أسئلة عن "حج الميتافيرس" تتحول إلى نقاش ديني واسع على تويتر

واجهت الإعلامية لميس الحديدي على مواقع التواصل الاجتماعي هجوما شرسا بعد طرحها نقاشا حول «حج الميتافيرس» في برنامجها التلفزيوني. ورغم توضيحها أن ما ورد لا يعبر عن رأيها تواصل الجدل.
القاهرة - تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو طرحت خلاله الإعلامية المصرية لميس الحديدي تساؤلا حول الدعوات للاستناد إلى التقنيات الحديثة لأداء فريضة الحج، قائلة إنه “ليس رأيها، حتى لا يقول البعض إنني أريد الحج بالميتافيرس”.
وطرحت الحديدي هذا التساؤل خلال البرنامج الذي تقدمه على قناة “أون.تي.في” التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المملوكة للدولة، حيث قالت “لماذا لا نجعل الحج بالميتافيرس؟ لماذا لا يكون الحج أونلاين؟ لماذا لا نجعله بالزوم، هذه الأمور تطورت، لماذا يجب أن نلف حول الكعبة 7 مرات؟”.
وطاف المقطع المجتزأ مواقع التواصل الاجتماعي وسط استنكار واستهجان واتهامات للحديدي بمخالفة الشريعة وابتداع طقوس جديدة، وجاء في تغريدة:
وسخر مغرد من الطرح نفسه:
وكتب ناشط:
واستنكرت مغردة:
وردت الحديدي على الإساءات التي طالتها بتوضيح حقيقة تصريحاتها ونشر مقطع الفيديو الأصلي، وقالت:
وذكر ناشطون أن شبكة رصد وصفحات أخرى تابعة لجماعة الإخوان، من أوائل من نشر تصريحا منسوبا إلى الحديدي استنادا إلى مقطع الفيديو المجتزأ من صياغه في البرنامج.
وأوضح متابعون بعد انتشار الضجة حول المقطع أن الإعلامية لم تطالب بأداء مناسك الحج عبر الميتافيرس أو برنامج زوم، ولكن كانت تطرح أسئلة الشباب لآبائهم على ضيفها، وطرق الرد الإيجابية على مثل تلك الأسئلة التي تدور في ذهن بعض الشباب، وذلك لبيان فلسفة الحج.
وقالت الحديدي “كل الجيل الجديد يفكر، وعلينا أن نُعمل العقل، وكل شيء له تفسير، لو جاء أحد سأل أبوه أو أمه: لماذا لا نجعل الحج بالميتافيرس أون لاين أو بالزوم والأشياء هذه؟”. وأضافت “وهذا ليس رأيي، ولكن أنا أطرح أسئلة، لبيان بعض التفسيرات المهمة لفلسفة الحج”.
ورد ضيفها أسامة رسلان، مشرف وحدة اللغة الإنجليزية بمرصد الأزهر، أن الفرائض في الإسلام تتطلب من الإنسان الجهد، بداية من الجهد في التفكير، إلى نطق الشهادتين، ثم أداء الصلاة، وما بها من مجهود روحي وبدني، ثم أداء الزكاة، وما بها من مجهود مالي، ثم صوم رمضان، بما فيه من عودة للمجهود البدني، وفي النهاية الحج، يجمع كل هذه المجهودات، بما فيها المجهود البدني.
وأكدت في النهاية الحديدي كلام ضيفها، قائلة “بالتالي الحج هذه الشعيرة مرتبطة بالمكان والزمان”.
وعلق ناشطون، معتبرين أن اجتزاء الكلام من سياقه يعتبر فبركة وتسبب في الكثير من الأضرار، ونشر مغرد الفيديو الأصلي وعلق:
وتفاعل الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد، مساء السبت، مع هذه التغريدة، وقال في تغريدة “فعلا هذا المقطع أخي الكريم الغالي يعبر تماما عما يمكن أن يفعله اجتزاء الكلام من سياقه وكيف يمكن أن يغير المقصود تماما.. تعلمت أن لا آخذ أي مقطع أو معلومة على أنه حقيقة حتى أتأكد من أنه غير مجتزأ أو مفبرك.. كل منا معرض لأن يُفبرك عليه شيء باجتزاء كلامه أو إخراجه من سياقه ويتعرض للإساءات بسببه.. على طريقة من يقرأ فويل للمصلّين ولا يكمل.. بقوله تعالى (الذين هم عن صلاتهم ساهون)”.
وحتى بعد تبيان حقيقة الأمر، استمر الهجوم على الحديدي، التي نشرت تغريدة ردا على الضجة:
والمفارقة أن الجدل لم يتوقف واختلف رواد مواقع التواصل حول جدوى الطرح أصلا وهل يجوز أم لا، وجاء في تغريدة:
وجاء برنامج الإعلامية لميس الحديدي بالتزامن مع أداء الحجاج لمناسك الحج للعام .
يذكر أنه سبق أن أثار الإعلان عن مبادرة “الحجر الأسود الافتراضي”، قبل عامين، حيث يصبح بالإمكان لمس الحجر افتراضيًا عبر تقنية الـVR بعد أن تعذر الوصول إليه بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من فايروس كورونا، جدلا واسعا على موقع تويتر.
وظهر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس حينها وهو يرتدي النظارات الخاصة بتلك التقنية، ويحرك يديه كما لو أنه يلمس الحجر الأسود.