أسامة عباس مبدع بوجوه متعددة

القاهرة - أقام المهرجان القومي للمسرح المصري ندوة لتوقيع كتاب المؤلف محمد عبدالرحمن بعنوان "أسامة عباس: الإبداع بوجوه متعددة"، الذي يؤرخ لسيرة الفنان المصري أسامة عباس، ويتطرق إلى فصول من تجربته في المسرح والسينما والتلفزيون.

وقال مدير الندوة الناقد والشاعر محمد بهجت إن “المتابع لمسيرة الفنان أسامة عباس يجدها ثرية جمعت بين المبالغة الكاريكاتيرية في الأعمال الكوميدية والتلون من شخصية لأخرى في المسرح والتلفزيون والسينما، وقد وجدت نقل هذا الثراء للكتاب ليس فقط من خلال المعلومات القيمة ولكن أيضا من خلال استعانته بشهادات عدد من الفنانين الذين تتلمذوا علي يده وعملوا معه”.

وعلق محمد عبدالرحمن مؤلف الكتاب قائلا “سعيد جدا باختياري للكتابة عن قامة كبيرة من قامات الفن كالفنان أسامة عباس، ورغم المعوقات التي واجهتها في البحث عن أرشيف أعمال الفنان إلا أن هناك العديد من الأشخاص الذين لهم دور كبير في إمدادي بالمعلومات الموثقة لإعداد هذا الكتاب، وقد وثقت تجربته الكبيرة وأعتبره الجوكر نظرا لتنفيذه مساحات مختلفة من الشخصيات، لذلك أطلقت على أحد فصول الكتاب “جوكر من الهامش”، فرغم أنه لم يقم بدور أول إلا أن أعماله تظل منوعة وسجلت بصمات في تاريخ الفن، عبر مسيرة بدأت عام 1969 من خلال المسرح مع التحاقه بفرقة ثلاثي أضواء المسرح، كانت كل أدواره منحصرة في الكوميديا آنذاك، ثم ظهر في أعمال عدة في الدراما ما بين عامي 1979 و2014، لم يتوقف عاما عن العمل”.

وأضاف “قدم أسامة عباس كل الأنواع، وحتى في أدوار الشر تعلق به الناس وظل في الذاكرة الجمعية للجمهور. سعيت إلى تحليل أعماله ومراحل تجربته الفنية، وأهم شيء لمسته خلال بحثي هو مواقفه الإنسانية مع زملائه في العمل فقد كان خير داعم بأخلاقه الراقية”.

من جانبه قال المهندس محمد، ابن الفنان أسامة عباس، “في البداية أشكر إدارة المهرجان علي هذا التكريم، وسيرة والدي وسام على صدري في أن أجد كل هذا الكم من الحب الذي يحمله الناس له، ولعل هذا ثمار مجهود سنين حتى يصل إلى ما وصل إليه، حيث كان في بداية حياته يجمع بين عمله كمحام في شركة النصر للتلفزيون صباحا والمسرح ليلا، وكنا لا نراه لأيام وكان وجوده معنا في البيت مهما جدا، لكن والدتي كانت متفهمة للأمر لذلك كانت تعوض غيابه عنا. كانت المسلسلات نافذة لمعرفة الجمهور له خاصة فوازير رمضان لثلاثي أضواء المسرح، حينها وجد فرصة للتفرغ للتمثيل واستقال من وظيفته”.

واستطرد قائلا “لعل حب الفن ورثه والدي من جدتي التي كانت تملك جهاز سينما في البيت، وجدي الذي كان يملك مكتبة تجمع بين الكتب التاريخية والمجلات واستكملها بعدة مجلدات وكتب هامة ما بين التاريخ والثقافة والسياسة. ومن حسن حظنا كانت لدينا الفرصة لأن نلتقي بكبار الفنانين والكتاب والمؤرخين في بيتنا وأن نحاورهم، لقد عشت طفولة ثرية مع أب مثقف”.

يذكر أن الفنان أسامة عباس ولد في عام 1939، وحصل على شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة القاهرة دفعة عام 1961، وكانت بدايته في التمثيل عام 1964، واستطاع طوال مسيرته الفنية أن يمزج بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وأن يجد لنفسه مساحة واسعة بين الشخصيات على الشاشة.

وكان الفنان من بين الأسماء التي اختار المهرجان القومي للمسرح المصري تكريمها في حفل افتتاح دورته السابعة عشرة التي تحمل اسم الفنانة سميحة أيوب.

وقال مدير المهرجان الممثل محمد رياض إن “المهرجان شُرف باختيار تكريم أسامة عباس، وأنا سعيد على المستوى الشخصي بهذا التكريم وخاصةً لأن أعمالا ومواقف كثيرة لا تنسى جمعتني بأسامة عباس، فهو شخصية فريدة على المستوى الفني والإنساني، كنت أحب أن أتكلم معه وأستمع لتجاربه الشخصية العظيمة والمُلهمة التي تستحق التكريم والدراسة”.