أسانج يبدأ معركته الأهم لتجنّب الإعدام في الولايات المتحدة

لندن - بدأ جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس معركته لتجنّب ترحيله من بريطانيا وتسليمه إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك خلال مثوله أمام المحكمة الخميس.
وكانت الحكومة الأميركية قد اتهمت أسانج (47 عاما)، أسترالي الجنسية، بالتآمر مع محللة المعلومات الاستخباراتية السابقة في الجيش الأميركي تشيلسي مانينغ، من أجل تسريب وثائق سرية عام 2010 ويمكن أن يعاقب بالسجن خمس سنوات.
لكنّ داعمي أسانج يخشون من أن توجه إليه بعض التهم الأخرى عندما يصبح على الأراضي الأميركية.
وقالت محامية أسانج إن موكلها يعتزم التصدي لقرار تسليمه، وذلك بعد أن أصدرت محكمة مختلفة حكما بسجنه 50 أسبوعا الأربعاء بانتهاك شروط الإفراج عنه بكفالة. وتتعلق هذه القضية بطلب تسليم آخر من السويد، على خلفية اتهامه بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، وهي التهم التي تم إسقاطها لاحقا.
وقالت المحامية جينفر روبنسون للصحافيين “منذ عام 2010 ونحن نقول إن الخطر حقيقي، والآن لدينا طلب تسليم مؤقت من الولايات المتحدة الأميركية”. وأضافت “تركيزنا الآن هو محاربة طلب التسليم”.
ونظمت مظاهرات لدعم أسانج في لندن وبرلين وباريس الخميس بالتزامن مع بداية إجراءات ترحيله في بريطانيا.
ونظر القضاء البريطاني الخميس في طلب الولايات المتحدة تسليمها مؤسس موقع ويكيليكس الذي تعتبره واشنطن تهديدا لأمنها.
وكان أسانج هرب من القضاء في 2012 ولجأ إلى سفارة الإكوادور في لندن، حيث حصل على لجوء سياسي في المبنى. وقد اقتادته الشرطة البريطانية من السفارة بعلم من سلطات الإكوادور في 11 أبريل الماضي.
وأكد أسانج أنه تهرّب من القضاء البريطاني بدافع الخوف ليس من تسليمه إلى السويد، بل إلى الولايات المتحدة ليواجه فيها حكما بالإعدام بسبب نشره وثائق سرّية أميركية.
وخلال جلسة في المحكمة الأربعاء، أكد محاميه مارك سامرز أن موكله قام بذلك بدافع “الخوف” من تسليمه إلى الولايات المتحدة، مطالبا بشروط تخفيفية بسبب وضعه “المختلف وغير العادي”.
وقال أسانج في رسالة إلى المحكمة تلاها محاميه في الجلسة “أعتذر بلا تحفظ من الذين يرون أنني قصّرت في احترامهم”. وأضاف “فعلت ما كنت أعتقد أنه الأفضل في تلك الفترة وربما الأمر الوحيد الذي كان يمكنني القيام به”. ورأت القاضية ديبورا تايلور أن أسانج “باختبائه عمدا في سفارة الإكوادور استغل موقعه لازدراء القانون”.
وعاد أسانج ليمثل أمام القضاء الخميس في “المعركة الأهم”، كما قال كريستن هرافنسون رئيس تحرير ويكيليكس. وصرح هرافنسون أن الأمر “قد يكون مسألة حياة أو موت”.
وكان الأسترالي كسب سمعة بطل حرية المعلومات في نظر الجمهور العريض في العام 2010 عندما نشر موقع ويكيليكس أكثر من 700 ألف وثيقة عن النشاطات العسكرية والدبلوماسية الأميركية. لكن انتقادات ظهرت بسرعة، حيث أدانت صحف عريقة أسلوب منصته التي يمكن أن “تعرّض بعض المصادر للخطر” بنشرها برقيات لوزارة الخارجية الأميركية دون تنقيح. ومعظم الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس جاء على حساب الولايات المتحدة وفي أغلب الأحيان لمصلحة روسيا.
وقال المحامي المتخصص في قضايا الاسترداد والتسليم بين كيث، إن المعركة القضائية التي بدأها أسانج لا تتمتع بفرص كبيرة للنجاح وقد تستمر بين 18 شهرا وسنتين.
وفي بريطانيا تثير القضية انقساما. فزعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن يعارض تسليم أسانج. أما وزير الخارجية جيريمي هانت، فيرى أن أسانج “ليس بطلا”، فيما أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن “لا أحد فوق القانون في المملكة المتحدة”.