أزمة ديبلوماسية بين فرنسا وإيران عنوانها دروس في حرية الصحافة

الجمهورية الإسلامية تندّد بعدم تحرّك السلطات الفرنسية المعنية المتواصل في مواجهة معاداة الإسلام والترويج للكراهية العنصرية في الإعلام الفرنسي.
الجمعة 2023/01/06
التوتر على أشده

باريس - قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا الخميس إن على إيران أن تهتم بما يحدث داخلها قبل أن تنتقد فرنسا بعد أن استدعت طهران سفير باريس بسبب رسوم كاريكاتورية نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة.

وتدهورت العلاقات بين فرنسا وإيران في الأشهر الأخيرة مع تعطل جهود إحياء المحادثات النووية التي تشمل فرنسا ومع اعتقال طهران لسبعة فرنسيين.

ونشرت شارلي إيبدو هذا الأسبوع العشرات من الرسوم الكاريكاتورية التي تصور الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي فيما قيل إنه دعم لاحتجاجات مناهضة للحكومة في إيران.

وقالت كولونا في تصريحات لمحطة “إل.سي.آي” التلفزيونية إن إيران تنتهج سياسات سيئة عبر اتباع العنف مع مواطنيها وباعتقال فرنسيين. وتابعت قائلة “دعونا نتذكر أن حرية الصحافة موجودة في فرنسا على عكس ما يحدث في إيران وأن تلك (الحرية) يشرف عليها قاض في إطار قضاء مستقل وهو أمر لا تعرفه إيران جيدا بلا شك” مضيفة أن فرنسا ليست بها قوانين تجرم التجديف.

واتهم رجال الدين الحاكمون في إيران، الذين يواجهون أسوأ أزمة لشرعيتهم منذ الثورة في 1979، أعداء أجانب بالوقوف وراء احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة.

وأثارت الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها شارلي إيبدو رد فعل غاضبا من إيران وحذر وزير خارجيتها أمير حسين عبداللهيان من أن الخطوة التي وصفها بأنها “عدائية ومشينة” ستستتبع ردا حازما من طهران واتهم الحكومة الفرنسية بالتمادي.

وفي وقت لاحق، أعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير الفرنسي في طهران نيكولا روش على خلفية “السلوك المسيء لإحدى الصحف الفرنسية، وفق وكالة أنباء “إرنا”.

وأضافت “إرنا” أن الناطق باسم الوزارة ناصر كنعاني أبلغ السفير في لقاء عقد الأربعاء “احتجاج إيران الشديد على الحكومة الفرنسية”.وتابع “لا يحقّ لفرنسا تبرير الإساءة الى مقدسات الدول الأخرى والشعوب المسلمة، بذريعة الدفاع عن حرية التعبير”. كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الخميس إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران (إفري).

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية أن “الجمهورية الإسلامية تندّد بعدم تحرّك السلطات الفرنسية المعنية المتواصل في مواجهة معاداة الإسلام والترويج للكراهية العنصرية في الإعلام الفرنسي”.

الرسوم الكاريكاتورية الساخرة من علي خامنئي التي نشرتها شارلي إيبدو لا تزال تثير ردود فعل غاضبة في إيران

وأعلنت الوزارة “وضع حد لنشاطات المعهد الفرنسي للبحوث في إيران كمرحلة أولى” من الردّ الإيراني على الرسوم الكاريكاتورية.

وبحسب موقعه الإلكتروني، فإن المعهد الفرنسي للبحوث في إيران ملحق بوزارة الخارجية الفرنسية. وأبصر النور في العام 1983 بعد اندماج “البعثة الأثرية الفرنسية في إيران” (دافي) التي أنشئت في العام 1897، والمعهد الفرنسي لعلوم إيران في طهران (إفيت) الذي أسسه هنري كوربان عام 1947.

وبقي المعهد الفرنسي للبحوث في إيران الواقع في وسط طهران مغلقا لسنوات، وقد أعيد فتحه خلال عهد الرئيس السابق حسن روحاني (2013 – 2021) كعلامة على عودة الدفء إلى العلاقات بين فرنسا وإيران. ويضم المعهد مكتبة غنية يستخدمها طلاب اللغة الفرنسية وأكاديميون إيرانيون.

ونشرت المجلة في عدد خاص الأربعاء الرسوم الكاريكاتورية في سياق مسابقة أعلنت عنها دعما للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر 2022 عقب وفاة الشابة مهسا أميني على إثر توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

كما جاءت الرسوم في ذكرى تعرّض شارلي إيبدو لاعتداء في باريس في يناير 2015 قتل خلاله عدد من الأشخاص بينهم رسامون وصحافيون بارزون في المجلة. وأعلن متطرفون نفذوا الاعتداء أنه ردّ على نشر المجلة رسوما كاريكاتورية عن النبي محمد.

5