ثقافة المجتمع وقناعاته بأهمية دور المرأة في المجتمع.

وقال المعايطة إن الأردن شهد تطورا مهما للمرأة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لافتا إلى أهم التغييرات التي طرأت على القوانين والتشريعات الأردنية بهدف تمكين المرأة والشباب في مختلف القضايا وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة والسياسية، والتشجيع على انخراطها في الأحزاب السياسية.

وشدد المعايطة على ضرورة أن تناضل المرأة من أجل إنهاء مختلف أنواع التمييز وأشكاله، داعيا إلى تضافر جميع الجهود المحلية والدولية لتحقيق المساواة والعدالة والسلام وإيقاف كل أشكال التمييز في جميع أنحاء العالم.

وأكد مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند البكري أهمية الأفلام والسينما في تسليط الضوء على مساهمات النساء في جميع المجالات، مبينا أن المرأة تلعب دورا رائدا ورئيسا في إدارة المجتمع وتحمل شؤونه، داعيا إلى ضرورة تمكينها وحمايتها من كل أشكال التمييز ضدها.

ونوه البكري بعدد من المخرجات والمنتجات والفنانات الأردنيات الناجحات والقديرات اللواتي امتهن صناعة الأفلام بكل ثقة، مبينا أن الهيئة ترحب في هذا الإطار، بأية مبادرة تسهم بزيادة التوعية بدور المرأة ومكانتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، وفي مكافحة أشكال التمييز في حقها أو التقليل من شأنها.

وأشاد المنسق المقيم لهيئة الأمم المتحدة في الأردن ومنسق الشؤون الإنسانية بالإنابة غلام محمد زي، بالجهود التي يبذلها الأردن لتعزيز دور المرأة وتمكينها، مؤكدا أهمية هذا النهج الحكومي، ودعمه بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، لإطلاق واكتشاف الطاقات الكامنة للمرأة، وتعزيز دورها في صناعة القرار والتغيير، دعما لجهود التطوير والتحديث وتعزيز المسيرة التنموية الشاملة.

ونوه بأن الأردن كان من أول دول المنطقة التي قامت بوضع إجراءات وسياسات للحد من التغير المناخي، لافتا إلى أهمية دور المرأة في هذا الشأن علاوة على قطاعات الشباب والإعلام.

وقدم ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن زياد الشيخ شكره لدعم وجهود الأردن لقرارات الأمم المتحدة حول قضايا المساواة والمرأة وتمكينها في جميع المجالات، مثنيا على جهود الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وتعاونها مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تنظيم أسبوع الأفلام الذي يسلط الضوء على قضايا المرأة.

ولا يقتصر المهرجان على العروض السينمائية بل اختار الانطلاق بعقد ندوة شاركت فيها المنتجة ديما عازر والممثلة سلسبيلا البرايسة وأدارتها المديرة الفنية للأسبوع المخرجة غادة سابا، وتناولت حضور المرأة وقضاياها في صناعة الدراما المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، وأهمية الوعي بدور المرأة بإحداث التغيير في المجتمع على مختلف الأصعدة لا سيما في الإعلام وصناعة الدراما.