أسبوع بعد نوبل مبيعات كتب هان كانغ تتجاوز المليون نسخة

الإقبال الكبير على الكتب يؤكد مكانة الجائزة وما تحققه من مقروئية واسعة لكل من يتوج بها على مر تاريخها.
الخميس 2024/10/17
كاتبة تحقق مجدا استثنائيا

سيول - تجاوز عدد نسخ روايات الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ التي تم بيعها بعد فوزها الأسبوع الماضي بجائزة نوبل في الأدب أكثر من مليون نسخة، وهو ما يمثل علامة فارقة جديدة في تاريخ النشر الكوري، بحسب ما ذكرته وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية.

وأشارت الوكالة إلى أن مبيعات رواياتها منذ فوزها بالجائزة وصلت إلى 1.03 مليون نسخة عبر متاجر التجزئة الرئيسية على الإنترنت وخارجها، في ما تشير التقديرات إلى أن مبيعات الكتب الإلكترونية تجاوزت 70000 نسخة.

وتعد أعمالها هان كانغ “أعمال الإنسان” (Human Acts) و”النباتية” (The Vegetarian) و”لا نقول وداعا” (We Do Not Part) من بين الكتب الأكثر مبيعا.

وحققت هان كانغ التي كرست نفسها للفن والموسيقى أيضا، إلى جانب الكتابة، إنجازا يوم الخميس الماضي عندما أصبحت أول شخصية كورية جنوبية، وأول امرأة آسيوية تفوز بجائزة نوبل في الأدب.

وحصلت كانغ على الجائزة عن “نثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف عن هشاشة الحياة البشرية”، بحسب بيان جائزة نوبل.

التتويج بالجائزة الأدبية الأهم عالميا يجعل هان كانغ الأكثر مقروئية في هذه الفترة التي ستشهد فيها انتشارا واسعا

ولاحظت الأكاديمية السويدية أن “أعمال كانغ تتميز بهذا التعرض المزدوج للألم، والتوافق بين العذاب العقلي والعذاب الجسدي، في ارتباط وثيق بالفكر الشرقي”.

وبذلك، كافأت جائزة نوبل للآداب شخصية أدبية من منطقة في العالم غير أوروبا أو أميركا الشمالية، مع أن كتابا منتمين إلى الثقافة الغربية يهيمنون عادة عليها إلى حد كبير.

وقال السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية ماتس مالم “لقد تحدثت معها بالهاتف. كانت تقضي يوما عاديا، وانتهت للتو من تناول العشاء مع ابنها. لم تكن مستعدة حقا لهذا الأمر، لكننا بدأنا الحديث عن الاستعدادات لشهر ديسمبر”، موعد تسليم الجائزة.

وقال رئيس لجنة نوبل أندرس أولسون للصحافيين إن الكاتبة المولودة في 27 نوفمبر 1970 في غوانغجو بكوريا الجنوبية، تتمتع “بوعي فريد بالروابط بين الجسد والروح، وبين الأحياء والأموات، ومن خلال أسلوبها الشعري والتجريبي، تعتبر مبتكرة في مجال النثر المعاصر”.

وحققت كانغ نجاحا عالميا بروايتها “النباتية” عام 2007. ويصور الكتاب المؤلف من ثلاثة أجزاء العواقب العنيفة لرفض بطلة الرواية يونغ هاي أكل اللحوم، مما جعل محيطها ينبذها بقسوة.

وتروي الكاتبة في هذه القصة كيفية استغلال يونغ هاي “شهوانيا” من قبل صهرها فنان الفيديو.

ويتبع القارئ بعد ذلك الانزلاق التدريجي للشخصية الرئيسية إلى الذهان الذي سيقودها إلى مصحة للمصابين بأمراض نفسية.

ورأت عضو الأكاديمية آنا كارينا بالم أن “ثمة استمرارية لافتة في المواضيع التي تتناولها” هان كانغ، لكنها رصدت “في الوقت نفسه تنوعا هائلا في الأسلوب يجعل من كل كتاب بعدا جديدا أو تعبيرا جديدا عن هذه المواضيع الأساسية”.

Thumbnail

وبعد تتويجها بالجائزة الأدبية الأكبر في العالم نفدت كتبها من معظم مكتبات كوريا الجنوبية. فبعد وقت قصير من الإعلان عن منحها الجائزة الخميس الماضي، وكان الوقت في سيول عصرا، حتى شهدت المواقع الإلكترونية للمكتبات الكبرى في كوريا الجنوبية إقبالا كثيفا.

وسرعان ما احتلت أعمال هان كانغ المراكز العشرة الأولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعا لسلسلة متاجر “كيوبو” التي باعت 60 ألف نسخة من كتبها في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي، أي أكثر بـ451 مرة من اليوم السابق.

وقال الناطق باسم “كيوبو” كيم هيون جونغ “نحن سعداء جدا. من المذهل أن نرى هذا العدد الكبير من الناس دفعة واحدة يرغبون في قراءة كتب”، مفسرا حماسة الناس لشراء كتب كانغ بأنها الأولى باللغة الكورية تنال جائزة نوبل الآداب.

وارتفعت بنسبة قاربت 30 في المئة أسعار أسهم المكتبات عبر الإنترنت على غرار “يس 24” و”ميلي سيوجاي” الجمعة الماضي، مما أدى إلى تعليق التداول بها.

وأشار ناطق باسم “يس 24” في تصريح له إلى بيع نحو 80 ألف نسخة من ثلاثة كتب لهان كانغ فقط بعد يوم واحد من تتويجها.

وفي متجر “كيوبو” بوسط سيول، وضعت لافتة توضح أن كل كتب هان كانغ باللغة الكورية بيعت، ولم يتبق على الرفوف سوى عدد قليل من الطبعات باللغة الإنجليزية.

وقال والد المؤلفة هان سونغ وون، وهو روائي أيضا، إنه فخور جدا بابنته، واصفا كل واحدة من رواياتها بأنها “تحفة فنية”.

وباتت هان كانغ واحدة من 18 امرأة حصلن على جائزة نوبل الآداب من بين 121 فائزا بها منذ إنشائها.

ويؤكد هذا الإقبال الكبير على الكتب مكانة الجائزة وما تحققه من مقروئية واسعة لكل من يتوج بها على مر تاريخها، وهي ما يعتبر التتويج الحقيقي لأي كاتب يحلم أن يتوج مسيرته بها.

13