أزمة متفاقمة في حركة التجارة البحرية بسبب السفن العالقة بقناة السويس

حادثة قناة السويس تفاقم التحديات أمام شركات شحن الحاويات المتضررة من تداعيات كورونا.
الخميس 2021/03/25
جهود مضنية لتعويم الناقلة الضخمة

القاهرة – أعاقت ناقلة الحاويات الضخمة “إيفر غيفن” حركة الملاحة في قناة السويس منذ مساء الثلاثاء، بعد تعرضها لعاصفة رملية، ما أدى إلى عرقلة أحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم.

وأعلنت هيئة قناة السويس الخميس تعليق حركة الملاحة “مؤقتا” حتى الانتهاء من تعويم ناقلة الحاويات التي تعيق تدفق السفن.

وينذر توقف حركة المرور بالقناة المصرية التي تؤمن عبور نحو 10 في المئة من حركة التجارة البحرية الدولية، بتفاقم مشكلات خطوط النقل البحري التي تواجه بالفعل اضطرابا وتأخيرات في توريد السلع للمستهلكين.

وتواجه شركات شحن الحاويات، التي تنقل شتى بضائع متاجر التجزئة من الهواتف المحمولة والملابس إلى الموز، تحديات كبيرة منذ شهور بسبب جائحة فايروس كورونا وزيادة الطلب، مما زاد نقاط الاختناق بقطاع الخدمات اللوجستية في أنحاء العالم.

ووفقا لمزود الخدمة “ليث إيجنسيز"، هناك حاليا 30 سفينة متوقفة وسط القناة فيما تنتظر 40 سفينة أخرى في البحر المتوسط و30 في خليج السويس في البحر الأحمر.

ويؤثر هذا الحادث على أسواق النفط العالمية بسبب التأخير في عمليات التسليم، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الأربعاء.

ومنذ الأربعاء تحاول السلطات المصرية تعويم السفينة إيفر غيفن البالغ طولها 400 متر، من جديد، لكن إحدى الشركات المشاركة في تلك الجهود قالت إن الأمر قد يستغرق أسابيع.

وقال رانجيث راجا المسؤول عن الأبحاث النفطية في شركة ريفينيتيف الأميركية للبيانات المالية "لم نشهد مثيلا لهذا من قبل، لكن من المحتمل أن يستغرق الازدحام  أياما عدة أو أسابيع".

وقالت جوانا كونينجز، كبيرة الاقتصاديين في آي.إن.جي، إنه “في الوقت الذي تتعرض فيه سلاسل الإمداد لضغوط، تغلق سفينة حاويات ضخمة واحدا من المسارات الرئيسية للتجارة العالمية.. مع عكوف هيئة قناة السويس على تحرير القناة، يزداد التكدس، ومدخلات الإنتاج العالقة ستؤثر على سلاسل الإمداد”.

وقالت أم.أس.سي السويسرية، ثاني أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، إن جميع سفن الحاويات الرئيسية تأثرت بالتوقف في قناة السويس.

وقالت في بيان "كمستخدم منتظم للقناة، تتابع أم.أس.سي الموقف عن كثب لمعرفة التطورات في حالة الحاجة إلى أي خطط طوارئ للأسطول أو شبكة الخدمات، ولمعرفة مدى تأثر دورة الحاويات في سوق تواجه صعوبات".

لكنها دعت زبائنها الذين ينتظرون شحنات عبر القناة في الأيام المقبلة إلى الاستعداد لتغييرات محتملة في الخطط.

وقالت مصادر تجارية وبقطاع الشحن إن التأثير على نقل البضائع من المصنعين في آسيا إلى المشترين في أوروبا قد يزيد، وذلك اعتمادا على مدى استمرار التأخيرات في قناة السويس.

Thumbnail

وقال ليون ويلمز المتحدث باسم ميناء روتردام، أكبر منافذ أوروبا، إن الطلب على الخدمات اللوجستية كان يفوق القدرة بالفعل من قبل واقعة قناة السويس.

وأشار إلى أن "جميع موانئ غرب أوروبا ستتأثر. مضت الآن 48 ساعة ونأمل من أجل جميع الشركات والمستهلكين انتهاء ذلك قريبا".

وتابع "عندما تصل هذه السفن إلى أوروبا، ستكون هناك حتما أوقات انتظار… لدينا مساحات كبيرة، لكن عدد أحواض السفن والرافعات لتفريغ هذه البضائع محدود".

ويواجه أنتويرب، وهو ميناء رئيسي آخر في أوروبا، بالفعل منذ شهور زيادة في الوقت اللازم لتقديم الخدمات اللوجستية للحاويات، حسبما قال رئيسه التنفيذي جاك فاندرمايرن. وقال "يعاني الجميع عندما تواجه اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية تلك".

وقالت مصادر في قطاع الشحن إن أي تأخيرات عالمية أخرى ستتسبب في المزيد من الضغوط على الموانئ الأميركية، التي تعاني بالفعل من تأخر في مناولة أكثر من 90 سفينة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أفادت بيانات من ستاندرد أند بورز غلوبال بلاتس كونتينرز بأن تكلفة شحن البضائع من آسيا إلى الساحل الشرقي الأميركي ارتفعت إلى أكثر من خمسة آلاف دولار لكل وحدة مكافئة طول 40 قدما، مقارنة مع ألفين و775 دولارا في مارس من العام الماضي. وارتفعت أيضا أسعار الشحن إلى الساحل الغربي.

وخلص تحليل أجرته منصة الخدمات اللوجستية بروجكت - 44 إلى أن سفن الحاويات تواجه أوقات انتظار وتفريغ أطول في موانئ الساحل الغربي، مقارنة مع أي مكان في الولايات المتحدة أو في أنحاء العالم.

ويقول المحللون إن موانئ الساحل الشرقي الأميركي أكثر انكشافا على أي اضطرابات في قناة السويس من موانئ الساحل الغربي، في حين قالت متحدثة باسم ميناء نيويورك ونيوجيرزي على الساحل الشرقي إنه ليس هناك تأثير حتى الآن لكن تجري متابعة الوضع عن كثب.

وقال آلن ميرفي الرئيس التنفيذي لشركة سي - إنتليجنس للتحليلات "استمرار الإغلاق (في قناة السويس) سيتسبب أيضا في تفاقم العجز العالمي الحالي في خدمات الحاويات، إذ من غير الممكن إعادة الحاويات العالقة مع السفن إلى آسيا لاستخدامها في شحنات جديدة".

وأكد أن هذا الوضع قد يؤدي إلى المزيد من الارتفاع في أسعار الشحن التي تبلغ بالفعل ذرى غير مسبوق، إذ يتسابق المصدرون للحصول على القليل المتبقي من الحاويات الفارغة.